الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطلب الصيني على الديزل يرفع أسعاره إلى مستويات قياسية

24 مايو 2008 00:36
مع حلول موسم سياقة السيارات الصيفي فإن الأعين عادة ما كانت تتركز على الجازولين إلا أن من المؤكد أن الديزل سوف يستأثر بمعظم الاهتمام في هذا العام· إذ شهدت أسعار الديزل ارتفاعات جديدة مدفوعة بتكريس المخزون في الصين قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية في أغسطس بالتزامن مع إمكانية الاحتياج إلى المزيد من الوقود أيضاً لدعم مجهودات إعادة البناء والتعمير في ولاية سيشوان التي ضربها الزلزال المدمر في الأسبوع الماضي· ولكن ارتفاع الأسعار يلقى دعماً أيضاً من نقص المخزون غير العادي في أوروبا· وباتت الولايات المتحدة ولأول مرة تلعب دوراً رئيسياً في تزويد السوق العالمية لأن الديزل الأميركي أصبح الآن مستساغاً ومطلوباً في بقية أنحاء العالم، وكذلك فإن الحاجة الكلية لهذا الوقود في مجال النقل والمواصلات والإسناد المطلوب لأعمال توليد الكهرباء باتت تعني أن اجزاءً متسعة من العالم أصبحت مرشحة لمواجهة المزيد من الضغوط التضخمية في الوقت الذي تتسبب فيه ارتفاعات أسعار الأغذية والطاقة أصلاً في إذكاء المخاوف· لذا فقد تلقت أسواق الخام إشارات تدل على الطلب القوي على الديزل وبشكل جعل المزيد من الدول تحرص على تأمين إمدادات إضافية من الوقود وبذلك لم يكن من المستغرب أن تصل أسعار الديزل بالتجزئة في المتوسط 4,3 دولار للجالون الأسبوع الماضي في أميركا بزيادة بنسبة 56 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما ارتفعت أسعار التجزئة للجازولين بنسبة 20 في المئة· وتماماً كما يحدث بالنسبة للعديد من السلع الأساسية والموارد الطبيعية فإن الصين أصبحت تلعب دوراً رئيسياً في ارتفاع أسعار الديزل العالمية· إذ استوردت الصين 520 ألف طن متري في العام الماضي حسب البيانات الرسمية الصينية، بل إن واردات الديزل الصينية في فترة الأشهر الأربعة الأولى من العام ازدادت إلى ثمانية أضعافها وبات من المقدر أن يرتفع حجم هذه الواردات إلى أكثر من ذلك بكثير في شهري مايو ويونيو في الوقت الذي تعمل فيه شركات النفط الحكومية على بناء وتكديس المزيد من المخزون قبيل انعقاد الألعاب الأوليمبية ولتفادي أي انقطاع للطاقة في شبكتها التي تفتقد إلى الكفاءة· وكما يقول مايك فيتزباتريك المحلل في مكتب أم اف جلوبال في نيويورك ''عمدت شركة بتروشاينا الذراع التجارية لمؤسسة البترول الوطنية التي تمتلكها الحكومة الصينية إلى شراء الديزل بكميات هائلة لشهر يونيو ولكنها أيضاً أوقفت صادرات الإنتاج النفطي من أجل مقابلة الطلب المحلي الذي تفاقم بفعل الزلزال وقدوم الألعاب الأوليمبية''· وإلى ذلك فقد ذكرت اندونيسيا أنها سوف تعمل على زيادة واردات الديزل بسبب مشاكل تتعلق بالمعروض المحلي، أما في أوروبا حيث يعمل جزء كبير من السيارات والآليات بالديزل فقد أدت أعمال الصيانة المزمعة والنقص غير المتوقع في الإنتاج والبرودة القاسية في أواخر موسم الشتاء إلى تراجع مخزون المواد البترولية المقطرة بشكل أدى إلى ارتفاع الأسعار واستيراد كميات اضافية منها من الولايات المتحدة الأميركية· ولطالما درجت أوروبا وبصورة تقليدية على استيراد معظم احتياجاتها من هذه المواد المقطرة من روسيا إلا أن الإجراءات واللوائح الصارمة على محتويات الكبريت جعلت من تلك المنتجات الأقل محتوى للكبريت والمستوردة من أميركا تحظى بجاذبية أكبر· ومن جهة أخرى فقد أصبحت أميركا الجنوبية تعتمد على الولايات المتحدة في توريد زيت التدفئة في هذا الشتاء في الوقت الذي باتت فيه القارة تبحث عن البدائل للإنتاج غير المستقر للغاز الطبيعي كماي شير أندرو ريد محلل سوق النفط في مؤسسة تحاليل أمن الطاقة للاستشارات التي تتخذ من مدينة ويك فيليد في ولاية ماشوسيتس مقراً لها، ''إذا ما نظرت إلى الولايات المتحدة الأميركية بصورة منعزلة تجد أن سوقها كان من المفترض أن يساوره الضعف ولكن بسبب ما يحدث في أوروبا وأميركا الجنوبية فقد أصبح هذا السوق مفعماً بالنشاط والحيوية ويمكن تلمس ذلك في الأسعار الأميركية نفسها''· نقلاً عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©