الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رسام جزائري يرصد الهجرة عبر قوارب الموت

رسام جزائري يرصد الهجرة عبر قوارب الموت
22 مايو 2008 02:52
أقام مؤخراً الفنان الجزائري الشاب عبدالباقي بوخالفة معرضاً لرسومه الكاريكاتيرية في العاصمة الجزائرية، ويتطرق المعرض إلى الهجرة غير الشرعية للشباب الجزائري عبر ''قوارب الموت''، والتي تفاقمت مؤخراً وتحولت إلى ''عادة يومية'' حتى بات من النادر مرور يوم واحد دون أن يتمكن حرس السواحل من إحباط محاولة للهجرة السرية أو ينتشلوا جثث مهاجرين غير شرعيين أو''حرَّاقة'' كما يُطلق عليهم محلِّياً· وعرض بوخالفة 50 لوحة كاريكاتيرية صغيرة تجسد اهتمامه بهذه الآفة الخطيرة التي أضحت تستهوي آلاف الشباب الجزائري الحالم بحياة رغيدة في أوروبا وبخاصة في اسبانيا وإيطاليا وفرنسا التي غالباً ما تكون الوجهة المفضلة للشباب ''الحرَّاق''· الرسوم التي نشرها في جرائد جزائرية، مكثفة، ثرية وطافحة بالمعاني والدلالات؛ ولعل أقواها رسم لشاب يتخذ تابوتاً كقاربٍ يبحر به نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط، وبذلك يشبِّه الفنان ببلاغة ''قارب الموت'' بالتابوت، وهو رسم معبِّر أثار إعجاب زوار المعرض· ولم يكتف الفنان برسم التابوت، بل جلب تابوتاً حقيقياً ووضعه في وسط المعرض ليفاجئ به الزائرين· ويقول بوخالفة لـ''الاتحاد'' إنه تعمَّد هذه الخطوة حتى يوصل رسالته التحذيرية كاملةً إلى الشباب الذي يذهب إلى حتفه وهو يعتقد أنه يذهب إلى حيث يجد جنة على الأرض، وهي طريقة للتأثير في الزوار حتى يبقى المعرض في أذهانهم ولا يكتفون فيه بالفرجة والتركيز على الناحية الجمالية للوحات كما يفعلون عادة في المعارض التشكيلية· رسوم عديدة تحذر الشباب من هذه المغامرة، وقد أبدع فيها الفنان الموهوب الذي برز في السنوات الأخيرة برسومه الكاريكاتيرية· لكنه لم يكتف بهذه الصيحات التحذيرية، بل خصص جناحاً لانتقاد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي أوصلت هؤلاء الشبان إلى رمي أنفسهم في وسط البحر بحثاً عن الخلاص من حالة الفقر والحرمان التي يعيشونها في الغالب وكانت الدافع الأساسي لهجرتهم السرية، ويركز بوخالفة في عددٍ من اللوحات على مفارقة الارتفاع المستمر لأسعار النفط وبالتالي التحسن المتواصل للوضع المالي للجزائر، وفي نفس الوقت يتزايد عدد المهاجرين السريين ''الحرَّاقة'' الذين يبحرون سريا كل يوم من مكان ما بشواطئ الجزائر الشاسعة التي يتعدى طولها 1200 كلم، ففي إحدى اللوحات يبحر المهاجر في قارب وسط ''بحر من النفط'' وفي لوحة أخرى يبحر داخل قفة، كناية عن المتاعب المعيشية الخانقة، وبذلك يوجه بوخالفة نقداً مبطناً للسلطات ويلفت انتباهها إلى ضرورة التركيز أكثر على حل مشكلات الشباب وتوفير مناصب عمل لهم في بلدهم حتى لا يتذرعوا بالبطالة وانسداد الآفاق للهجرة غير السرية إلى أوروبا وبالتالي موت الكثير منهم في عرض البحر· المعرض ليس كغيره من معارض الكاريكاتير والفنون التشكيلية والبصرية؛ إذ يمكن القول إنه يؤشر لبداية ظهور ''أدب الرحلات السرية'' في الجزائر·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©