الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل... صفقات لتعزيز القدرات العسكرية

20 ابريل 2010 23:14
يوم الاثنين قبل الماضي، وقعت الولايات المتحدة والبرازيل اتفاقاً عسكرياً وصفه البلدان بأنه نموذج للشراكة والشفافية في الأميركيتين. الاتفاق الذي يعد الأول بين البلدين منذ 1977، يفتح الباب أمام مزيد من التعاون حول البحث والتطوير، والدعم اللوجيستي، والتعليم والتدريب، واقتناء المنتجات والخدمات الدفاعية؛ ويأتي قي وقت يبدأ فيه وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس جولة في أميركا اللاتينية، تشمل كولومبيا والبيرو والكاريبي، وينظر إليها باعتبارها جزءا من جهود أوسع تروم تعزيز العلاقات مع الحلفاء وحشد الدعم في منطقة باتت تحتضن إيران وتعقد عدداً متزايدا من صفقات الأسلحة مع روسيا. غير أن البرازيل، التي كان من المقرر في البداية أن يزورهـا جيتـس قبل أن يطرأ تغيير على الأجندة، هي المرشحة للاستفادة أكثر ربما من الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الاثنين. وفي هذا السياق، يقول "فرناندو آرباتش"، الخبير في محاربة الإرهاب في ساو باولو: "إن البرازيل ستحصل على الاعتراف، وذاك أمر مهم جداً. فالحروب المقبلة تتعلق بإدارة المعلومات والمعلومات الاستخباراتية بقدر ما تتعلق بالتسلح، والحال أن البرازيل لا تعرف كيف تفعل ذلك. ولذلك، فإن الولايات المتحدة هي البلد الأفضل لمساعدتنا على تقليل ذلك الخطر"، مضيفاً "بهذا الاتفاق تنحاز البرازيل استراتيجياً نحو الولايات المتحدة، مثلما فعلت الدول الأوروبية مع الناتو". الوزير جيتس ووزير الدفاع البرازيلي "نيلسون جوبيم" وقعا اتفاق التعاون على هامش القمة النووية التي عقدت في واشنطن؛ وهو أول اتفاق من نوعه منذ أن ألغي اتفاق تعاون يعود لعام 1952 في 1977، عندما كانت البرازيل تحت سيطرة الجيش. ومنذ ذلك الوقت لم يكن ثمة تعاون عسكري حقيقي بين الولايات المتحدة والبرازيل، كما يقول "ديفيد فليشر"، المحلل في برازيليا، في مقال سياسي أسبوعي. وبهذه المناسبة، أعلنت الولايات المتحدة عن المصالح المشتركة التي تجمعها مع البرازيل حيث قال "جيتس": "إن الاتفاق يمثل اعترافاً رسمياً بالمصالح والقيم الأمنية الكثيرة التي نقتسمها باعتبارنا أكبر دولتين ديمقراطيتين من حيث عدد السكان في الأميركيتين"، مضيفا "إن هذه المصالح المشتركة تجعل من مشاركة البرازيل المتزايدة وأهميتها في الشؤون العالمية تطوراً مرحباً به بالنسبة للولايات المتحدة". لكن الاتفاق لا يعني أن العلاقة بين البلدين لا تشوبها منغصات؛ فقد حاولت الولايات المتحدة سدى دفع البرازيل إلى دعم عقوبات جديدة على برنامج إيران النووي. كما يلفت بعض المنتقدين إلى زيارة الرئيس الإيراني للبرازيل في نوفمبر الماضي، إضافة إلى زيارة مرتقبة للرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا إلى إيران الشهر المقبل. ويأتي الاتفاق في وقت من المتوقع أن تعلن فيه البرازيل أخيراً هذا العام اعتزامها شراء 36 مقاتلة نفاثة جديدة، ضمن صفقة بقيمة 4.4 مليار دولار تنافست عليها شركات فرنسية وسويدية وأميركية. وفي هذا الإطار، أعلن "جوبيم" يوم الاثنين أن البرازيل باتت قريبة من اتخاذ قرار بشأن شراء مقاتلات "إف 18" الأميركية أو مقاتلات شركة منافسة، مثل "رافال" الفرنسية أو "جريبن" السويدية. والجدير بالذكر هنا أن الرئيس البرازيلي مقرب من الرئيس الفرنسي -حيث التقى الرجلان خمس مرات في 2009 خارج إطار المؤتمرات- وَينظر إلى فرنسا كـ"شريك استراتيجي". كما وقعت البرازيل العام الماضي صفقة لشراء 50 طائرة هيلوكبتر فرنسية وخمس غواصات، تعمل إحداها بالطاقة النووية. وحسب بعض المراقبين، فإن الاتفاق العسكري من المرجح أن يقوي البرازيل أكثر من الولايات المتحدة على المدى الطويل. وفي هذا السياق، تقول "جوهانا مندلسون فورمان" ، المتخصصة في الأمن وأميركا اللاتينية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "لقد كانت البرازيل دائما قوة معتدلة، ويمكنها أن تكون مساعدة (للولايات المتحدة) لما فيه مصلحة الأمن الإقليمي"، مضيفة "ويبدو لي أن "لولا" يقوم بإرساء أسس صناعة الدفاع البرازيلية". واللافت أن عددا من البلدان في أميركا اللاتينية أقبلت خلال الآونة الأخيرة على شراء الأسلحة، الأمر الذي أثار استغراباً وتساؤلات؛ ولكن "مندلسون" ترى أن معظم جيوش المنطقة تسعى إلى تحديث جيوشها بعد سنوات من الجمود، وأن تفسير كون روسيا هي المزود الأول لبلدان المنطقة بالأسلحة إنما يكمن في سعر أسلحتها، وذاك ليس نوعاً من الرسائل الاستراتيجية، كما تقول. لكن قد تكون ثمة تداعيات إقليمية، فالعام الماضي مثلاً، أبرمت الولايات المتحدة وكولومبيا اتفاقاً عسكرياً أثار ضجة وانزعاجاً في أميركا اللاتينية، بعد أن اتفق البلدان على إمكانية استعمال القوات الأميركية للقواعد العسكرية الكولومبية بشكل أكبر. لكن الاتفاق مع البرازيل لا يتضمن مثل هذه البنود، مثلما أنه لا ينص على أي شيء محدد عدا كونه إطارا عاما لقدر أكبر من التعاون بين البلدين. ومع ذلك، فإن الكثيرين يتوقعون أن تستهجن الدول المعارضة للولايات المتحدة عموماً، مثل فنزويلًا، الاتفاقَ، إلا أنه من المستبعد أن تتراجع عنه البرازيل إذ يقول "إيفان إيليس"، أستاذ دراسات الأمن القومي بمركز دراسات الدفاع في أميركا اللاتينية بجامعة الدفاع القومي: "بينما تصعد (البرازيل) كقوة رئيسية"، فإنها ترسم لنفسها مساراً خاصاً بها ولسان حالها يقول: "إننا سننحاز إلى إيران إذا كانت في ذلك مصلحة لنا؛ وسنبرم اتفاق تعاون دفاعي مع الولايات المتحـدة إذا كانـت في ذلـك مصلحـة لنـا... لا نريد أن يقول لنا أحد إن إيران هي الشيطان، أو إن الأميركيين هم الشياطين". سارة ميلر لانا - ميكسيكو سيتي آندرو داوني - ساو باولو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©