الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

النظام الجديد للتقويم استبدل فزع الامتحان بـ فوبيا المدرس

النظام الجديد للتقويم استبدل فزع الامتحان بـ فوبيا المدرس
23 مايو 2008 03:45
على الرغم من محاولات وزارة التربية والتعليم القضاء على رعب الامتحانات من خلال حزمة من التغييرات، منها نظام التقييم الجديد الذي حول الصف الثاني عشر الى سنة دراسية عادية مفعمة بالأبحاث والتقارير طوال العام التي يخصص لها جزء من الدرجات، إلا أن الخوف والهلع من امتحان نهاية العام لا زال مستمراً، ليتحول الى ''فيلم رعب لدى الطلبة تلعب فيه الأسرة دور البطل'' على حد قول الطالبة دلال محمد من ثانوية الغبيبة· وتضيف أن الضغط الشديد قد يؤدي إلى نوع من الاضطراب والقلق في وقت يحتاج فيه الطالب الى السلام النفسي في هذه المرحلة، غير أنها تؤكد في الوقت نفسه أن أسرتها ''توفر لها جميع سبل الراحة''· وترى ليلى أحمد -مدرسة لغة عربية ومراقبة دور في ثانوية الزهراء- أن النظام الجديد للتقويم ساهم فعلاً في القضاء على رعب الامتحانات، حيث إن الطالب يذهب الى الامتحان وفي جعبته 60% من الدرجات مما يخفف من حالة التوتر التي كانت في السابق· ولفتت إلى أن هيبة الامتحان لا تزال قائمة من خلال توتر الأهل الذي ينعكس على الأبناء، مما يساهم في شحن الأجواء وزرع الرعب في نفوس الطلبة، وبالتالي فإن المحصلة تكون غير إيجابية· وشددت على المذاكرة اليومية المكثفة والابتعاد عن الأسلوب التراكمي· وتدعو الأهل إلى عدم اللجوء الى التهديد والوعيد، واتباع أسلوب الترغيب لتحفيز الطلبة إلى المذاكرة· غير أن الأسرة تبذل أقصى ما في وسعها لتوفير كل ما يلزم لكي تمر هذه المرحلة بسلام وتنتهي بالنتيجــــة التي تتمناها، بحسب نهاية عبد الرزاق والدة ''زهوة'' الطالبة في الصف الثاني عشر· وتضيف: نعمل على بث أجواء المرح والترفيه في المنزل وعدم استخدام حالة الطوارئ، بالإضافة إلى الغذاء المتوازن والعصائر الطبيعية والعسل· وقد يكون النظام الجديد للتقويم الذي تم تطبيقه ايجابياً في نواح عدة أهمها تقليل نسبة الخوف من الامتحانات، إلا انه في المقابل خلق فزعاً جديداً وهو ''فوبيا المدرس'' على حد قول سليم طوقان الطالب في الصف الثاني عشر بالقسم العلمي في مدرسة الخليج، الذي يعتبر الثانوية العامة سنة تمر مثل غيرها، ولكن بعض المدرسين استغلوا السلطة التي بين أيديهم من خلال بيع الملزمات أو دروس التقوية· ويتفق مصطفى فلاحة الطالب بمدرسة الخليج العربي مع رأي زميله قائلاً: إن النظام الجديد قضى نوعاً ما على ''فوبيا الامتحان''، لكنه صنع بالفعل ''فوبيا المدرس''، موضحاً أن بعض المدرسين يعمدون الى ظلم الطالب جراء خلاف بسيط نشب سابقاً بينهما، مطالباً بضرورة تدخل الوزارة في هذا لشأن وعدم ترك الحبل على الغارب لسطوة المدرس· أحمد سمير الطالب في نفس المدرسة يحمل بدوره الفكرة ذاتها، موضحاً أن أحد الأساتذة لمح للطلبة الى ضرورة شراء ملزمة قام هو بإعدادها· وإلى جانب أهمية مواجهة هذه السلبيات، لابد أيضاً من تغيير الأسلوب النمطي المتبع في الامتحانات الثانوية لما له من دور كبير في خلق أجواء التوتر وبث الرعب في نفوس الطلبة من حيث القاعات وأرقام الجلوس والمراقبين، بحسب فاطمة عبد الرحمن الوكيلة في مدرسة الزهراء الثانوية، التي دعت الى تهيئة الأجواء المناسبة كي يتمكن الطالب من اجتياز هذه المرحلة بنجاح وتفوق، منوهة إلى أن الطالب يخوض في حياته المدرسية نحو 160 امتحاناً· غير أن جانباً أساسياً من القلق يرتبط بحالة الطالب ذاته في نهاية العام، على حد قول الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، الذي يوضح أن حالة الطالب اثناء الامتحان تشبه الفرد الخائف الذي يحمل أحاسيس مسبقة بالذنب تجاه ذاته وأسرته، فضلاً عن خوفه من المقارنة مع أحد أشقائه أو أقربائه أو اقرانه مما يؤدي الى نوع من التأزم النفسي· ويطالب العموش بتحرير عقل الطالب من الحشو بالمعلومات والمفردات الجافة وإطلاق روحه نحو الإبداع بغية القضاء على شبح الخوف الذي يتمكن من الطلبة في هذه المرحلة الحرجة·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©