الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوق قبرك مثل وردة الأبدية

فوق قبرك مثل وردة الأبدية
22 مايو 2008 02:51
هاشم المعلم بحثت طويلا قفزت بين المثولوجيا والسطور كيف لخصم عنيد مثلك أن يتوارى خلف كومة تراب دون علامة أو شاهد قبر أرّقني التفكير مصحوبا بمخيلة مجنونة كنت أسحلها بنشوة على الأرصفة لم يعد لي في الأعراف والمواثيق أن أتردد قفزت في أعماقي، مثل دلفين حاضنا الفضاء وحين ارتطمت، كان العمق باردا برودة القبو الموحش· كونوا لا شيء جميلون أنتم بأقراطكم·· بضفائركم بالتمائم والتعاويذ أنتم جميلون أنتم·· ليل مكتظ بالذئاب وردة في جيب علوي لستم بيادق الشطرنج ينتحر الجندي في منتصف المعركة ويشرب القائد نخب الوهم احشوا مدافعكم بالرغيف مثل لعبة الساحر المملة أنتم وقت للغياب وفي الحضور أنتم لا شيء لا أحد يلتفت كان أمرا عاديا تسقط الشمس خلف الأبراج خلف الغرف التي تتعاطى أقراصا مهدئة وتنام مرتعشة في أسرّة باردة في ردهات مريضة بلا نبض السماء أيضا لا أثر لها والرمل ـ حكاية الجدات ـ يلتهم الجدار الإسمنتي وحديقة البيت وأرجوحة الطفولة أمّا السمسار فما زال يتبعني مثل كلب مفترس ويطارد لهفتي وسط الزقاق نزهة عبدالله بن أبي سلول في مقهى صغير رابض على لسان البحر أحدق في جوف فنجان وأتطلع إلى أسطورة الشاعر أرى سربا من الذباب يرافق رجلا يمتطي راحلته في المدينة بعدما اجتاز الربع الخالي في رحلة أشبه بخرافة ربط خطام مطيته بغيمة عابرة وترجل أخذ يجرع كأسا تلو الأخرى ملتهما مجده بالتمر حتى تطاير آخر خفاش مصروع من مخيلته خلع ثوبه المزركش وارتدى بزة الشرطي كي ينظم السير وأخيرا التفت ناحيتي وبخبث كان يبتسم تاركا فاتورة مخالفة لم أرتكبها فيما مطيته تسرح أمام إشارة المرور! آخر ضوء في الزنزانة كعادته كل ليلة يجلس مثل ناسك منصتا إلى أعماقه يناجي متضرعا·· الإله العظيم ومن عينيه تسيل صور أطفاله النائمين بلا عشاء في كل ليلة أيضا يركض في أحلامه نحو الخلاص وبرفقته سجان يحمل شعلة الحرية! üüü بأصبع قصير··· جاء في اليوم التالي مبتلا وكان المطر الأسود يهطل في روحه· دافعا مزلاج الباب، برغبة مبتورة· قشور البرتقال، فقاعات الصابون، رائحة الياسمين، وصدى لمسة الأصابع التي تتلصص بوقار، مشهد درامي برمته مازال طافيا في سماوات الغرفة·· بأصبع قصير رفع كومة جرائد، وألبوم الصور لوّحَ للبيوت البعيدة لوّحَ لنورس مجنون نفض شكوكه جيدا أطفأ الموسيقى، وفم النهار المتثائب ما من أثر وأنا أتنزه على ظهر دراجة لاهوتية في جزيرة بعيدة· لا أثر يدل على القراصنة وما من أثر لكنز خرافي لا شمس سطعت بين حقائب السائحين، ولا رنين قبلة، سقطت خلسة بين الرمال فقيرة الاّ من نخلتين أتقرفص طويلا، على صخرة ناصعة متأملا الأسماك الصغيرة وهي تسعف نبض البحيرة· أنتف شارب الملل مدلقا نبيذ الأسطورة في جوف الأيام عابسا··· أربط حظي بخيط حذاء وأدفن أسراري في الآخر· * شاعر إماراتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©