الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البوليوريتان» يغزو حمامات السباحة رغم وصفه بـ«الفضيحة»

«البوليوريتان» يغزو حمامات السباحة رغم وصفه بـ«الفضيحة»
10 يوليو 2009 00:08
حفلت محصلة دورة ألعاب البحر المتوسط التي اختتمت الأحد الماضي في مدينة بيسكارا الإيطالية، برقمين عالميين في السباحة سجلهما الإسباني ارشوين فيلدبور (100متر ظهراً) والإيطالية فيديريكا بيلليجريني (400 متر حرة)، ما عزز من رصيد هذا الحدث الإقليمي. لكن تساؤلات سرت ربما بعيداً من حوض المنافسات حول اللباس الذي استخدمه كل من السباحين، ومدى «ثوريته» في ظل موضة «جيكد01» وريث الأنسجة التي أسهمت في فورة الأرقام القياسية منذ سنوات، وحركت المطالبة بالعودة إلى لباس السباحة «الكلاسيكي» التقليدي المصنوع من القماش فقط، والذي يستر العورة و«يحرر» الذراعين والساقين من «مرادفات صناعية» محفزة تقنياً. عالم السباحة دخل رسمياً منذ أسابيع قليلة عصر «جيكد 01» المنتظر أن يكون قصيراً، وذلك بعد أن حسم الاتحاد الدولي للسباحة «فينا» الجدل الدائر منذ أشهر في شأن ألبسة السباحة المصنوعة كليا من مادة بوليوريتان، وخصوصاً «جيكد 01»، فاجاز استخدام هذا النوع من الألبسة طوال سنة 2009، وفي بطولة العالم للسباحة المقررة إقامتها في روما من 26 يوليو الجاري حتى 2 من أغسطس المقبل. وكان لباس «جيكد 01» استبعد من اللائحة الأولى للألبسة المجازة والتي نشرت في 19 مايو الماضي، شأن منافسه الرئيس «اكس - جلايد ارينا»، وطلب الاتحاد الدولي في حينه من الصانعين إعادة النظر في 136 نموذجاً للألبسة مصنوعة كلها من البوليوريتان، نظراً لتسببها المفترض في «فقاعات هواء» من شأنها تعزيز العوم وتاليا نتائج من يرتدونها. وردت شركة «جيكد» الشريكة الرسمية للاتحاد الايطالي للسباحة، بانه لا يمكن أن تؤخذ «فقاعات الهواء» في الاعتبار إلا على لباس متمدد وتاليا ملبوس، في حين أن الاتحاد الدولي اجرى اختباراته على البسة غير ملبوسة. وبناء على ذلك، تقدمت «جيكد» مجدداً مع لباسها «جيكد 01» دونما تعديل مدعمة طلبها بدراســـة أجراها 4 خبراء في جامعة بيزا، فقبل به الاتحاد الدولي الذي أدرج في اللائحة أيضا «اكس - جلايد ارينا» معدلاً. ويذكر أن الإيطالية بيلليجريني والفرنسي فريديريك بوسكيه كانا يرتديان لباس «جيكد 01» عندما حطما أرقاماً قياسية عالمية. والبوليوريتان مادة مشمعة تعزز العوم. لكن الاتحاد الدولي اوضح انه في الاول من يناير 2010 سيدخل نظام جديد حيز التنفيذ يمنع بموجبه استخدام البسة السباحة المصنوعة كليا من البوليوريتان. تاريخيا، ظهرت «فقاعات مياه» متناثرة في أحواض العوم في 20 سبتمبر 2000 خلال دورة سيدني الاولمبية, وبعد منع خجول للباس كامل ارتداه سباحون على غرار الغطاسين, وهو»موروث» اول الابتكارات التي بدأت عام .1990 وشرعه الاتحاد الدولي في 9 اكتوبر 1999 وبات الحوض الاولمبي في سيدني شاهداً على صورة لانطلاق السباحين، ابرزهم الروسي الكسندر بوبوف في «مايوه» عادي بسيط، والهولندي بيتر فان دن هوجنباند في سروال طويل، والاسترالي مايكل كليم في لباس كامل من دون اكمام. وتمكن الهولندي من خطف ثنائية الـ100 والـ200متر. وفي بطولة العالم التي اقيمت في مدينة فوكووكا اليابانية (2001/7/26)، ثأر «التوربيدو» الاسترالي ايان ثورب الخاسر امام هوجنباند في سيدني. وحصد 6 ميداليات ذهبية وهو رقم قياسي، وارتدى لباساً كاملاً ثورياً وقتذاك من ماركة اديداس بقيت تركيبته سرية! وطغى لباس سبيدو جغز المغطى بطبقات من البوليوريتان موفراً فارقاً واضحاً في الانسيابية، على ما عداه العام الماضي واسهم في تحطيم 108 أرقام قياسية متنوعة منها عشرات في دورة بكين الاولمبية. البداية في الربيع وخطف نموذج «جيكد 01» الأضواء في مطلع الربيع الماضي خصوصاً حين تمكن الفرنسي بوسكيه (26/4/2009) من أن يصبح اول سباح يسجل دون الـ21 ثانية في سباق الـ50 متراً حرة (94ر20ث). و«انتصار» الماركة الايطالية المؤقت ومصنعها فرانشيسكو فابريكا حرك مصانع عالمية اخرى تتنافس على حصتها في السوق، معتمدة على تقنيات تكنولوجية تعزز الارقام القياسية التي اصابها «ايجابي» انهيار كبير العام الماضي. أرقام غير متوقعة وجعلت «الثورة الجديدة» سباحين مغمورين يحصدون تفوقاً وارقاماً في غير متناولهم البتة، مثلا اضحى الاسباني رافايل مونوز منذ (مارس) الماضي منافسا مباشرا للاميركي مايكل فيلبس اثر تحطيمه الرقم العالمي في الـ100م فراشة. ويسري حاليا نقاش مستفيض في اطار اقتراح العودة الى اعتماد لباس السباحة التقليدي الكلاسيكي, حول مدى انعكاسه على ازدهار اللعبة التي تظل «معدومة» الموارد والجوائز قياسا الى ما تحققه العاب القوى، ما عزز فكرة الاستعانة بالثورة التكنولوجية من اجل «الاستعراض»، لعل في هذه الخطوة تشجيعا للشركات على الرعاية والاستثمار ورفع سقف الجوائز. ولان الحياة تطور مستمر من باب المقارنة ليس الا تساءل خبراء وسباحون يؤيدون اعتماد الالبسة الثورية: هل يقبل مثلا حامل الرقم القياسي في سباق الـ100متر العداء الجامايكي الاولمبي اوساين بولت العودة الى الوراء واعتماد مضامير التراب المرصوص بدلا من الترتان؟. في المقابل يرفض آخرون «الثورة المفتوحة» واصفين الاعتماد الكامل لمادة البوليوريتان في لباس السباحة بـ«الفضيحة» لان «منافسات الحوض ليست سباقات فورمولا واحد»، من دون إهمال «المفيد» من تقنيات التصنيع، لانه «لا يمكن ان يقف احد امام الاغراءات التقنية»! والمنافسة التجارية أو ما يسمى حرب الماركات وتسابقها على الفوز بثقة النجوم الكبار «سعرت» السوق. كما هدد بعضها مثل «تير» بالتقدم بدعاوى ضد الاتحاد الدولي لانه رفض التصريح للالبسة من انتاجها تتمتع بمواصفات «جيكد 01» ذاتها وبعدما استثمرت ملايين عدة من اليورو! ويكشف فابريكا مصنع جيكد, انه استثمر قبل دورة بكين الاولمبية نحو 600 الف يورو لاطلاق الموديل الجديد، منها نسبة 50 في المئة لأبحاث التطوير. أما تصنيع سبيدو جغز، الذي لن يتخلى عنه الأميركي فيلبس (8 ذهبيات في بكين) ونجوم آخرون، فبلغت نفقات تصنيعه والاختبارات الموازية 6 ملايين دولار في غضون 3 سنوات. واسهمت وكالة الفضاء الاميركية «ناسا» في جانب من الاختبارات التمهيدية، الى تطوير ادوات وصور مقطعية مجسمة لـ400 سباح وحركاتهم في الاحواض
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©