الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكرة في ملعب الدوحة وحل الأزمة «خليجي»

26 مارس 2018 02:09
أحمد مراد (القاهرة) أيد خبراء ومحللون سياسيون في القاهرة ما طرحه وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول تأكيده أن أزمة قطر تمثل قضية خليجية، وسيتم حلها خليجياً، مشددين على أن حلول الأزمة القطرية ليست في أيدي الروس، ولا الأميركان، ولا الأوروبيين، وإنما هي قريبة من قطر للغاية، وعلى بعد كيلومترات عدة منها، وذلك في العاصمة السعودية «الرياض». وأشار الخبراء والمحللون إلى أنه يخطئ من يظن أن الأزمة القطرية يمكن أن تُحل خارج الإطار الخليجي، مؤكدين أنه مهما طال أمد الأزمة القطرية، فلن يكون لها حل خارج الإطار الخليجي، وبالأخص في المملكة العربية السعودية. وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد شدد على أن أزمة قطر تمثل قضية خليجية، وسيتم حلها خليجياً، مؤكداً أن القمة «الأميركية- الخليجية» ستعقد، ولن تتطرق للأزمة مع قطر لأنها قضية محلية. وأوضح الجبير خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة الأميركية «واشنطن»، أن الرياض وضعت قائمة بممولي الإرهاب وقطر رفضتها وطريقة ردها تعتبر إقراراً بأنها تمول الإرهاب. وشدد وزير الخارجية السعودي على موقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، الثابت حيال أزمة الدوحة، وعلى قطر أن تعود إلى الصواب وتصحح ما اقترفته من أخطاء. الدكتور محمد عز العرب، خبير النظم السياسية والشؤون الخليجية بوحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أعرب عن تأييده لما طرحه وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول تأكيده أن أزمة قطر تمثل قضية خليجية، وسيتم حلها خليجياً، مؤكداً أن طرح الوزير السعودي هو الأقرب للمنطق والواقع، ويجب على الدوحة أن تعي هذا الأمر جيداً. وقال الدكتور عز العرب: يخطئ من يظن أن الأزمة القطرية التي اندلعت في أعقاب صدور قرار الرباعي العربي، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، بقطع العلاقات مع قطر في الخامس من يونيو من العام الماضي، يمكن أن تُـحل خارج الإطار الخليجي، وهو الأمر الذي أثبتته الوقائع والأحداث التي جرت طوال الأشهر العشرة الماضية التي راهنت فيها الدوحة على العديد من الأطراف الدولية والإقليمية لحل هذه الأزمة، وفي كل مرة كانت الدوحة تخسر رهانها، وبالتالي نستطيع أن نجزم بأنه مهما طال أمد الأزمة القطرية فلن يكون لها حل خارج الإطار الخليجي، وبالأخص في المملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن الرباعي العربي، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، على مدى الأشهر العشرة الماضية أعطى النظام القطري العديد من الفرص لحل الأزمة في الإطار الخليجي والعربي، ولكن القيادة القطرية دائماً ما كانت تتفنن في إضاعة هذه الفرص، الواحدة تلو الأخرى، وقد وجدناها تتعامل مع العرَض وليس المرض الأساسي الذي يرتبط بجوهر السياسة القطرية الداعمة للتنظيمات والجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة العربية. وأكد الدكتور عز العرب أن الخاسر الوحيد من إطالة أمد الأزمة القطرية هي قطر نفسها، حيث نجحت إجراءات المقاطعة المفروضة عليها في إصابة اقتصادها بخسائر فادحة، وذلك باعتراف المؤسسات والمنظمات الاقتصادية الدولية كافة، علماً بأن هذه الخسائر مرشحة للتفاقم والزيادة إذا ما أصرت الدوحة على عنادها وعلى تمسكها بموقفها الداعم والممول للجماعات والتنظيمات الإرهابية. أما البرلماني والسياسي الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فقد أكد أن محاولات الدوحة للاستقواء بالأوروبيين والأميركان والروس لن تفلح في وضع حل نهائي لأزمتها الراهنة، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لهذه الأزمة يتمثل في رضوخ الدوحة لمطالب الرباعي العربي، والتراجع عن السياسات العدائية التي تمارسها ضد جيرانها سواء في المحيط الخليجي أو المحيط العربي. وقال: «منذ اللحظات الأولى لتفجر الأزمة القطرية، سخر النظام القطري إمكاناته المالية والاقتصادية في سبيل كسب مواقف القوى الإقليمية والدولية لمصلحته، وطوال الأشهر العشرة الماضية قدم رشاوى بملايين الدولارات في صورة صفقات أسلحة واستثمارات اقتصادية مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والدول الكبرى في القارة الأوروبية. وعلى المستوى الإقليمي عمل على تقوية وتوسيع العلاقات مع تركيا وإيران وإسرائيل، وكل ذلك بهدف خلق «جبهة ضغط قوية» ضد دول المقاطعة الأربع، وتوهم حكام الدوحة أنه يمكنهم بهذه الرشاوى الفجة والمفضوحة شراء مواقف القوى الإقليمية والدولية حتى تقف بجوارهم في أزمتهم مع دول المقاطعة الأربع، ولكن مع مرور الوقت ثبت للجميع أن كل رهانات الدوحة خاسرة، وأن كل تحركاتها السابقة واللاحقة لن تفلح في إخراجها من المأزق الخطير الذي تعيشه الآن». وبدورها، اتفقت الدكتورة هدى راغب عوض، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، مع وزير الخارجية السعودي في تأكيده أن القمة «الأميركية- الخليجية» لن تتطرق للأزمة القطرية، موضحة أن قطر استنزفت الفرص المتاحة كافة لدى الإدارة الأميركية من أجل التدخل لحل أزمتها الراهنة، وبالتالي لن تكون هذه الأزمة على جدول أعمال القمة الأميركية- الخليجية، ودعت النظام القطري للاستجابة لمطالب الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، وأهمها وقف أشكال الدعم والتمويل كافة للجماعات الإرهابية. وأكدت الدكتورة هدى أن مواقف دول المقاطعة الأربع تجاه قطر لن يحدث فيها تغيير في المستقبل، سواء القريب أو البعيد، ما لم تتخذ قطر خطوات نحو العودة إلى المسار الصحيح، وهو الأمر الذي أكده وزير الخارجية السعودي عندما شدد على ثبات موقف الرباعي العربي، وبالتالي فإن الكرة الآن في ملعب قطر، فهي التي يجب أن تعود لرشدها وصوابها، وتدرك أن حل أزمتها ليس في يد موسكو أو واشنطن أو أوروبا، وإنما الحل قريب منها للغاية على بعد كيلومترات عدة، وبالتحديد في العاصمة السعودية الرياض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©