أعلنت وزارة الخارجية أمس استراتيجيتها للسنوات الثلاث المقبلة والتي تعتمد رؤية “تحقيق تقدم في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية للإمارات من خلال دبلوماسية فعالة وتقديم خدمات قنصلية متميزة، وحماية المواطنين في الخارج”.
وعرض معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ملامح الاستراتيجية الجديدة أمس أمام المجلس الوطني الاتحادي بحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتي تتضمن 40 مبادرة استراتيجية لتحقيق أهداف واستراتيجيات الوزارة.
ووفقاً للوزير قرقاش، فإن الاستراتيجية تتضمن 4 اتجاهات استراتيجية رئيسية أولها يتعلق بتوفير دعم أفضل لعمل الشؤون الدولية، وثانيها المبادرة لدعم أهداف دولة الإمارات فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار، وثالثها بناء مناهج تقنية متخصصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان وشؤون العمال والمساعدات الإنسانية والطاقة والبيئة، وأخيراً التميز في حماية المواطنين في الخارج وتقديم الخدمات القنصلية والأداء التنظيمي. وبين قرقاش أن لكل من الاتجاهات الأربع هدفاً رئيسياً تسعى الوزارة لتحقيقه مرتبط بمؤشر للأداء.
وقال إن الخارجية الإماراتية تسعى إلى تحقيق المحافظة على مواقف سياسية واضحة تدعم جهود الدولة وتقويها في مختلف المحافل الدولية، إضافة إلى المساهمة في تسهيل نمو وتطوير التجارة الوطنية مع دول العالم، فضلاً عن تعزيز وترويج مكانة الإمارات في مجالي حقوق الإنسان والعمال وأخيراً بناء القدرات الدبلوماسية المتخصصة.
واعتمدت وزارة الخارجية هيكلها التنظيمي الجديد والذي يتضمن نموذج مدير عام ومساعدين للوزير في حين استحدثت إدارات جديدة لتحقيق أهداف الوزارة منها إدارة متخصصة لحقوق الإنسان، إدارة للجان المشتركة، إدارة للمساعدات الخارجية والإنسانية، إدارة للتغير المناخي وشؤون الطاقة، وإدارة التعاون الأمني الدولي، وإدارة نزع السلاح.
وكشف الوزير قرقاش عن استحداث إدارة متخصصة بشؤون المواطنين تكون مهمتها الرئيسية مساعدة المواطنين في مختلف مناطق وجودهم، معلناً عن إدارة جديدة أيضاً تسمى إدارة العمليات والتي من مهامها الرئيسية التعامل مع الأزمات التي تحدث حول العالم على مدار الساعة.
ويوجد في وزارة الخارجية 732 موظفاً منهم 425 دبلوماسياً، وبلغت نسبة التوطين نحو 98 بالمئة من إجمالي العاملين، في حين أكد الوزير قرقاش حاجة الوزارة إلى 700 دبلوماسي لإدارة شبكة العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويبلغ عدد الدبلوماسيين العاملين في المركز 287 يقابلهم 195 عاملاً في الخارج في حين عدد العاملين في الخدمات المدنية 224 عاملاً داخل الدولة و26 عاملاً في الخارج. وقال إن الوزارة انتهت من 4 مبادرات رئيسية تضمنتها الاستراتيجية في حين تعمل حالياً على تنفيذ مبادرات تتعلق بإدارة الطوارئ والأزمات، والتواصل والتوثيق، وتقييم الكوادر الدبلوماسية.
وأعلن عن إطلاق مبادرة “خطط الدول” والتي تسعى الوزارة من خلالها لتحديد المطلوب من الدولة المعنية، مشيراً إلى أنه بدأ تطبيق ذلك مع جمهورية ألمانيا ودولة أخرى آسيوية حيث تعطى مهلة 6 أشهر للسفر لتنفيذ المهام المطلوبة منها مع الدولة المعنية.
وقال إن 80 في المائة من سفارات الدولة في الخارج سيكون لها “خطة دولة” خلال العام المقبل، في حين كشف عن مشروع لتصنيف السفارات في الخارج لجهة الأكثر أهمية مشيراً إلى اعتماد 16 سفارة “سوبر إمباسي”، وفقاً لمعايير في العلاقات بين الدول.
ولفت إلى أن تلك السفارات سيكون لها صلاحيات ودعم أكبر إضافة إلى رفع ميزانيتها لتنفيذ المطلوب منها، مؤكداً سعي الوزارة لتعزيز الوجود في المحافل الدولية من خلال تشكيل فرق عمل لتنفيذ مهمات معينة.
ووفقاً للوزير قرقاش فإن لدولة الإمارات 77 بعثة دبلوماسية في الخارج مقابل 88 بعثة دبلوماسية موجودة في الإمارات مؤكداً أن الوزارة تسعى لزيادة بعثاتها الدبلوماسية وتعزيز دورها وكفاءتها للعب دور رئيس في معالجة كثير من القضايا. وقال إن خدمات البعثات الدبلوماسية تشتمل على معالجة قضايا المواطنين، وخدمات ثقافية، وتذاكر العودة، وإعادة أبناء المواطنين في الخارج، وإجلاء المواطنين في حالات الطوارئ والأزمات بالتعاون مع إدارة العمليات.
عدد اليوم
