الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارتفاع الضغط الشرياني قاتل صامت يتفاقم مع صعوبات الحياة

ارتفاع الضغط الشرياني قاتل صامت يتفاقم مع صعوبات الحياة
8 مارس 2011 19:32
أسموه القاتل الصامت.. وتنوعت الآراء حوله، وبالرغم من التطور الهائل الذي شهدته الإنجازات الطبية في عصرنا الراهن، لا تزال النسبة الأكبر من مسببات مرض ارتفاع الضغط الشرياني مجهولة، تجري إعادة النسبة الغالبة منها إلى عوامل جينية ووراثية غير واضحة. ما يمكن الجزم بشأنه أنه مرض يتسم بقدر كبير من الخطورة، ويترك آثاراً في غاية السوء على الجسد البشري، حيث يؤدي إلى تلف في وظائف الأعضاء الحيوية، وفي مقدمها القلب والكلى، ناهيك عن الدماغ الذي يعتبر الأكثر تأثراً بعوارض ارتفاع الضغط الشرياني. أسموه القاتل الصامت.. وتنوعت الآراء حوله، وبالرغم من التطور الهائل الذي شهدته الإنجازات الطبية في عصرنا الراهن، لا تزال النسبة الأكبر من مسببات مرض ارتفاع الضغط الشرياني مجهولة، تجري إعادة النسبة الغالبة منها إلى عوامل جينية ووراثية غير واضحة. ما يمكن الجزم بشأنه أنه مرض يتسم بقدر كبير من الخطورة، ويترك آثاراً في غاية السوء على الجسد البشري، حيث يؤدي إلى تلف في وظائف الأعضاء الحيوية، وفي مقدمها القلب والكلى، ناهيك عن الدماغ الذي يعتبر الأكثر تأثراً بعوارض ارتفاع الضغط الشرياني. على الرغم من التداعيات المخيفة التي يثيرها في الذهن البشري، الا أن ارتفاع الضغط الشرياني مرض قابل للاحتواء في إطار سلسلة من الخطوات المدروسة التي يمكن للمريض الالتزام بها، في مقدمها اتباع نظام غذائي بتفادي الملح والدهون، وممارسة الرياضة المنتظمة، وتخفيض الوزن، إضافة إلى الابتعاد عن مسببات التوتر، وبالتأكيد فإن الإقلاع عن التدخين هو في مقدم العوامل الضرورية للتعامل الإيجابي مع ارتفاع الضغط، فالتبغ هو من العوامل المساهمة في ارتفاعه. يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة إذ تتراوح نسبة المصابين به بين ال15 وال20 بالمئة من سكان المجتمعات المتقدمة بشكل خاص، مما يشير إلى كونه مرضاً عصريا، متصلاً بتعقيدات الزمن الراهن. وثمة نوعان من هذا المرض حيث يسمى الأول ارتفاع الضغط الأولي، وهو الأكثر انتشاراً وهناك نظريات تربط بينه وبين بعض العادات الغذائية والسلوكية غير الصحية مثل الإفراط في تناول ملح الطعام، وعدم مراعاة شروط اعتدال الوزن، إضافة إلى تراجع النشاط الحركي، كما أن للتوتر النفسي دوره الرئيسي في هذا الإطار، أما النوع الثاني من الضغط الذي يطلق عليه اسم ارتفاع الضغط الثانوي فيعود إلى أسباب هورومنية، أو إلى اعتلال في النشاط الكلوي، وهو قابل للعلاج إذا تم التنبه له في الوقت المناسب، وقبل أن يتسبب بتداعيات يتعذر إصلاحها على سائر أعضاء الجسم. هذا ما يراه الدكتور محمد العواد، الاستشاري في أمراض الباطنية والقلب في إطار حوار معه حول ملابسات القاتل الصامت تعريف ارتفاع ضغط الدم يعرف الدكتور العواد مرض ارتفاع الضغط الشرياني بأنه من الأمراض الشائعة في معظم المجتمعات المعاصرة، وذلك بفعل مجريات الأحداث المعاصرة والتعقيدات الكثيرة التي شهدتها أنماط الحياة بفعل دخول الكثير من العوامل المعيقة لبساطة العيش إلى جدول أعمال البشر اليومي، وهو مرض متواتر الانتشار وفق إيقاع متسارع، مما يسبب مشكلة صحية لا يمكن التغاضي عنها، إضافة إلى كونه يلقي بأعباء كثيرة وكبيرة على الأشخاص وعلى الدول ومؤسسات الرعاية الصحية كذلك، وذلك لما يتسبب به من ارتفاع في نسبة المرضى والوفيات، مع عامل الحاجة إلى علاج لفترات طويلة وعلى مدى الحياة في أكثر الأحيان. مقاربة المرض متعمقاً بحيثيات مرض ارتفاع الضغط الشرياني يقول الدكتور العواد: الضغط الطبيعي عند الإنسان هو 120 انقباضيا على 80 انبساطيا، تجاوز هذا الحد إلى 140 على 90، يعتقد حالياً أنه ما يسمى بمرحلة ما قبل الضغط، وهي تحتاج إلى متابعة ومعالجة، ارتفاع ضغط الدم المرضي يكون أكثر من 160 على 90 وهناك درجات لشدة هذا المرض. زيادة معرفة الإنسان واطلاعه جعلت الأشخاص قلقين تجاه هذا المرض مما يتسبب في كثير من الأحيان لتشخيص غير صحيح أو استخدام العلاج في غير محله. ضغط الإنسان يتغير من حال إلى حال وهو ليس على خط مستوى واحد، فهو يتأثر بعوامل بذل الجهد البدني والتعرض إلى الشدة العصبية وتناول بعض الأطعمة والمشروبات والتدخين، لذلك من المهم بمكانة الحرص على تشخيص حالة المرض آخذين بعين الاعتبار العوامل المشار إليها سابقاً. أسباب الضغط يؤكد محدثنا أن 95? من حالات الضغط تعود إلى أسباب غير محددة، معظمها جينية وراثية تسبب زيادة في الشد في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط و5? فقط توجد لها أسباب عضوية مثل أمراض الكلى وأمراض الغدد الصماء وزيادة في إفرازات بعض الهرمونات إلى تشوه الأوعية الدموية الإلزامي المنشأ. الضغط يصيب جميع الأعمار أو يكون أكثر في الأعمار المتوسطة والكبيرة وكما يصيب الإناث والذكور على حد سواء، وهنالك تباين في نسبة الإصابة، وفي مختلف الأجناس، شدة الضغط عند السود تختلف عنها لدى البيض، حيث لدى السود تكون شدة الحالة المرضية أكثر واستجابتها للعلاج أقل. هنالك حالات كثيرة تقلق الأشخاص وهو الشك بارتفاع ضغط الدم وما يطلق عليه الضغط المتذبذب، في هذه الحالات يجب الاهتمام بالتشخيص الأكيد عبر تكرار قياس الضغط وكما يمكن الاستفادة بشكل كبير من مراقبة الضغط على مدى 24 ساعة بواسطة جهاز بسيط يوضع للمريض حيث يمارس حياته العادية، مما يؤدي إلى تشخيص أكيد، حينها يكون العلاج في محله ويصير متخطياً للمفاعيل السلبية التي تنجم عادة عن بعض أنواع العلاجات. وفي ما يتصل بأسلوب تقييم حالة مريض الضغط يشدد الدكتور العواد على ضرورة إجراء فحوصا سريرية ومخبرية لتوظيف حالة الضغط والأعضاء المسؤولة عن الضغط أو المتأثرة به مثل القلب والكليتين والأوعية الدموية خصوصاً الدماغية منها إلخ. علاج الضغط يرى استشاري الأمراض الباطنية أن علاج مرض ارتفاع الضغط الشرياني ذو شقين: يمثل الشق الأول عملية الاهتمام بالمتغيرات الحياتية والسلوكية مثل نوع الطعام وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين والابتعاد عن المأكولات المالحة وذات الدهون العالية وتجنب الزيادة في الوزن. أما الشق الثاني من العلاج فهو بواسطة الأدوية والعقاقير الطبية، وحالياً توجد العشرات من المسميات الدوائية المستعملة لهذا الغرض، ذات التأثير المزدوج، لا يهم أن يكون الدواء حديثاً أو قديماً، المهم أن يكون ذا تأثير جيد، وآخذاً بالاعتبار والاشكالات المتعلقة بالضغط والتأثير على باقي أعضاء الجسم، وسهولة الحصول على الدواء وعدم تسببه بأعراض وأضرار جانبية. في ما يخص المرضى المصابين بأعراض المرض فالمطلوب منهم ايلاء الاهتمام الكافي لعملية المتابعة المنتظمة والمثابرة على الدواء، وممارسة الرياضة ومراقبة نوعية الطعام وترك التدخين، وتجنب الإصابة بالسمنة من شأن هذه العوامل أن تكون ذات مردود إيجابي. يختم محدثنا بالقول: من شأن الإجراءات المشار إليها سابقاً أن تعكس مردوداً إيجابياً يساعد بصورة فعالة على الحد من تداعيات المرض، وكبح جماح تأثيراته التي لا تخلو من خطورة.. تداعيات ارتفاع الضغط من شأن التغاضي عن الضغط الشرياني المرتفع أن يؤدي إلى نتائج صحية وخيمة ليس أقلها الجلطة الدماغية المتأتية عن انسداد شرياني، وهي تؤدي إلى شلل نصفي يصعب علاجه. كما من شأن الضغط التسبب بنزيف دماغي ناجم عن تمزق في الشرايين بفعل حدة الضغط القائم على جدرانها، وهو ما يتسبب بتجمد للدم في نسيج المخ، وثمة أيضاً محاذير تتمثل في خطورة الإصابة بورم دماغي قد يكون قاتلاً إذا تجاوز الحجم القابل للعلاج، وللمرض أثار كذلك على عضلة القلب إذ يؤدي إلى تضخمها وتراجع قدرتها على آداء وظيفتها الطبيعية، إضافة إلى تصلب الشرايين وتراجع قدرتها على دفع الدم للانسياب بسهولة، وهناك أيضاً تأثير المرض على النشاط الكلوي حيث يمكن لتفاقمه أن يؤدي إلى حالة مستعصية من تراجع الكلى عن أداء وظائفها الحيوية، وليس العينان بمأمن من نتائجه الوخيمة حيث يمكنه أن يتسبب في إتلاف قاع العين والعصب البصري والنزيف الداخلي، مما يؤثر سلباً على سلامة البصر، وقد يقود في الحالات المتقدمة إلى حالة من العمى الكلي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©