الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشعب يريد..

8 مارس 2011 19:41
هل سمع أحد بيوم عالمي للرجل أو بعيد للأب أو هل سمع أحد بنداء أو جمعية لمناصرة الرجل والمطالبة بحقوقه وإجازاته وأجوره العادلة التي تتناسب مع شقائه وكدحه وكفاحه الناتج عن طبيعته الرجولية والفكرية والفسيولوجية؟ ها نحن نحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للمرأة وبعد عدة أيام سنعود للاحتفال بعيد الأم العربية وفي شهر مايو سنحتفل بعيد الأم العالمي وهناك قائمة طويلة من الاحتفالات التي تتمحور حول المرأة أو النساء عموما ولا أحد يتذكر الرجل حتى ولو بالإشارة إلى ما قدمه جنس الرجال للبشرية والإنسانية على مر العصور والأزمان. الواقع أن ما خصص من ذكرى للرجال يثير الحفيظة فهي مخصصة للأموات من الرجال مثل يوم الشهيد أو ضريح الجندي المجهول. ترى هل يكون سبب ذلك قصور وإهمال في الرجال لعدم مطالبتهم بمثل هذا التقدير والاهتمام، أم لأن النساء وراء مؤامرة ضد الرجال تعمل على ترسيخ فكرة أنهن المستضعفات في الأرض المظلومات المقهورات من قبل الرجال المتسلطين النهمين المتعطشين للسلطة والسيطرة، وبالتالي تحويل كل التركيز والاهتمام نحوهن وحدهن لأنهن مركز الكون ومحوره كما قد يعتقدن لدرجة الاعتقاد بأنوثة الكون. بمعرفتي السطحية المبهمة المتواضعة للمرأة فإنني أرجح أنهن وراء هذا «التهميش» الذي يطال الرجال، لاعتقادهن أن الرجل مهما فعل فيجب أن يفعله إرضاء لهن، لأنهن محور الحياة ومحور كل شيء كما هو راسخ منذ قديم الزمان في عقولهن، وهو ما يعيدني إلى الجدل الأزلي حول جدلية علاقة المرأة بالرجل، وإلى مقولة إن العالم تحركه امرأة، وهو ما يمكن إثباته من واقع الأحداث العالمية الكبرى خصوصاً في هذا الزمان الذي تختلط فيه كثير من الأمور على أمثالي. ومعروف أن المرأة تستغل غرور الرجل وعدم رغبته في الظهور في موضع الضعف خصوصا أمامها لدرجة التفريط في حقوقه. ووجدتني أقف عاجز عن تفسير موقف الرجال السلبي من مسألة المطالبة بتخصيص يوم واحد لهم أو على الأقل بيوم يتيم للأب، خصوصا ونحن في زمن التحولات الكبرى وزمن التغيير والمطالبة بالحقوق، ترى هل سنشاهد لافتات تحمل شعارات تقول «الشعب يريد إسقاط النساء!» خصوصا أن المساواة أحد مبادئ الثورة الفرنسية والأيام «ببلاش» فأين عدالة توزيعها! غير أنني وجدت أن من اخترع مثل تلك الأيام لتكريم النساء والاحتفاء بهن هم من الرجال اللئام، فيبدو أنهم رأوا أن تلك الأعياد ما هي إلا لذر الرماد في العيون ولشغل نسائهم بالتحضير لها والسعادة بالاحتفال بها. rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©