السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بصمة بيب» تصنع تاريخاً للإسبان والألمان وحلماً لـ«الأسود الثلاثة» !

«بصمة بيب» تصنع تاريخاً للإسبان والألمان وحلماً لـ«الأسود الثلاثة» !
27 مارس 2018 02:17
محمد حامد (دبي) حينما فاز منتخب إسبانيا بمونديال 2010، خرجت بعض الأصوات على استحياء لتتحدث عن بصمة بيب جوارديولا، المدير الفني للبارسا في هذا الوقت، في التتويج الإسباني بكأس العالم، لم ترتفع حدة الأصوات التي تؤكد على هذا الجانب احتراماً للمدير الفني فيثينتي دل بوسكي، والذي لا يمكن تجاهل دوره الرئيسي في منح الإسبان أول ألقاب المونديال، وفي 2014 كان الكبرياء الألماني حاضراً ليمنع الكثيرين من الاعتراف بأن «بصمة بيب» كانت حاضرة في التربع الألماني على عرش المونديال، بالنظر إلى تأثير عناصر البايرن على أداء المنتخب. وفي ظل ارتفاع موجة الآراء الحرة، وقوة الطرح في القضايا الكروية في السنوات الأخيرة بفضل تأثير السوشيال ميديا، والنقلة النوعية في الصحافة العالمية، فقد حظي جوارديولا باعتراف لا يقبل الشك بأنه كان حاضراً، بل مؤثراً بقوة في حصول منتخب «لافوريا روخا» الإسباني على مونديال 2010، بوجود 7 نجوم من البارسا، كما بصم بيب على حصد الألمان لمونديال 2014 بتأثير 7 نجوم من البايرن في صفوف المانشافت، وهذا الأمر لا ينتقص من تأثير دل بوسكي مع الإسبان، ويواكيم لوف في قيادة الألمان. «بصمة بيب» لا تقتصر على وجود عدد كبير من اللاعبين الذين يتولى تدريبهم في صفوف النادي الأكثر تأثيراً في المنتخب فحسب، بل إن فلسفته الكروية التي تعتمد على الاستحواذ، والسيطرة، والتعامل الهادئ مع مجريات أي مباراة تفرض نفسها على دوري المنتخب الذي يفوز بكأس العالم، وعلى كرة القدم في هذا البلد بشكل عام، أي أن الأمر يتجاوز التأثير الذي يشارك به نجوم الفريق الذي يتولى جوارديولا قيادته. 14 لاعباً تشبعوا بفلسفة جوارديولا فازوا بكأسي العالم 2010 و2014 مع إسبانيا وألمانيا، واللافت في الأمر أنهم جميعاً من العناصر الأساسية المؤثرة، فقد وضعوا بصمتهم على الأداء بداية من حراسة المرمى، والدفاع، مروراً بوسط الميدان بشقيه الدفاعي والهجومي، وصولاً إلى بصمة المهاجمين، فضلاً عن جماعية الأداء بين هؤلاء اللاعبين، والتناغم الكبير، والاستفادة القصوى من الكرات الثابتة، وغيرها من الجمل التكتيكية، وهو عمل مدرب النادي وليس المنتخب. وبعيداً عن التاريخ الذي أنصف جوارديولا «نسبياً» حتى الآن، وسوف ينصفه بصورة مباشرة في المستقبل، فإن ملامح «البصمة الثالثة» تتشكل الآن، حيث يسعى منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي لتحقيق المفاجأة بالمنافسة على لقب مونديال روسيا 2018، صحيح أن الترشيحات لا تضع الإنجليز في الصدارة، فهناك منتخبات مثل ألمانيا والبرازيل وإسبانيا والأرجنتين وكذلك فرنسا تسبق إنجلترا في الترشيحات للفوز باللقب، إلا أن سقف الطموح الإنجليزي يرتفع إلى حدود لم يعرفها منذ مونديال 1966 الذي ظفر به المنتخب الإنجليزي. المتتبع لأداء «الأسود الثلاثة» في الفترات الأخيرة، سوف يجد أن هناك تغيرات كبيرة، على رأسها القدرة على كثرة التمرير، والسيطرة على الكرة بصورة لم يكن لها وجود في السابق، فقد كان الإنجليز يعترفون دائماً أنهم لا يمكنهم تمرير الكرة بطريقة صحيحة وإيجابية لأكثر من 4 أو 5 مرات، وخاصة في المباريات الكبيرة التي تشهد ضغطاً من الفريق المنافس، إلا أن الجيل الحالي يملك عناصر لديها الموهبة والمهارة، وهو ما لم يتوفر في كثير من الأجيال السابقة، وظهر المنتخب الإنجليزي بصورة مقنعة أمام هولندا في المباراة الودية الدولية التي أقيمت الجمعة في أمستردام، وانتهت انجليزية بهدف نظيف، وسط أداء متوازن دفاعاً وهجوماً. ويبدو أن بصمة جوارديولا في البريميرليج بشكل عام، جعلت اللاعبين أكثر ثقة في تبادل الكرة والتمرير وإظهار المهارات والسعي للسيطرة على الملعب، وهو تأثير يمكن ملاحظته على غالبية اللاعبين وليس عناصر مان سيتي في المنتخب فحسب، وسبق لجورجيو كيليني نجم اليوفي ومنتخب إيطاليا أن أطلق تصريحاً يحمل اعترافاً لم يسبق له مثيل بتأثير جوارديولا على الكرة العالمية، حيث قال إن المدرسة الدفاعية الإيطالية تتأثر سلباً بفلسفة جوارديولا التي يقلدها الجميع، حيث يتطلع اللاعب المدافع إلى التمرير والسيطرة على الكرة، وهو ما يجعل اللاعبين أصحاب المهارات المحدودة يرتكبون الكثير من الأخطاء. بالعودة إلى التأثير الذي أحدثه جوارديولا في صفوف المنتخب الإنجليزي، فقد نجح في تقديم 4 عناصر منهم ثلاثي يشارك في التشكيلة الأساسية، وهم كايل ووكر المدافع الأيمن الذي تطور كثيراً، وأصبح واحداً من أفضل اللاعبين في مركزه، قياساً بالتوازن الذي يؤدي به، والمزج بين المهام الدفاعية والجانب الهجومي، وشارك ووكر في 44 مباراة مع سيتي حتى الآن، وهو أحد أهم نجوم المنتخب الإنجليزي في الوقت الراهن. وإلى جوار ووكر هناك جون ستونز، والذي تحول على يد جوارديولا إلى أفضل قلب دفاع في البريميرليج في بعض فترات الموسم، إلا أن الإصابات منعته من الاستمرار على تألقه، ولكنه عاد أكثر بريقاً، وما يميز ستونز أنه أصبح أكثر ثقة بفضل جوارديولا، فهو يبلغ 23 عاماً، ولكنه يؤدي بعقلية اللاعب الخبير، ويملك في رصيده 23 مباراة دولية، وهو رقم جيد بالنظر إلى أنه لم يتجاوز 23 عاماً، وظهر ستونز مع ووكر بصورة جيدة في المباراة الودية الدولية الأخيرة أمام هولندا. أما العنصر الذي يتوقع له الجميع أن يكون الأكثر تأثيراً في صفوف الإنجليز، فهو رحيم سترلينج، فقد تألق النجم الإنجليزي بشدة تحت قيادة جوارديولا، وبلغ رصيده من الأهداف الموسم الحالي 20 هدفاً، وشارك في 37 مباراة، واكتسب ثقة لم يعرفها من قبل، مما يؤشر إلى أنه سيكون أحد أهم اللاعبين في تشكيلة منتخب «الأسود الثلاثة» في مونديال روسيا 2018. ومع الثلاثي المذكور ووكر وستونز وسترلينج، هناك لاعب رابع من صفوف سيتي يحلم بأن يجد له مكاناً على متن الطائرة المتجهة إلى روسيا، وهو فابيان ديلف، وعلى أي حال لن يكون من السهل أن يبصم جوارديولا للمرة الثالثة على التوالي على اللقب المونديالي، فالمنتخب الإسباني في 2010 والألماني في 2014 أقوى كثيراً من المنتخب الإنجليزي بتشكيلته الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©