الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باروت وريدناب

20 ابريل 2010 23:48
قد يعتقد البعض أن مناصرة ودعم وتشجيع المدرب الوطني لا معنى لها في عصر الاحتراف الكروي الذي لا يعترف، إلا بالكفاءة والقدرة على جلب الانتصارات والبطولات، فما الذي يهم القاعدة الجماهيرية لهذا النــادي أو ذاك في جنسية وهوية المدرب الذي يجلب لهم السعادة، ولكن الساحة الكروية العالمية التي لا نتوقف عن ضرب الأمثلة منها، وإبداء انبهارنا الدائم بها في كثير من الأشياء تعج بالمواقف التي تنتصر للمدرب المواطن، فهناك عدد كبير من أقطاب الصحافة الكروية الانجليزية يطالبون بمنح المدرب “الإنجليزي” هاري ريدناب المدير الفني لفريق توتنهام لقب أفضل مدرب كرة قدم في إنجلترا عن الموسم الحالي 2009 - 2010. وهو اللقب الذي لم يحصل عليه أي مدرب إنجليزي منذ انطلاقة الدوري الإنجليزي في حلته الجديدة تحت مسمى “البريمير ليج” في ظل اكتساح الأسماء الأجنبية لقائمة أفضل المدربين من أمثال فيرجسون”الاسكتلندي”، وفينجر “الفرنسي”، وبينيتيز “الإسباني”، ومورينهو “البرتغالي” في مرحلة ما، ثم المدرسة الإيطالية التي غزت الملاعب الانجليزية بزعامة أنشيلوتي، ومانشيني، وزولا، وعلى مستوى المنتخب كابيلو. فالإنجليز يطالبون بمنح هاري ريدناب أفضل مدرب لمجرد أنه وصل إلى الدور قبل النهائي في بطولة كأس الاتحاد، ولا يزال ينافس على المركز الرابع مع مانشستر سيتي، كما سبق للإنجليز أن رفضوا تعيين السويدي اريكسون في منصب المدير الفني للمنتخب الانجليزي، ثم قبلوا على مضض، وطالبت بعض الأصوات قبل تعيين كابيلو بضرورة الاستعانة بمدرب مواطن، إلا أن المدرب الإيطالي أقنع وأبدع وسيطر على نجومية اللاعبين فاختفت الأصوات التي كانت رافضة لوجوده على رأس الجهاز الفني للمنتخب الانجليزي. قد تكون الكلمات السابقة هي أطول مقدمة لمقال يمكن أن نقرأه، فما أريد أن أقوله باختصار أن فوز فريق الإمارات بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، هو إنجاز رائع بجميع المقاييس، وانتصار كبير للمدرب المواطن والذي حمل “عيد باروت” لواء الدفاع عنه في ظل هجمة المدربين الأجانب، وهي هجمة لها ما يبررها في عصر الاحتراف ليس على مستوى دورينا فحسب، بل على المستوى العالمي، فجميع أندية القمة في أقوى دوريات العالم يتواجد المدرب الأجنبي على رأس منظومتها الفنية، وقوائم الهدافين في دوريات أوروبا لا تعرف اسم مهاجم “مواطن” سوى وين روني نجم المان يونايتد. وبالعودة إلى فوز باروت مع فريق الإمارات بالكأس الغالية فإنه من حقنا أن نقر أننا نشعر بالفخر بما فعله المدرب المواطن، والمراجعة السريعة لمشوار فريق الإمارات في البطولة يتأكد لنا أن باروت “الإماراتي” انتصر على المدرسة الأوروبية بقيادة هيكسبيرجر مدرب الوحدة، وتفوق على المدرسة اللاتينية الممثلة في بوناميجو مدرب الشباب. وتمكن فريق الإمارات مع باروت ومن سبقوه من الأجهزة الفنية من إزاحة أندية الوصل، وعجمان، والوحدة ثم الشباب في طريقهم نحو المجد الكبير، وعلى الرغم من الدور الكبير للاعبين في إنجاز فريق الإمارات، إلا أن تحقيق الفوز على أندية تملك خبرات أكبر، وتعج قوائهما بالنجوم وتملك أجهزة تدريبية ملء السمع والبصر يحسب بالدرجة الأولى للجهاز الفني لفريق الإمارات، وقاعدته الجماهيرية التي أبهرتنا في المباراة النهائية، وكذلك لإدارة النادي. محمد حامد | egyman73@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©