الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميليشيات السامري

28 مايو 2016 22:31
السامري صنع عجلاً له خوار فتن به بني إسرائيل ليعبدوه بدلاً من رب موسى وهارون، ويبدو أن السامري موجود في كل وقت وزمان بل أصبح له أتباع ومريدون وأبواق، ليصنع لنا نماذج تتواكب مع كل عصر لتنسجم وتتفاعل مع أدواته، فالسامري في زماننا هذا اتخذ شكل طائر بدلاً من العجل، وحلق مع أتباعه في سماء بعض بلادنا العربية لينشروا بالونات ملونة مطرزة بحروف كبيرة رسمت عليها عناوين براقة تعمي الأبصار وتفتن القلوب، لعباً مفخخة استهدفت براءة الطفولة وطيبة البسطاء ولقيت هوى لدى عدد من النخبة والمثقفين والمنظرين (والنشطاء) الذين يملأون الدنيا صخباً وضجيجاً رغم قلتهم ويسكنون بعض الشاشات وتنشر مقالاتهم وأفكارهم في بعض من الجرائد والمجلات. وعلى الرغم من كل التداعيات المؤلمة والمرثيات لأوضاع إنسانية محزنة في بعض بلادنا العربية والتي تطل علينا كل يوم وعبر محطات الأخبار، يطل علينا أيضاً السامريون الجدد وميليشياتهم وكتائبهم وصنائعهم، وجوه كالحة ممن يسمون أنفسهم النخبة والمثقفين «والنشطاء» تبث الأكاذيب والسموم لنشر الفوضى في بعض من البلدان بثوبهم الجديد وبكل الألوان.. يتحينون بأوطانهم ويختبئون كالجرذان خلف شعاراتهم باسم الحرية وحقوق الإنسان، إنهم قوارض هذا الزمان، لا يتقنون شيئاً سوى كثرة الكلام بين شاك ومتذمر ومتبرم ومشكك، يظنون متوهمين أنهم صوت الحق وضمير الإنسان والكل يعلم أنهم طفيليات تقتات الدم الفاسد وتأكل السحت الحرام، وتبوأ بعضهم المناصب واشترى البعض كراسي السلطان فباعوا الأرض وشردوا بني الإنسان، أبواق للبيع وضمائر برسم الإيجار. غربان تنعق عبر الأثير ليس لها صدى ولا يفهم لغتها سوى بنو جنسها من الغربان، وجوه فقدت الحياء لأنها بلا كرامة، نفوس مضطربة تقتات على موائد الفوضى، لا يعرفون للانتماء معنى، ولا للوطن عنواناً.. وستكون نهايتهم كالسامري لا يمسهم ولا يقربهم أحد من بني الإنسان، منبوذين غارقين في أوحالهم حتى الأنوف والآذان. وسيعلو رغم أنوفهم وأنوف أسيادهم صوت الشرفاء من بني الإنسان، جيوش من البشر تزرع وتبني وتعمر الأرض لترتقي بالفكر والوجدان ليزرعوا الأمن في ربوعنا وليطمئن في عيشه الإنسان، وستعلو أصوات رسل الحق من الكتاب والمثقفين والمخلصين في أمتنا واضحة جلية كهدير الشلال لأنها صوت الصدق الذي يدخل قلوب البسطاء من غير طرق، وبدون استئذان. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©