الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشتت انتباه أطفال التوحد بعمر ستة أشهر تجاه الوجوه والأصوات

تشتت انتباه أطفال التوحد بعمر ستة أشهر تجاه الوجوه والأصوات
13 مارس 2014 22:32
يُظهر الأطفال الطبيعيون اهتمامهم منذ لحظة الولادة، بالتواصل والتفاعل الإنساني بصورة فطرية بما يشمل التعرف على الوجوه والأصوات، لكن هذه الميول الأساسية المتعلقة بالمؤثرات الاجتماعية للأفراد ممن يعانون اضطرابات طيف التوحد تشهد تغييراً ملحوظاً. وأظهرت دراسة على موقع «ميديكال نيوز توداي» نشرت في مجلة الطب النفسي البيولوجي من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة ييل الطبية الأميركية، أن الأطفال الذين يبلغون ستة أشهر، وتم تشخيص تعرضهم لاضطراب طيف التوحد في وقت لاحق، يحولون أبصارهم عن ملامح الوجوه أثناء تحدثها. تتابع العين ومن أفضل الوسائل لفحص حالات اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال في سن صغيرة هي استخدام تتابع العين، وتستخدم هذه التقنية مراقبة متطورة بتصوير الفيديو، بالإضافة إلى برامج خاصة تتابع وتحدد بشكل دقيق مكان تركيز العين ومدة تركيزها، واستخدم الدكتور فريدريك شيك وزملاؤه في جامعة ييل هذه الوسيلة لفحص كيفية نظر الأطفال بعمر ستة أشهر لملامح الوجوه الهادئة أو المبتسمة أو المتحدثة إليهم، وتم تقييم حالة هؤلاء الأطفال بعمر ثلاث سنوات، ثم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات حسب تشخيص حالات التوحد والتأخرات النموية الأخرى، أو النمو النموذجي. ووجد الباحثون أن الأطفال الذين طوروا اضطراب التوحد في وقت لاحق كانوا ينظرون إلى جميع الوجوه مثلهم مثل الأطفال الآخرين الطبيعيين، إلا أنه حين عرضت عليهم الوجوه التي توجه إليهم الحديث يحولون أنظارهم بعيداً عن الملامح الرئيسية في الوجه مثل العينين والفم. ويقول دكتور شيك إن هذه النتائج توضح أن وجود الخطاب والتحدث يعطل عملية معالجة الانتباه النموذجية للوجوه لدى الأطفال ممن لديهم اضطراب التوحد. وهذه هي الدراسة الأولى لعزل استجابة غير نمطية إلى الكلام باعتبارها سمة معينة مقترنة بالتوحد في النصف الأول من العام بعد الولادة، وتوضح هذه الاكتشافات أن الأطفال ممن لديهم اضطرابات التوحد يجدون صعوبة في تركيز الاهتمام على المعلومات الاجتماعية ذات الصلة في وقت مبكر من عمر ستة أشهر، وهو الأمر الذي يمكن أن يقلل من نوعية التبادلات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وبالتالي في مسار والتواصل والتنمية الاجتماعية. تشخيص الحالات وأوضح الباحثون أنه في ظل عدم إمكانية تشخيص حالات اضطراب طيف التوحد حتى عمر سنتين، إلا أن هذه الدراسة وغيرها، تؤكد أنه يمكن الكشف عن السلوكيات الشاذة في السلوك والانتباه في وقت مبكر من عمر ستة أشهر. ويعلق دكتور جون كريستال، محرر الطب النفسي البيولوجي بقوله: «يبدو واضحاً أن التغيرات العقلية المرتبطة بالتوحد تظهر في فترة مبكرة أكثر مما نشخص هذا الاضطراب بشكل تقليدي». وتبرز هذه الدراسة أن الاضطرابات المتعلقة بالتوحد في العلاقات الاجتماعية تكون موجودة بوقت مبكر لتمثل شكلاً من الاتصالات الاجتماعية الأساسية. ويمكن أن يتعرض هؤلاء الأطفال ممن يعانون اضطرابات لتجربة اجتماعية متغيرة عند بلوغهم مرحلة نمو مهمة وأساسية، حيث يأمل الباحثون أن تساعد هذه الدراسة البحثية، وغيرها على توضيح كيفية تغيير مسار النمو بأطفال التوحد وفترة حدوث ذلك مع إمكانية تطوير التدخلات الموجهة التي يمكن أن تجعل عمليات النمو تسير بشكل طبيعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©