استؤنفت حركة الملاحة الجوية في أوروبا المشلولة منذ الخميس الماضي، بشكل تدريجي وغير منظم أمس، ما أشاع أجواء من الارتياح بين آلاف المسافرين، في حين، توقعت المنظمة الأوروبية لسلامة النقل الجوي “يوروكنترول” أن يجري تسيير نحو نصف عدد الرحلات المقررة بواقع 14 ألف رحلة، في زيادة عن عدد الرحلات التي جرى تسييرها خلال الأيام السابقة إثر سحابة الرماد البركاني الناجمة عن بركان ايسلندا، ورجحت أن تعود حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها غداً الخميس. وأفادت إحصائية لاحقة ليوروكنترول في بروكسل مساء أمس، أن السحابة البركانية تسببت أمس في بقاء أكثر من نصف الطائرات على الأرض في الكثير من الدول الأوروبية، مشيرة إلى تنفيذ نسبة 46% من اجمالي عدد الرحلات اليومية والتي تصل إلى 28 ألف رحلة. من جهته، ذكر عالم الأرصاد الجوية ارني سيجوردسون “يمكنك القول إن الثوران البركاني، تغير من انبعاث رماد بركاني إلى حمم بركانية والآن يأتي رماد أقل عن ذي قبل. ويمكنك القول إن هناك تغيرات ستحدث بحلول الأسبوع المقبل.. الرياح ستتحول إلى رياح شرقية.. سحابة الرماد ستتجه إلى الغرب وتبتعد عن أوروبا”.
وأكد الاتحاد الأوروبي أمس، أن فتح المجال الجوي الأوروبي يتقدم ببطء بعد إلغاء الكثير من الرحلات مضيفاً أن تعطل الطيران سيستمر خلال الأسبوع الحالي. من جهته، اعتبر المتحدث باسم مجلس المطارات الأوروبية روبرت اوميارا أمس، أن خسائر المطارات الأوروبية الناجمة عن الإغلاق بسبب ثوران بركان ايسلندا, ستتخطى 200 مليون يورو. وسبب ثوران بركان ايسلندا في 14 أبريل الحالي حالة من الفوضى غير المسبوقة وخسائر تاريخية تكبدتها شركات الطيران ولم تعد حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها كلياً حتى صباح أمس. وأقلعت أولى الطائرات بعيد الساعة السادسة بتوقيت جرينتش من المطارات الباريسية التي يتوقع أن تؤمن 30% من الرحلات المحلية والدولية المبرمجة عادة بحسب وزير الدولة الفرنسي المكلف شؤون النقل دومينيك بوسورو. وكانت فرنسا قد أعادت تشغيل بعض المطارات لتفتح مسارات جوية للعاصمة باريس. وتوقع بوسورو أن تقلع 564 رحلة من رواسي مقابل 1500 عادة و272 من أورلي مقابل 700 عادة. وتشكل 3 أرباع هذا الرقم الذي يوازي 30% من حركة الملاحة الجوية العادية، رحلات دولية استؤنفت تدريجياً خلال النهار. كما استؤنفت حركة الملاحة جزئياً في بلجيكا وسمح فقط بهبوط الطائرات. وفي سويسرا عاد الوضع تدريجياً إلى طبيعته في المطارين الرئيسيين في البلاد، كما أعادت إيطاليا بالكامل فتح مجالها الجوي أمس، خصوصاً في مطاري مالبينسا وليناتي في ميلانو.
أما في برلين، فقد قررت هيئة سلامة الطيران أمس تمديد حظر الطيران فوق المجال الجوي الألماني حتى منتصف الليل بتوقيت جرينتش (الساعة الثانية صباح اليوم. وكانت شركة “لوفتهانزا” توقعت تأمين حوالي 200 رحلة أمس أي أقل بـ15% من حجم رحلاتها الدولية عادة. وأعلنت منافستها “اير برلين” أن حركة الملاحة “طبيعية على وجهاتها”. وقال وزير النقل الألماني بيتر رامساور إن الأولوية للسلامة. ورفض الانتقادات المتعلقة بالرحلات التي تمت استناداً إلى حدس الطيارين رغم الإغلاق الرسمي للمجال الجوي الألماني. وقالت متحدثة باسم هيئة المراقبة الجوية في ألمانيا أمس، إن المجال الجوي الألماني سيظل مغلقاً حتى الساعة 1800 بتوقيت جرينتش على الأقل غير أنه سيجرى السماح ببعض الاستثناءات. وأعلنت الرابطة الألمانية للسياحة أمس، عن وجود الآلاف من المسافرين العالقين خارج ألمانيا في انتظار العودة، مشيرة إلى أن عدد المسافرين الذين تسبب الحظر الجوي المفروض منذ 5 أيام في تعطيل رحلات عودتهم إلى ألمانيا، يصل إلى نحو 130 ألف شخص.
من ناحيتها، ألغت شركة “بريتيش ايرويز” أمس، كافة رحلاتها القصيرة والمتوسطة بسبب قلق جديد من كثافة سحابة الرماد البركاني. وصباح أمس، ذكرت الشركة إنها تأمل استئناف رحلاتها البعيدة بعد الساعة الثالثة بتوقيت جرينتش. وظلت مطارات بريطانيا الكبرى مغلقة وحتى مطارات ادنبرة وجلاسجو باسكتلندا التي استؤنفت فيها الرحلات، ظلت فيها الخدمة مقيدة. وأعلن مسؤولو طيران بريطانيون أمس، أن معظم المجال الجوي البريطاني سيظل مغلقاً أمام الرحلات التي تطير على ارتفاع يقل عن 6000 متر نظراً لاستمرار المخاوف من المخاطر التي يشكلها الرماد البركاني. وقالت الخدمة الوطنية البريطانية للنقل الجوي التي تشرف على المجال الجوي البريطاني، إن المجال الجوي الاسكتلندي سيظل مفتوحاً بينما سيغلق المجال الجوي فوق باقي بريطانيا على ارتفاع يقل عن سحابة الرماد البركاني. أقلعت مجموعة من الرحلات الجوية الداخلية من مطارات اسكتلندا أمس، بعد رفع الحظر على الطيران.
كما أرجأت ايرلندا حتى الساعة 12,00 ت غ “على الأقل”، إعادة فتح مجالها الجوي بسبب القلق من سحابة الرماد البركاني الجديدة. ومددت الدنمارك إغلاق مطاراتها حتى منتصف الليلة الماضية، على الأقل لكنها أبقت مجالها الجوي مفتوحاً فوق 6 آلاف متر. وأغلقت النرويج أيضاً صباح أمس، قسماً من مجالها الجوي جنوب غرب البلاد. وقال متحدث باسم الهيئة الوطنية للطيران الجوي البولندي، إن المجال الجوي يبقى مغلقاً أمس، فوق كافة مطارات البلاد. وكان وزراء النقل الأوروبيون قد اتفقوا مساء أمس الأول، على تخفيف القيود المفروضة على الطيران منذ ظهر الخميس الماضي، في قسم كبير من أوروبا. ويتوقع أن تعود حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها غداً الخميس بحسب الهيئة الأوروبية لسلامة الطيران “يوروكونترول”. وأظهرت خرائط إلكترونية نشرتها يوروكونترول، أن أجزاءً كبيرة من المجال الجوي لفرنسا وإيطاليا صارت مفتوحة أمام الرحلات الجوية، بالإضافة إلى معظم دول وسط وشرق القارة. وقال مدير يوروكونترول بو ريديبورن في مؤتمر صحفي إنه مقارنة مع الوضع القائم أمس الأول، حيث تم تأمين نحو 30% فقط من رحلات الطيران في دول الاتحاد الأوروبي، “نستطيع أن نتوقع إضافة ما بين 10 إلى 15% إلى هذه الحركة خلال الثلاثاء، و10 إلى 15% أخرى في اليوم التالي”. وأضاف “وفي حال تواصل تطور الأمور كما يحصل حالياً، وتوقفت انبعاثات رماد البركان باتجاه أوروبا، ستعود الأمور إلى طبيعتها بحلول الخميس”. وأعادت رومانيا فتح مجالها الجوي بالكامل مساء أمس الأول. وفي هولندا أقلعت 3 طائرات محملة بالركاب مساء أمس الأول من مطار امستردام-شيبول متجهة إلى شنغهاي ونيويورك. وأعلنت استونيا إعادة فتح مجالها الجوي لست ساعات اعتباراً من منتصف الليل. فيما سمحت لاتفيا بالتحليق فوق أراضيها. أما فنلندا، فقد أعلنت أن مجالها الجوي سيظل مغلقاً حتى اليوم. وأعيد أيضاً فتح المجال الجوي كلياً في بلغاريا مساء أمس الأول. وكانت إسبانيا أعادت فتح جميع مطاراتها صباح أمس الأول، واقترحت حكومتها استخدام مطارات إسبانيا كمنصات عبور للركاب العالقين قبل الانتقال إلى بلدان أوروبية أخرى. ومنذ بداية الأزمة، علق أكثر من 6,8 مليون مسافر في 313 مطاراً بحسب المجلس الدولي للمطارات الذي يعد أهم منظمة مهنية للمطارات. وهناك آلاف الأشخاص ينامون في المطارات. وكلف إغلاق المطارات شركة “بي.أي.أي” البريطانية المشغلة “5 إلى 6 ملايين جنيه (5,7 إلى 6,8 مليون يورو) من الخسائر اليومية”.
عدد اليوم
