السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا العقد المقبل: التغيير والتحديات

11 يناير 2010 23:27
ريك هامبسون محلل سياسي أميركي يحل العقد الجديد على الأميركيين وهم في وضع غير مريح، وإن يكن معتاداً وهو وضع الشعور بالخوف. فثلاثة أرباع الأميركيين - وفق استطلاع رأي أجرته صحيفة "يو. إس. إيه. توداي" بالتعاون مع معهد "جالوب" غير راضين عن الطريقة التي تمضي بها الأمور. ولو أخذنا في الاعتبار الحرمان الاقتصادي والانقسام السياسي إضافة إلى الحرب على الإرهاب، ومناخ العالم الذي يزداد احتراراً... فمن ذا الذي لن يشعر بالخوف؟ ولكن في السنوات العشر القادمة قد يكون خوفنا هذا تحديداً مصدراً لخلاصنا. فالأميركيون يشعرون دائماً أنهم يواجهون أسوأ أوقاتهم، ولذلك يبذلون جهداً كبيراً للخروج منها بأكثر الفوائد وأقل الأضرار. يقول "جورج فريدمان" منشئ مؤسسة "ستراتفور"، وهي مؤسسة خاصة للخدمات الاستخباراتية:"حدث هذا في مناسبات تاريخية سابقة مثل نجاح الروس في إطلاق سبوتنيك عام 1975، وسقوط سايجون عام 1975، والتحدي الاقتصادي الذي مثلته اليابان في ثمانينيات القرن الماضي". ويضيف:"في كل تلك الحالات كان إحساس الأميركيين أنهم يقفون على حافة الهاوية، هو الذي ينقذهم من السقوط منها. وهكذا فإننا بدلًا من أن نقوم بالتهوين من قدر الشيء، فإننا نبالغ في رد فعلنا تجاهه، وهذا هو مفتاح نجاحنا". ويمكننا أن نسمع صدى لما يقوله فريدمان في النقاش الدائر حول الدين العام. فـ"ديفيد ووكر" الرئيس السابق لمكتب المحاسبة الحكومية، يقول إننا سنصبح أفقر مما نحن عليه بحلول العام 2020 مالم نقم على نحو سريع بتقليص اقتراضنا من أجل الإنفاق العام. مع ذلك يقول إن "دين بيكر" الخبير بمركز البحوث الاقتصادية والسياسية إن اقتصادنا القومي في العام 2020 لن يكون مختلفاً اختلافا كبيراً عما هو عليه الآن، فنحن لسنا على حافة هاوية كما يزعم هواة نشر الهلع. وإذا ما أخذنا التاريخ دليلًا، فإننا نتمنى أن يكون"بيكر" على حق، بشرط أن نتصرف كما ينصحنا "ووكر"، الاقتصاديون يرجعون ذلك إلى"التدمير الخلاق"، الذي يصاحب الابتكارات التكنولوجية الكبرى سواء تمثل ذلك في قوة البخار أو الفحم في بدايات القرن العشرين، أو المعلومات الرقمية في بداية القرن الحادي والعشرين. "صناعات الازدهار لا تصوغ اقتصادنا فحسب ولكن مجتمعنا أيضاً، وهذا هو ما يحدث في الوقت الراهن"، هذا ما يقوله"مايكل ستوف" المؤلف المشارك لكتاب "أمة الأمم"، وهو كتاب التاريخ الأساسي المقرر على المدارس الأميركية. لكن ما الذي سيحدث فيما بعد؟ قام محررو"يو. إس. توداي" بالحديث إلى خبراء، وتناقشوا معهم حول كافة الأمور، وانتهوا إلى المحصلة التالية المتعلقة بما قد يكون عليه شكل العالم في العام 2020: - السكان: عدد السكان قد يرتفع إلى 350 مليون نسمة وقد ينخفض إلى 334 وذلك وفقاً لاتجاهات الهجرة، وسيكون هؤلاء السكان أكبر عمراً، وأكثر تنوعاً، وأقل انتشاراً. - الشؤون الدولية: ستظل الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم من الناحية الاقتصادية والعسكرية، فالتهديد الإسلامي لن يشكل تهديداً وجوديا لها، كما النمو الصيني مبالغ فيه لحد كبير. وسيشهد هذا العقد المزيد من الانخراط العسكري الأميركي في بقاع تمتد من اليمن وحتى باكستان، مع تحقيق شراكة عسكرية تأمل أن تكون مريحة مع كل من العراق وأفغانستان التي ستتواجد بها قوات أميركية خلال عشر سنوات من الآن، ولكن في ظروف أفضل كثيراً من الظروف التي تتواجد بها حاليا. - الاقتصاد: نمو بطيء في الوظائف التي سيذهب بعضها للخارج (الاستعانة بالعمالة الأجنبية) وسيخسر بعضها أمام عملية الأتمتة. سيشهد الاقتصاد أيضا إنفاقا ضعيفا للمستهلكين الذين سيكونون لا يزالون يعانون من آثار الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها في البطاقات الائتمانية وفي الرهونات العقارية في العقد السابق. ويتوقع المكتب الفيدرالي لإحصائيات العمل نمو العمل بنسبة 2.5 في المـئة خلال العقد القادم مقارنة بـ3 في المئة خلال العقد المنصرم. - الصحة والدواء: ستشهد جهود مقاومة السرطان تطوراً كبيراً، وذلك من خلال تطوير العلاجات لإعاقة التغييرات الجينية في الخلايا السرطانية مما يبشر بتحقيق انتصار نهائي في حرب البشرية ضد هذا المرض الخبيث. كذلك سيشهد هذا العقد تطويرا كبيرا في علاج أمراض القلب، وسيكون مرض الزهايمر العدو الأول للصحة العامة للأميركيين في العام 2010. - العلوم والتقنية: سيشهد هذا العقد تزايداً في حالات الشراكة بين الدول المتقدمة في مجال الاكتشافات الفضائية. كما يتوقع تحقيق تطور علمي من خلال التخلص من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محطات الطاقة، من خلال دفنه في حقول غاز موجودة تحت الأرض، وبدون هذه التقنية فإن العالم سوف يواجه زيادة خطيرة في الاحتباس الحراري - التقنية الشخصية: سيتم تصميم الكمبيوترات وفقاً لاحتياجاتنا حيث يمكن تصميم برامج تتفق مع عادات المشاهدة واهتمامات كل فرد وأنشطته. وستشهد البيوت غزواً من جانب الروبوتات حيث سيكون هناك روبوتات منزلية تقوم بأعمال النظافة وغسيل الأطباق بناء على الأوامر التي تتلقاها من ربة المنزل. وسيكون هناك روبوتات متنوعة تؤدي مختلف الوظائف في البيت وليس روبوت واحدا. ستكون هناك أيضاً أجهزة كمبيوتر شخصية قادرة على تغيير شكلها وحجمها، فالكمبيوتر الذي يمكن مسكه باليد، يمكن أن ينطوي كي يصبح هاتفاً متنقلًا، ويمكن أن يغير شكله بحيث يصبح عريضاً وكبيراً ومزوداً بلوحة مفاتيح وشاشة عرض. الرياضة: لن تمنع الاختبارات الطبية الرياضيين من استخدام طرق مختصرة وسهلة للتفوق (المقويات)، ولن يقتصر اهتمام الأميركيين على الرجبي، وكرة القدم الأميركية، وكرة السلة فحسب، ولكنهم سيتابعون مختلف الفعاليات الرياضية، التي ستقام في مختلف أنحاء العالم، بحيث ستصبح الرحلات الخارجية هي العرف السائد، وخصوصاً إذا ما قرر اتحاد كرة السلة واتحاد كرة القدم الأميركيان مد نشاطهما للساحة الدولية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©