الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان «اليوم المفتوح» يحقّق فكرة دمج المعاقين ويعزّز ثقتهم بأنفسهم

مهرجان «اليوم المفتوح» يحقّق فكرة دمج المعاقين ويعزّز ثقتهم بأنفسهم
8 مارس 2011 19:44
تحت شعار “كن مشاركاً لا مشاهداً” أحيت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ممثلة في مركز أبوظبي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، مهرجان اليوم المفتوح لعام 2011، والذي يهدف إلى تقوية الروابط والدمج بين ذوي الإعاقة وأقرانهم من الأسوياء، وتعزيز ثقة المعاقين بأنفسهم وبالمجتمع. شهد المهرجان حضور أكثر من ألفي شخص، استمتعوا بمشاهدة العديد من الفقرات التي قدمتها مؤسسات ومدارس حكومية وخاصة مختلفة، فضلا عن توفر الألعاب الترفيهية التي أدخلت البهجة إلى قلوب الأطفال والمعاقين. نظّم مركز أبوظبي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وتأهيل المعاقين، الاثنين الماضي، مهرجان اليوم المفتوح الذي أقيم على أرض متنزه خليفة بأبوظبي، واشتملت فعالياته على برامج مختلفة أكدت في مضمونها على دعم وتكريس فكرة دمج المعاقين في المجتمع. بدأت فعاليات اليوم المفتوح، والتي تقام سنوياً، في الساعة الرابعة مساء، حيث شهد متنزه خليفة توافد العديد من الأشخاص، معظمهم من فئة المعاقين وذويهم بالإضافة إلى طلاب مدارس حكومية وخاصة وعدد من العاملين في قطاع المعاقين في الدولة، على رأسهم سعادة محمد فاضل الهاملي الأمين العام لمؤسسة زايد العليا، ومريم سيف القبيسي رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة. عروض تراثية قدم المشاركون في اليوم المفتوح، والذين ضموا مؤسسات ومدارس ومراكز معاقين حكومية وخاصة، فقرات متنوعة اشتملت على عروض تراثية ومسابقات ثقافية وورش فنية، وألعاب رياضية، أبهرت الحضور، فيما قدمت موسيقى شرطة أبوظبي عددا من المعزوفات الموسيقية سواء خلال تجوالها بين الحضور أو على المسرح قبيل بدء الفعاليات، لاقت استحسان الجمهور ودفعتهم للتصفيق مطولا. إلى ذلك فقد عملت شخصيات “أسطورية” جالت الحديقة، على إضفاء أجواء احتفالية على الفعاليات بألوانها المبهرة وزيها الملفت. وتحدث الأمين العام لمؤسسة زايد للرعاية الإنسانية سعادة محمد فاضل الهاملي، “لدنيا الاتحاد” مبديا سعادته وفخره بالنتائج التي تحققها مثل هذه الأنشطة والبرامج سواء للمعاقين أو ذويهم أو للمجتمع بشكل عام، مشيرا إلى أنها ترفع من معنويات المعاقين وتشكّل جزءا من علاجهم النفسي. وأضاف الهاملي إن اليوم المفتوح هو عبارة عن وسيلة للتواصل مع المجتمع ورفع المستوى العام للوعي بمشاكل المعاقين، لافتا إلى أن طموح القائمين على مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية يتمثل في تحقيق فكرة الدمج الشامل للمعاقين في المجتمع، وأن يحصل المعاقون على كافة حقوقهم في المجتمع سواء المعنوية والنفسية أو المادية وضمان العيش الكريم بالنسبة لهم. من جهة أخرى قالت هيا عبد الله الحمادي، مديرة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: “لدينا أولوية في مؤسسة زايد تركّز على الدمج الشامل للمعاقين، وبناء عليها فقد تم إطلاق العديد من البرامج والفعاليات من بينها مهرجان “اليوم المفتوح”، والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية قدرات ومهارات المعاقين بالشراكة مع مؤسسات حكومية وخاصة وذلك لتوفير الدعم ودمج المعاقين في المجتمع”. وأضافت الحمادي إن الفعاليات ضمت مجالات متعددة ثقافية واجتماعية ورياضية وفنية، ومن أهمها فعالية المسرح التي جاءت بالشراكة مع مدارس حكومية وخاصة ومراكز للمعاقين وجامعات، تترافق مع عروض شعبية، فيما تناولت البرامج الفنية مواضيع الرسم وعرض الأعمال اليدوية وعرض إبداعات الطلبة والمشاركين أمام الحضور، بالإضافة إلى فعاليات وعروض تراثية تهدف لتنمية الحفاظ على العادات والتقاليد لدى المعاقين. وأوضحت الحمادي أن هنالك عدة لجان مختلفة، يبلغ عدد أعضائها حوالي 40 شخصا، قد عملت لمدة 3 أشهر متواصلة من أجل التحضير والإعداد لهذا المهرجان بالتعاون مع مختلف المؤسسات ليظهر بهذا المستوى الجيد، ويحقق أهدافه المرجوة. لافتة إلى نجاح الحملة الإعلامية التي سبقته وهي “قافلة السيارات” التي جالت في العاصمة أبوظبي لتوزيع الدعوات على الناس ونشر رؤية ورسالة مؤسسة زايد العليا تجاه المعاقين ومسألة دمجهم في المجتمع. تعزيز الوعي إلى ذلك قدرت الحمادي عدد حضور المهرجان بحوالي 2000 شخص، لا سيما وأن هنالك إقبالا شديدا من المؤسسات المجتمعية للمشاركة فيه بمختلف أنواعها. مضيفة أن هذا اليوم قد ساهم في تعزيز الوعي لدى الناس بفئة المعاقين وبدأت الرسالة تصل للرأي العام وأصحاب القرار بأنها فئة منتجة أيضا وليست مستهلكة فحسب. وقال محمد المرزوقي، وهو مدرس في مؤسسة زايد العليا، إن المسرح قد شهد إقامة عدة فعاليات، أولها الفقرة العسكرية التي قدمتها موسيقى الشرطة، ومسابقات تراثية، وفقرة شعر نبطي، ويولة فارس الميدان وعرض آخر لليولة قدمه طلاب مركز أبوظبي للمعاقين، وفقرات رياضية قدمها معاقون أيضا. من جهته قال جاسم محمد، وهو أحد العاملين في مركز أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، أنه يقوم بتدريب معاقين على “اليولة”، حيث توجد لديهم حصص أسبوعية لهذا الغرض، وهي من الحصص المفضلة لديهم كما يشير إذ يتخللها المرح والترفيه فضلا عن أنها تعلمهم تراثهم. وأضاف جاسم أنهم تمكنوا من تأسيس فريق متكامل يتكون من 20 شخصاً من ذوي الإعاقة، وهم يقدمون أداءا جيدا جدا يضاهي أداء غيرهم من الأسوياء. وقالت أم أحمد المنصوري، وهي أم لأحد المعاقين، أنها تحضر فعاليات اليوم المفتوح لأول مرة، مبدية إعجابها بما تم عرضه من فقرات، مشيرة إلى أهمية مثل هذه البرامج التي تشجع المعاقين وترفع من معنوياتهم فضلا عن مساهمتها في زيادة الوعي بفئة المعاقين ومشاكلهم ولفت الأنظار إلى قدراتهم ومواهبهم من جهة أخرى. قنوات للتواصل أبدى عدد من ذوي الإعاقة سعادتهم بإقامة مهرجانات وفعاليات خاصة بهم، وتحدّث محمد صالح التميمي، وهو أحد المعاقين الذين استفادوا من فكرة الدمج بانضمامه لإحدى المدارس وإكمال تعليمه الثانوي، قائلا إن اليوم المفتوح من شأنه أن يفتح قنوات جديدة للتواصل بين المعاقين والأسوياء، وأن يلفت الأنظار إلى وجود فئة المعاقين وحقوقهم المختلفة في الحياة والتوظيف وغيره. ومع تمسكه بفكرة إحياء اليوم المفتوح على الدوام، دعا التميمي القائمين على مؤسسة زايد العليا بعمل هذا اليوم خلال عطلة نهاية الأسبوع وذلك لكي يتمكن أكبر عدد ممكن من طلاب المدارس من حضور هذا اليوم والمشاركة فيه، من أجل ضمان نجاح أكبر للفعالية وتحقيق أهدافها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©