“آبل” تسعى إلى إعادة صياغة صناعة الكمبيوتر بإطلاق “تابليت بي سي” في العام الجديد

يبدو أن شركة آبل التي ظلت طوال الأحد عشر عاماً الماضية تلمس كل شيء فيتحول إلى ذهب، وبعد أن أحدثت ثورة في صناعتي الموسيقى وهاتف الموبايل عبر إنتاج هاتف اي بود وهاتف آي فون، آثرت العودة مرة أخرى إلى جذورها عبر جهاز تأمل من خلاله إعادة صياغة صناعة الكمبيوتر. فقد بات من المتوقع الآن أن تبدأ شركة آبل العام الجديد بإطلاق آخر منتج لها وهو عبارة عن “تابليت بي سي” بحيث يسمح للمستخدمين بتصفح الويب ومشاهدة البرامج التلفزيونية بالإضافة إلى قراءة الجيل الجديد من المجلات والصحف اليومية الموجودة على الانترنت. وتواترت التوقعات بأن مجموعة التكنولوجيا التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها سوف تكشف الستار عن الجهاز الذي يفتقد إلى لوحة المفاتيح وأشبه بهاتف آي فون من الحجم الكبير في مناسبة يجري الإعداد لها في 26 يناير الجاري في سان فرانسيسكو. وهنالك بعض المدونين في مجال التكنولوجيا الذين أطلقوا مسبقاً اسم “آي سليت” على الجهاز بعد أن عمدت شركة آبل لتسجيل اسم لموقع جديد للانترنت يدعى islate.com. وإلى ذلك فقد درجت شركة آبل على استغلال شهر يناير عادة من أجل إطلاق المنتجات المهمة الجديدة كوسيلة لاستقطاب الاهتمام من آخر منتجات منافسيها في معرض الكترونيات المستهلك الذي يقام في لاس فيجاس في نفس الشهر والذي لا تحضره شركة آبل عادة. ويذكر أن شركة ابل أطلقت في شهر يناير عام 2008 جهاز كمبيوتر (ماك بوك اير) البالغ النحافة. أما في العام الأسبق فقد أعلن ستيف جوبز الرئيس التنفيذي للشركة عن إطلاق أول نسخة لجهاز آي فون. وكانت آبل في السابق قد درست إمكانية انتاج أحد أنواع “التابليت كمبيوتر” إلا أنها أجلت الفكرة في آخر لحظة. والآن فإن هنالك العديد من أجهزة “التابليت” المتوفرة في السوق من قبل الشركات المنافسة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر. وكذلك فإن شركة ارشوس الفرنسية الرائدة في صناعة أجهزة الموسيقى الرقمية والتي شاهدت سرقة ريادتها في السوق من قبل شركة آبل عمدت مسبقاً إلى إنتاج جهاز تابليت للانترنت يعمل بواسطة برنامج معلومات اندروير الخاص بشركة جوجل. أما آخر نموذج لأجهزة التابليت من انتاج شركة مايكروسوفت الذي أطلق عليه اسم “كورير” فينطوي على شاشات متعددة على جانبي الجهاز كل منها بحجم 7 بوصات. وفي الحقيقة فإن الانتشار الفطري لخدمات المحتويات الرقمية المشروعة وارتفاع كمية التطبيقات القابلة للتحميل - التي ساعد على تكاثرها هاتف آي فون - بالإضافة إلى الوفرة الهائلة للحزمة العريضة اللاسلكية أدى إلى خلق سوق كبير لأجهزة كمبيوتر التابليت الأشبه بجهاز متكامل للمحتويات الإعلامية أكثر منه مجرد جهاز كمبيوتر يفتقد إلى لوحة المفاتيح. والآن فقد بات الجهاز الجديد أن يعتبر وبشكل أساسي قاسما مشتركا ما بين جهاز آي فون وخدمة التلفزة الخاصة بشركة آبل بالاضافة إلى هاتف آي بود. وفي الوقت الذي رفضت فيه شركة آبل التعليق على التوقعات بشأن منتجاتها الجديدة إلا أن هنالك أحاديث تشير إلى أن الشركة تعمل الآن على تطوير نسختين من جهاز آي سليت أحدهما بشاشة بحجم 10 بوصات وجهاز آخر أصغر حجماً بشاشة بمقدار 7 بوصات وسوف يتمكن المستخدمون أيضاً من تحميل التطبيقات التي ينتجها طرف ثالث من المطورين في داخل الجهاز تماماً كما يحدث في جهاز آي فون. وهنالك أيضاً عدد من صفقات المحتويات التي يجري تطويرها بحيث يمكن جهاز آي سليت أن يصبح منصة ذات قيمة عالية بالنسبة لشركات ومجموعات المحتويات الإعلامية. ويشاع أن شركة آبل تحاول تأمين صفقة مع شركات التلفزة الأميركية بما فيهم شركتا ديزني وسي بي اس حتى يتمكن الجهاز من عرض أفضل أنواع البرامج في وقت قريب. وفي ذات الأثناء فهنالك العديد من شركات النشر والمطبوعات الأميركية التي تضامنت مع بعضها البعض من أجل إنشاء منصة مفتوحة للمجلات بحيث تسمح للقراء بشراء وتصفح العناوين في الأجهزة التي بدأت تُعرف باسم “القارئات الالكترونية”. لذا فإن جهاز آي سليت من شأنه أن يصبح الجهاز الأمثل للجيل القادم من المطبوعات الرقمية على الأقل لأنه يأتي ملون بالكامل على خلاف ما هو عليه الحال في الجيل الحالي من الكتب الالكترونية مثل “اماذون كيندل”. عن “جارديان”