وسط بيروت يستريح من الحواجز والأسلاك

تحررت السرايا الحكومية ومحيط البرلمان اللبناني في الوسط التجاري لبيروت أمس من حصار أنصار المعارضة الذين عسكروا في خيمهم لـ583 يوماً· وفتح ''اتفاق الدوحة'' بين الأكثرية والمعارضة كل الطرقات وأزيلت جميع العوائق من كافة المنطقة الممتدة من ساحة رياض الصلح المواجهة مباشرة للسرايا وحتى ساحة الشهداء· واختفت كل مظاهر الاعتصام والخيم ليحل مكانها ورشة ناشطة عملت على إعادة تشجير الحدائق وزرعت الورود فيها· ولم يبق سوى خيمة كبيرة ووحيدة منصوبة في ساحة رياض الصلح مقابل السرايا بالقرب من مقر ''الاسكوا'' لها خصوصية كونها تعود الى أهالي المخطوفين والمفقودين، الذي يتهمون سوريا باحتجازهم ويصرون على مواصلة اعتصامهم حتى حل ''لغز'' قضيتهم نهائياً والإفراج عن أبنائهم· وكتبوا على إحدى اللافتات التي رفعوها قرب الخيمة ''الذئاب تفترس النعجة في ظلمة الليل، ولكن آثار دمائها تبقى على حصباء الوادي''· وفيما ينهمك أهالي المفقودين بترتيب وضعهم الجديد في خيمتهم الوحيدة ويرفضون إزالتها· نشطت في المكان حملة نظافة شاملة، لإعادة الحياة الطبيعية الى قلب العاصمة وامتدت الورشة الى محيطي مقري البرلمان والحكومة، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أقامت وحدات الجيش والقوى الأمنية، وشرطة مجلس النواب حواجز تفتيش على مداخل الطرقات المؤدية الى المقرين، وفرضت حظرا صارما على حمل السلاح، عشية انتخاب قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان رئيساً للجمهورية· وأنجزت القوى الامنية رفع عوائق الاسمنت والأسلاك الشائكة التي وضعت حول السرايا الحكومية حيث استمرت الحكومة موجودة رغم محاصرتها بخيم اعتصام المعارضة· وشهدت طرق الوسط التجاري زحمة سير خانقة فيما عادت المواقف لاستقبال السيارات بعدما أنجزت المعارضة نزع خيمها منها· وعكف أصحاب المطاعم والمتاجر والمؤسسات على تنظيف مقراتهم التي بقيت أبوابها مغلقة، ما أدى الى صرف مئات من العاملين فيها· وأكدت شركة ''سوليدير'' عزمها على متابعة تطوير وسط بيروت داعية المستثمرين لاستئناف نشاطاتهم، وقال رئيس مجلس إدارتها ناصر الشماع في بيان ''تؤكد سوليدير العزم على متابعة نشاطها ومهماتها في تطوير وسط بيروت ومضاعفة جهودها تعويضا للوقت الضائع''، داعيا أصحاب المؤسسات الى إعادة فتح أبوابهم بأسرع ما يمكن والمستثمرين الى معاودة نشاطاتهم· وأوضح نبيل عيتاني رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في بيان انه تلقى اتصالات من المستثمرين يؤكدون إرادتهم العودة الى لبنان لاستكمال مشاريع توقف العمل بها· كما سادت أجواء التفاؤل بموسم سياحي واعد مع قرب بدء فترة الاصطياف· وعند مدخل بلدة عمشيت علقت صورة عملاقة للعماد سليمان الرئيس المقبل ما ينبئ بالفرح الكبير الذي يغمر قلوب أبنائها· لكن هؤلاء يخشون ان تمنع النزاعات السياسية الرئيس من تحقيق ما يطمح اليه· وقال حنا سعادة ''نخاف ان يقف سياسيو هذا البلد حجر عثرة في طريقه··أنا واثق بأن الرئاسة لن تبدله فهو من معدن أصيل، لكن المهم ان تتعاون معه الطبقة السياسية''· وروت سهام خوري باعتزاز انها تصفف شعر وفاء زوجة الرئيس العتيد منذ 18 عاما، ثم تهتف ''الله يحميه، انه إنسان متواضع ومعتدل ولا يمكن ان تمر ولايته من دون إنجازات، لكننا نخاف ان يحرقه السياسيون بحرتقاتهم الصغيرة''· وقالت ''التجارب السابقة لا تشجع''، مذكرة بالرئيس السابق اميل لحود ''الذي جاء بطبل وزمر وانتهى عهده بمآس''· وقالت سيدة حبيب التي كانت تتناول فطورها في فرن زينت واجهته بصورة لسليمان كتب عليها ''هنيئا للبنان'' ''كدنا نفقد الامل بوصوله الى الرئاسة وننتظر هذه اللحظة منذ ستة أشهر وانا واثقة بانه لن يألو جهدا لتحقيق مصلحة لبنان، لكن هذا البلد يغفو على شيء ويفيق على شيء آخر''· وأضافت بقلق ''الله يسترنا من سياسييه''· وتقيم عمشيت مهرجانا شعبيا اعتبارا من الاحد لمواكبة اليوم الانتخابي الطويل· وانتشر عناصر الجيش عند كل مداخل الساحة، وتحول المكان ''غابة'' من الاعلام اللبنانية والصور واللافتات من كل الاحجام، إضافة الى منصة كبيرة واجهزة صوت لاستقبال الفرق الفنية التي ستشارك اهل عمشيت فرحتهم· وحملت إحدى اللافتات عبارة ''أيها الفارس القادم مع خيوط الفجر، رجاء اطرد شياطين الظلام''· فيما كتب على لافتة اخرى ''الشهامة والرؤية الصائبة وماذا بعد؟''· وفي مقر بلدية عمشيت وضع عضو المجلس البلدي بربر خليفة مع حفنة من الشبان اللمسات الاخيرة على التحضيرات للمهرجان، وقال ''البلدية تولت تزيين البلدة بالاعلام والصور واهتمت طبعا بالانارة''· واضاف ''ان المجلس البلدي ساهم في جزء من كلفة الاسهم النارية التي ستطلق في المناسبة، علما ان شركة خاصة تبرعت بالجزء الاكبر''·