الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صلاح ستيتية: الشعر يتكلم دائماً عن السر

صلاح ستيتية: الشعر يتكلم دائماً عن السر
23 مايو 2008 02:11
استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي الشاعر اللبناني الفرانكفوني صلاح ستيتية الذي يكتب باللغة الفرنسية في قراءات شعرية وطروحات نظرية حول الشعر الحديث وخاصة قصيدة النثر التي يكتبها، وكانت هناك مداخلة نقدية للدكتور مروان فارس عضو مجلس النواب اللبناني تحت عنوان ''ما بعد الحداثة'' في قراءة لشعر صلاح ستيتية بحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والشعراء والصحفيين والمهتمين بالشعر الحديث· قدم للأمسية الدكتور وليد عكو مرحباً بحضور شاعر عالمي مهم وفيلسوف يمتلك نظرية في الشعر وسياسي أسهم لفترة طويلة في تبوؤ مكانة سياسية في لبنان وهو الشاعر المعروف عالمياً صلاح ستيتية· في بداية الأمسية تحدث صلاح ستيتية شاكراً هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على استضافتها له ومشاركة الدكتور مروان فارس له نقدياً في هذه الأمسية· ثم قرأ الدكتور مروان فارس مداخلته التي استهلها بالنص الشعري التالي لصلاح ستيتية: الآن/ تمنع النار في البيت/ أمي كلها ثلج/ تلمع قليلاً في بيت الشحرور/ في آخر دمعة لها تتيه في الهواء/ من جهة النهار هذه ان انطفاءها/ مكسر بورود طيبة/ وفكها مأكل الهواء· وقال مروان فارس: الابتداء عند صلاح ستيتية هو دائماً في النهاية ينطلق الشعر منها رويداً رويداً ليستقر عند الاحتمالات ''الشعر تغيير في نظام الأشياء وفي نظام النظر اليها هكذا يبدو الشعر الحديث أول ما يبدو، تمرداً على الأشكال والمناهج الشعرية القديمة ورفضاً لمواقفه وأساليبه التي استنفدت أغراضها''، على حد قول أدونيس· وفي حديث مروان فارس عن موضوعه ''فيما بعد الحداثة'' قال: إن البحث عن الأصل والهوية والسياق في مزقة الزمن الموجود هو جوهر المسعى الشعري· كما أضاف: في الحداثة خروج على الوزن والقافية، خروج على النظام العام في اللغة وما بعد الحداثة إنشاء لغة جديدة وصورة جديدة وايقاعات، وفي نص صلاح ستيتية يقول فيه: ''اللاموت هو الموت، قدر خالص بالنقاء/ برغم كثير الكلام في السحر/ عنيد، كلام غيم''· ويلتقي محمود درويش بعد سنوات مع صلاح ستيتية فيقول ''هو اللا شيء، يأخذنا الى لا شيء/ حدقنا الى اللاشيء بحثاً عن معانيه/ فجردنا من اللاشيء، شيء ينتبه/ فاشتقنا الى عينيه اللاشيء/ فهو أخف من شيء، يشيئنا'' إذ أصبح العالم في الشعر الحديث ما بعد الحداثة هو إذن فيه اللاموت موت واللاشيء شيء فيه إيقاعات للفراغ، الفراغ المستبد بالكون· كذلك تحدث الدكتور مروان عن ''ما بعد الشعر'' حيث يقول: يدعو صلاح ستيتية في شعره الى بناء نظرية مغايرة للشعر عن جمع من النظريات القديمة ونظريته تنطلق من تدمير للبنية الشعرية القديمة للهندسة التي يقوم عليها السطر الشعري على قاعدة هندسة أخرى للقصيدة التقليدية انطلاقاً من قاعدة معرفية تنطلق من الرؤيا المغايرة للرؤى التي تتحكم بها الجملة كما تم وضعها من قبل فقهاء اللغة· ثم ناقش ''قضية وحركة'' وهي توازي الصمت مع الموت، فالقصيدة شجرة والشجرة كنيسة والشعر الجديد بحاجة الى لغة جديدة يتقابل فيها الصمت والموت حيث تراكم اللغة في الكلمات وتراكم الصمت في الصوت· أما صلاح ستيتية فقد تحدث عن مفهومه لقول الشعر بلغة غير لغته الأم ''العربية''· وان كتابته بالفرنسية بالرغم من كونه لبنانياً مسلماً من بيروت هو مركز حياته وان والده كان شاعراً يكتب باللغة العربية، ودراسته في تركيا ومفاجأته بالاحتلال الفرنسي للبنان حفزه ليدخل ابنه صلاح الى اليسوعية لدراسة الفرنسية وقال في ذلك ''أنا كاتب باللغة الفرنسية لأن والدي درس باللغة التركية''· ثم تحدث صلاح ستيتية عن الشعر العربي قائلاً بأهميته وان له علاقة جذرية مع اللغة وان ''لغة اللغة هو الشعر فهو عطر اللغة'' ثم قال أيضاً: الشعر هو بداية كل الحضارات حيث يقول بورخيس ''هوميروس أعمى ولكن من ينطق بالشعر انه لا ينطق بأشياء يراها بل في أشياء تسكن بداخله''· وهو بذلك يرى ''ان الشعر دائماً يتكلم عن السر، أي الغموض وكل شيء غامض حولنا، الكون، الوجود، الولادة، أسرار الطفولة، الحب سر، الكلام سر الأسرار''· ثم أضاف ستيتية ''عندما أنظر الى اللغة أو الكلام أستغرب كيفية تكون هذه المنظومة واننا نعيش فترة طفولة الإنسان على الأرض كوننا أمام التاريخ الكوني لا نشكل الا جزءاً بسيطاً من تاريخ الكون ولذا فإننا نتساءل حول أسرارنا الكبرى، الموت، وانني أجد ان الفلسفة حاولت ان تجيبنا حول هذا السؤال الا ان جوابها كان متضمناً أسئلة فلا أحد يستطيع ان يقدم لنا جواباً مطلقاً· أما الشعر فإنه يطرح السؤال ويجيب عن السؤال بأسئلة أيضاً· ثم يقول صلاح ستيتية: النصوص المقدسة محمولة بالشعرية· الشعر يخاطب سر الوجود وسر الانسان ولذا امتلك أهمية كبيرة وعليه فإننا نجد الشعراء في العالم لهم أهمية ووجود رئيسي، فالشعوب لا تنظر الى نفسها الا عبر الشعراء سنغور في السنغال، نيرودا في أميركا اللاتينية والمتنبي في العالم العربي، حيث اكتشف الحدس لأنه ربط بين الكلام الذي يسكنه وبين النبوة قبل فكتور هيجو بمئات السنين· ثم قرأ قصيدتين باللغة الفرنسية الأولى قصيدة مختارة من مجموعة صدرت مؤخرا لخمسين شاعراً في العالم وهي عن الإنسان والثانية قصيدة عن حياته
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©