الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ترجمة عربية جديدة لقصائد سافو

ترجمة عربية جديدة لقصائد سافو
22 مايو 2008 02:53
صدر حديثاً عن منشورات دار كنعان في دمشق ترجمة عربية جديدة للشاعرة الإغريقية سافو، ويحمل الكتاب عنوان ''لا العسل تشتهيه نفسي ولا النحل، وقام بالترجمة الشاعر طاهر رياض والكاتبة الدكتورة أمنية أمين، وقد جاء الكتاب في مائة وخمسين صفحة، وينقسم الكتاب إلى ستة أجزاء ويضم مائة وست قصائد قصيرة جداً في معظمها، قصائد لا تتجاوز في الغالب أربعة أو ستة أبيات· لدى استعراض قصائد الشاعرة يطرح القارئ تساؤلات تتعلق بهذه الشاعرة الغريبة، فهل هي الشاعرة المسترجلة، أم عاشقة النساء اللواتي كانت تجمعهن لتدربهن على الرقص، أم هي عاشقة الحياة والملذات؟ من هي سافو من بين هؤلاء؟ أم أنها كل هؤلاء في حين واحد؟ إنها في كل الأحوال الشاعرة الإغريقية التي قالت في إحدى قصائدها ''وحين أموت لن أُنسى''، وظلت بالفعل حديث الشعر والشعراء على مدى ألفي عام تقريبا، فقد عاشت بين 610 و 580 قبل الميلاد· تقول في تقديم قصائدها ''عندما تمر أيها الغريب على المقابر لا تقل إنني شاعرة ميتة من ميتيلين، فالأيدي البشرية قد بنت هذا وأعمال البشر تتلاشى، لكن إذا حكمتم عليّ من قبل الموزيات التسع اللاتي منحت كلا منهن زهرة فأنتم تدركون أنني قد هربت من كآبة هيدز عالم الموتى، ولن يشرق يوم أبداً دون أن يذكر فيه اسم سافو الشاعرة الغنائية''· وفي المقدمة التي كتبها المترجمان جاء أن الشاعرة قد حظيت بالكثير من المديح من قبل كبار الشعراء الإغريقيين والرومانيين، فقد وصفها أفلاطون بالحكمة قائلا ''يقولون يوجد تسع موزيات، هذا هراء، انظروا سافو من ليسبوس هي العاشرة''، وتأثر بأسلوبها العديد من الشعراء مثل كاتولس الذي ترجم لها قصيدة غنائية مستخدما أوزانها نفسها، وأشار إليها هوراس في عدد من قصائده، أما أوفيد فكتب على لسانها رسالة تخيل أنها كتبتها لحبيبها فيون وقيل إن علاقتها بهذا الحبيب جاءت نتيجة قصيدة كتبتها سافو عن حب أدونيس، وهي القصيدة التي ترجمها ألكسندر بوب عام ·1707 أما فرجينيا وولف فتقول في معرض مدحها الشاعرة كريستينا روسيتي ''إن روسيتي تعتبر أفضل شاعرة منذ ظهور سافو''· وكما هو معلوم فقد أثير حول سافو كلام كثير متناقض، فكان شعبها يرضى عنها فيكرمها حينا، ويغضب منها بسبب حبها للنساء فيلعنها، يقول عنها أوفيد متسائلا ''ماذا علمت سافو فتياتها سوى أن يمزجن الحب بالنبيذ؟''· وقد عرف عنها أنها لم تكن جميلة، بل أقرب إلى القبح، وقد نفيت في شبابها بسبب نشاط زوجها السياسي، أما هي فكانت تقضي وقتها في تدريب الفتيات الرقص ضمن ما يشبه المعهد في زمن يبدو أن مثل هذا المعهد كان منتشرا هناك· ومما جاء في التقديم أيضا أن هناك ترجمة أخرى لأشعار سافو قام بها عبد الغفار مكاوي قبل أكثر من أربعين عاما وصدرت عن دار المعارف في القاهرة، لكنها ''كانت ترجمة حرفية تركت في النص العربي النقص وفقدان الكلمات، ملتزمة بالأصل وفق أوراق البردي المهترئة''، وعن هذه الترجمة فقد اعتمدت مرجعين أساسيين، الأول لديفيد كامبل، والثاني لماري برنار التي نجحت في إعادة صياغة قصائد سافو ومنحها الغنائية اللائقة بها· منذ القصيدة الأولى التي تفتتح الكتاب نرى أننا أمام شاعرة عاشقة للحب والجمال: ليعلم الجميع أنني اليوم والآن سأغني غناء بديعا كي أبهج صديقاتي وفي السياق ذاته نجدها تعيب على من لا يحب المتعة، فتقول: لسوف نستمتع أما من يعيب علينا ذلك فلعل الحماقة والأسى يتوليانه· وفي مقطع آخر تقول: أعرف الآن لم كان أيروس من بين نسل الأرض والسماء الأكثر حظوة بالحب·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©