لبنان يستعد للجلسة 21 لانتخاب الرئيس الـ 12

تواصلت امس الاستعدادات في مجلس النواب اللبناني تحضيرا للجلسة الـ21 المقررة بعد غد الاحد لانتخاب الرئيس الجديد المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان بعد ان انهى اتفاق الاكثرية والمعارضة في الدوحة الازمة السياسية· في وقت نشطت نشطت كذلك ورشة ضخمة لاعادة تأهيل القصر الجمهوري في بعبدا لاستقبال الرئيس الـ12 بعد أن ظل المقعد شاغراً منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في 24 نوفمبر الماضي· واكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امس موعد 25 مايو لانتخاب العماد سليمان رئيساً بدلاً من موعد 10 يونيو الذي كان اعلن في وقت سابق· وقال بيان صادر عن الامانة العامة للمجلس إن جلسة الانتخاب ستعقد عند الساعة الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي· وانشغل بري امس باجراء اتصالات تنسيقية مع الدوائر المختصة في رئاسة الجمهورية والبرلمان من اجل وضع اللمسات الاخيرة على الترتيبات اللوجستية والامنية والادارية لجلسة الانتخاب التي ستحضرها وفود عربية واجنبية· وقال مصدر قريب من بري لـ''الاتحاد'' ان كل الترتيبات اكتملت حيث سيترأس بري قبل التصويت مباشرة جلسة عامة للبرلمان تخصص لتعديل بعض مواد الدستور التي تتيح انتخاب سليمان وفقاً للاسس الدستورية· وهنأ رئيس تكتل ''التغيير والإصلاح'' النائب المعارض العماد ميشال عون سليمان مسبقا بالرئاسة وابلغه في اتصال هاتفي''تقديم كل الدعم قائلاً: ''الامانة اصبحت بين يديك''· في وقت كشف عضو التكتل النائب عاصم عراجي عن وجود طروحات تقضي بجعل الحقائب السيادية في الحكومة الجديدة المرتقبة من حصة رئيس الجمهورية، كونه يمثل التوافق· واعتبر عضو كتلة ''التنمية والتحرير'' النائب علي خريس ان تفاهم فريقي الاكثرية والمعارضة في الدوحة اسس لمرحلة جديدة اخرجت لبنان من محنة صعبة هددت وحدته وسلمه الاهلي، مشيراً الى ان الحياة السياسية بين اخذ ورد، وبالتالي فان حصول التفاهم لا يعني أنه لم يعد هناك ازمات او عراقيل· فيما أعلن ''حزب الله'' تأجيل الاحتفال بيوم ''المقاومة والتحرير'' من الاحد الى الاثنين· واكد المسؤول الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا امس ان كل شيء جاهز لاستقبال الرئيس حتى الاسرة، وقال: ''الجناح الرئاسي كان مغلقا واضواؤه مطفأة، لكن الانوار سطعت مجدداً والحياة عادت''· واضاف ''سيرفرف العلم اللبناني مجددا فوق القصر مع وصول الرئيس، والمياه ستنطلق مجددا من البركة في الباحة الخارجية· وعاد القصر الى الحياة مع بدء العد العكسي لانتخاب الرئيس· وفي حديقة القصر الخضراء التي تشرف على مشهد بانورامي لبيروت، انهمك عمال في ازالة الاعشاب اليابسة· وكان رؤساء الدول الاجنبية يحرصون على زرع شتلة ارز رمزية في الحديقة اثر لقائهم الرئيس اللبناني· وانصرف عمال اخرون الى تنظيف الواجهات التي حفرت عليها الارزة فيما استعادت ثريات الكريستال الضخمة رونقها ولمعانها· وانتهز مراسلو عدد من القنوات التلفزيونية فرصة الايام الاخيرة قبل مجيء الرئيس الجديد ليلتقطوا مزيدا من المشاهد او ليستريحوا على المقاعد الوثيرة التي تعودت استقبال ضيوف كبار· ولم يجرؤ احد طبعا على الجلوس على كرسي الرئيس· وصدح في قاعات القصر المزدانة بالرخام الابيض رنين الهواتف النقالة للموظفين البالغ عددهم ·84 وتضم تلك القاعات تماثيل رخامية تعود الى العصرين البيزنطي والروماني فيما تزين جدرانه فسيفساءات بيزنطية تم اكتشافها تحت حدائق القصر· واوضح المسؤول في المكتب الاعلامي للرئاسة ناجي قزيلي ان الجناح الخاص ينتظر الرئيس وعائلته، لافتا الى انه يضم 20 غرفة ومطابخ وحمامات· واضاف انه تم تجديد هذا الجناح ابان ولاية لحود من جانب مهندسين اضفوا عليه طابعا بسيطا وانيقا في الوقت نفسه· وتابع قزيلي الذي يعمل في القصر منذ العام 2002 ''الرئيس الاسبق امين الجميل استحدث في الحديقة الخاصة حوضا صغيرا للسباحة ومارس فيه لحود هوايته المفضلة· وقال: ''لا ادري ما اذا كان سليمان يهوى السباحة''· وروى شلالا أن عملية تشييد القصر بدأت في عهد الرئيس الراحل كميل شمعون (1952-1958) لكن الرئاسة لم تنتقل اليه الا في العام الاخير من ولاية الرئيس الراحل شارل حلو (1964-1970) الذي فضل قصره في منطقة سن الفيل لقربه من وسط العاصمة· وفي العام1976 اجبر الرئيس الراحل سليمان فرنجية على مغادرة بعبدا بعدما تعرض للقصف منخلال الحرب الاهلية· وفي العام 1990 غادره رئيس الحكومة الانتقالية آنذاك العماد عون بعد عملية عسكرية في 13 اكتوبر وانتقل الى منفاه في فرنسا· ولاحظ قزيلي ان العماد سليمان سيكون الرئيس الرابع الذي لن يتسلم مهامه من سلفه بعد كميل شمعون والياس الهراوي ورينيه معوض الذي اغتيل· اما الرئيس بشير الجميل فتم اغتياله قبل تسلمه سدة الرئاسة·