الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كولونيا».. كرنفال ألماني يستعيد أساطير التاريخ

«كولونيا».. كرنفال ألماني يستعيد أساطير التاريخ
8 مارس 2011 19:34
تزخر المقاطعات الألمانية بإرث تاريخي يمتد قروناً إلى الوراء ويكشف عاماً بعد عامٍ عن كنوز ثقافية معتقة. وما أن يشير الحديث إلى جانب سياحي في هذه البلاد الغنية بالمهرجانات، حتى يطول الوصف وتكثر الأحداث التي تشع بعوالم فنية وفلكلورية لها أول وليس لها آخر. وهذا ما ينطبق على موسم الكرنفالات المستمر حالياً في مدينة “كولونيا”، حيث للفرح معنى أكثر شمولية. الانطباع الأول الذي يسجله من يزور “كولونيا”، أنها مدينة قائمة على العمارات التراثية والأبراج الآخذة في القدم. وهذا أمر بدهي، إذ إن تاريخها يعود لأكثر من ألفي عام. ويدل على عراقتها ذلك السور الذي يحوطها منذ العصور الوسطى ويضم أكبر الصروح التقليدية وأهمها في غربي أوروبا. وهي كانت تضم أعلى بناء في العالم حتى عام 1884 يعتبر حتى الآن أضخم ثالث بناء مشيد وفق الأسلوب الغوطي. الأمر الذي جعل هذا الصرح المهم يدخل عام 1996 ضمن لائحة منظمة “اليونسكو” للإرث الحضاري العالمي، والتي صنفته على أنه واحد من أهم المعالم الثقافية الكبيرة في المدينة. ويشهد كل من يقصد المكان بأن تسلق هذا البناء ذي الطبقات الخمس يحتاج إلى الكثير من الحيوية والعزيمة، حيث يتطلب الأمر صعود 509 درجات للتمكن من الاطلاع على المشهد الخلاب للمدينة القديمة. إقبال على الحياة بالتنقل بين شوارع “كولونيا” تتراءى أمام العيان تصاميم عمارات مهيبة تخبئ عند كل ناصية رواية تاريخية تدعو للاستكشاف. وإلى جانب المعالم الأثرية في المدينة، تحتل متاجر التسوق حيزاً واسعاً يمتاز برونق خاص، كما هو الأمر في شارعي “هوه شتراسه” و”شيلدر جاسه”. وكذلك بالنسبة للمناطق المحيطة وبينها شارع “ميتل شتراسه” الذي يضم أزياء تحمل أسماء أشهر الماركات العالمية وإبداعات المصممين الشباب التي تكثر في الحي البلجيكي. وتتواصل هذه الأيام في المدينة فعاليات “كرنفال الشوارع السنوي” الذي يقام خلال شهر مارس من كل عام. وباعتراف المراقبين، فإن كرنفال “كولونيا” يعد الأكثر إقبالا من الجماهـير والسياح، إذا ما قورن بالمهـرجانات الألمانية الأخرى والتي تعتبر بحد ذاتها أحداثاً عالمية ذائعة الصيت. ومع بدء موسـم الاحتفالات الشـعبية في “كولونيا” المصــنفة واحدة من أقدم المدن الألمانية، تتحــول الأحياء العريقة إلى مسرح يعرض نماذج فنية عن الإقبال على الحياة. وتجوب الطرقات مواكب جماهيرية تتزين بالأزياء التنكرية الملونة وترقص على أنغام المعزوفات الموسيقية وسـط أجواء من الفرح. روزنامة المهرجان السياحي الأهم في البلاد عموماً، تبدأ صبيحة الخميس في تمام الساعة 11:11 صباحاً من ساحة “هويماركت” في المدينة القديمة، وينطلق منها إلى مختلف أرجاء البلدة. وخلال هذه الأيام، يحرص الناس على ارتداء الأزياء من وحي الخيال والأساطير. هناك من يرتدي الملابس التنكرية متشبهاً بالقرصان جاك سبارو، وهناك من يتبختر بلباس الساحرات والمهرجين أو بزي المغني الأميركي مايكل جاكسون. ومن أراد أن يكون أقل تكلفاً، فيختار ارتداء الملابس الخاصة ببعض أصحاب المهن مثل الأطباء والمحامين أو النجارين وسواهم. 3 نجوم أمور كثيرة تزيد من أهمية هذا الحدث الذي بات ركيزة أساسية في المجتمع الألماني المحافظ على التقاليد. ولا يقتصر هذا الكرنفال على شريحة معينة من الناس، بل يشارك فيه الجميع، من عمدة المدينة إلى طلاب المدارس الكبار منهم والصغار. وعلى الرغم من أن الحدث يشهد حضور ومشاركة مئات الآلاف من الأشخاص ويشتمل على عدة فعاليات متنوعة، غير أنه يتميز بالسلاسة وبالتنظيم. وهناك يستمتع الحضور بعزف الموسيقى ودق الطبول والهتافات الحماسية والأغاني الشيقة، لا سيما في اليوم الذي تسيطر فيه النساء على الساحة، ويقمن بقص ربطات العنق التي يرتديها الرجال. ومن المظاهر المميزة للكرنفال، تسيير شاحنات كبيرة تحمل على متنها عشرات المشاركين. تصدح منها المعزوفات الاحتفالية، وتتزين هياكلها بالرسومات والملصقات، إضافة إلى ما تحمله من نماذج ومجسمات تمثل بعض الشخصيات السياسية المعروفة التي يتم تصويرها بأسلوب كاريكاتوري يحمل الكثير من النقد الساخر. وبالعودة للحديث عن “ليلة النساء”، فهي تبدأ بتجمع ضخم لبنات ونساء “كولونيا” من ساحة السوق القديم. ولا تفتتح مراسم الاحتفال إلا باعتلاء النجوم الثلاثة (Dreigestirn) المنصة العملاقة. وهؤلاء النجوم هم ممثلون يتغيرون سنوياً ويؤدون دور الأمير والفلاح والفتاة العذراء. وعلى اثر نقل هذا الاستعراض على شاشة كبيرة في ساحة “هويماركت”، يلقي “الأمير” خطاباً وتسلمه المدينة مفاتيحها فتنتشر الأعياد طوال النهار والليل في الشوارع والحانات والمكاتب. وكما جرت العادة تُعرض أيضاً المسرحية التاريخية “يان وغريت” عند بواية “زيفيرنستور”. وبعدها يتم تنظيم موكب عبر المدينة وصولاً إلى النصب التذكاري “يان فون فيرت” الواقع في السوق القديم. ثلاثاء البنفسج “موكب الأشباح”، من ضمن برنامج العروض الأكثر استقطاباً للجماهير، وهو كان قدم للمرة الأولى عام 1991. ويتألف من مسيرات شعبية تعبر عن حالات اجتماعية عامة يمكن أن تكون عبارة عن نقد ساخر أو تسجيل موقف ما. وأكثر من ذلك يشمل الكرنفال مسيرات المدارس والأحياء، والتي تسير عبر المدينة وتأخذ الدرب نفسها لمسيرة “روزن مونتاجستسوج”، التي تشكل الذروة الحقيقية للمهرجان. وينطلق موكب “روزن مونتاستسو” الشهير Rosenmontagszug في تمام العاشرة والنصف صباحاً من ساحة “كلودفيغ بلاتس” (Chlodwigplatz)، ويستغرق نحو 4 ساعات على طول طريق يبلغ 6,5 كيلومتر عبر المدينة الداخلية. ومن يأتي إلى الموكب مع أصدقائه ومعارفه، يشعر بأن الوقت يمر سريعاً نظراً لأجواء المرح التي تنبض بها الساحات. وهناك تتطاير من علو السكاكر والحلوى التي يرميها المشاركون في المواكب السيارة في معظم أحياء “كولونيا” والقرى المحيطة بها. وهذه الاحتفالات الصاخبة تنتقل إلى يوم “ثلاثاء البنفسج” (Veilchendienstag)، حيث يقوم المشاركون بإحراق الدمى ما أن يحل المساء. وهذا تقليد يساهم فيه أصحاب المحال القديمة الذين يقومون بتعليق دمى من القش أمام أبوابهم. وعند المرور بأحد هذه المحال، يمكن السؤال حول كيفية وموعد حرق الدمى. أما “أربعاء الرماد” (Aschermittwoch)، فهو يمثل يوم الوفاء لابن “كولونيا” المغني الشعبي “يوب شميتس” الذي يعد أقدم من غنى في الكرنفال، وذلك منذ عام 1953. آرت أوتيل من يبحث عن خيارات للمبيت طوال أيام المهرجان، يعتبر فندق “آرت أوتيل كولونيا” (art’otel cologne) التابع لمجموعة “بارك بلازا” للفنادق، المكان الأمثل للإقامة الراقية في المدينة. ويتميز هذا الفندق الحديث الكائن بالقرب من برج كولونيا الشهير، بخدمات عالية الجودة. وتوفر غرفه الواسعة والمريحة إطلالة رائعة على نهر الراين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©