السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كشفت بيتي بإرادتي

26 مارس 2018 01:48
تمرّ بنا الكثير من اللحظات الجميلة في حياتنا، نقف أمامها نُخلّد تلك الذكريات بشتى الصور. في الماضي، كانت العكّاسة «آلة التصوير» هي الأشهر في مهمة توثيق الأحداث عبر صورة تمرّ بمراحل عدة إلى أن تصل أيدينا مطبوعة. أما اليوم مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح الموضوع بسيطاً جداً عن طريق لمسة على شاشة الهاتف لينتشر كل ما تراه في اللحظة نفسها، لكن رب لمسة تكون رحلة ألم طويلة لك ولأسرتك. على الرغم من اتساع مساحة المعمورة جغرافياً، إلا أن شبكات التواصل جعلت العالم صغيراً جداً، كثيراً ما نصوّر ونوثق تلك المواقف التي نشاهدها، والتي نعيشها بكل دقة دون أن نسأل أنفسنا هل نحتاج نشرها أو لا؟ أصبحنا نجاري الآخرين في كل شيء، قد نؤذي أنفسنا بإرادتنا، ونعرّي بيوتنا من خلال تصوير تفاصيل حياتنا غير مدركين أنها في يوم ما ستكون سلاحاً ضد من قام بنشرها، أو قد نفضح إنساناً من دون قصد بسبب جهلنا وسوء تعرفنا وعدم احترام وتقدير مسألة الخصوصية. نحن من ننشر الشائعات، ونكشف عثرات الآخرين، فبدلاً من أن نكون عوناً أصبحنا ورطة ومصدر حزن وألم لا ينتهيان، أو ربما رسمنا له نهاية خلف الأسوار الحديدية، أو طريقاً لابتزازه من قبل الآخرين. فكرّ قبل أن تضغط تلك الأزرار، فلا تتهاون في العواقب التي تنجم عن تلك الصور والمقاطع والتعليقات السلبية المؤذيّة. ضع نفسك قبل أي أحد، فلا تكن كتاباً معرّى للجميع، احتفظ بحياتك الخاصة، واحترم حياة وخصوصيات الآخرين، واحترم تلك المواقف التي تشاهدها وتفاعل معها بإيجابيّة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©