السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعار الأولمبياد الشتوية... سجال روسي

8 مارس 2011 21:02
إن الخلاف الذي يسود الحوار العام الروسي هذه الأيام ليس سياسياً، إنما يدور حول اختيار الشعار المناسب لأولمبياد "سوشي" الشتوية المقبلة في عام 2014. ففي موسكو تنتشر الاتهامات المتعلقة بالتزوير وانعدام الحرفية في تنظيم الأولمبياد وإدارتها...إلى آخره. بل إن هناك من أشار إلى احتمال اختيار تصميم الشعار المرشح للأولمبياد الشتوية على نحو يضمن ضمان فوز التصميم الذي يؤيده رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وعلى أية حال، فليست أولمبياد سوشي الشتوية بحاجة إلى مزيد من هذه الخلافات والأجواء المتوترة، لأنها تواجه سلفاً اتهامات ومزاعم تتعلق بعدم مبالاتها -الأولمبياد- بالعوامل البيئية، وممارسات الفساد، إضافةً إلى ما تتهم به من دور في تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة شمال القوقاز. ففي أول استفتاء شعبي مفتوح من نوعه في تاريخ روسيا، بهدف اختيار الشعار المناسب لأولمبياد 2014 الشتوية، صوّت نحو 1.4 مليون روسي عبر الهاتف، والرسائل النصية القصيرة التي تبث عبر الهواتف النقالة، وكذلك البريد الإلكتروني، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وفي يوم الاثنين أعلنت اللجنة الأولمبية عن الفائز الأول بالاستفتاء الشعبي، وهو تصميم حمل صورة فهد ناعم الفرو، ذي عينين واسعتين، قيل إن بوتين وصفه في تصريح عام له بأنه "اختياره الرمزي" للأولمبياد الشتوية المقبلة. كما قررت اللجنة الأولمبية أن يكون الأرنب والدب القطبي -وكلاهما كان ضمن المرشحين المتنافسين على الفوز بلقب جالب الحظ- رمزين مساعدين للفهد، لكونهما يرمزان إلى الوضعيتين البرونزية والفضية في الملعب الأولمبي. وعلى حد قول رئيس اللجنة الأولمبية، ديميتري شيرنيشنكو، فسوف تكون هذه الشخصيات الثلاث الفائزة، رمزاً وطنياً للأولمبياد الشتوية. وأضاف قائلاً في تصريح له: لقد تم اختيار هذه الرموز الأولمبية من قبل الشعب الروسي كافة، وهي ستبقى رمزاً في تاريخ الحركة الأولمبية. يذكر أن الرموز الأولمبية هذه، قد تم اختيارها من بين قائمة شملت 11 مرشحاً بتصاميم مختلفة اقتبست مما يزيد على 24 ألف فكرة لتصميم الشعار المناسب للأولمبياد الشتوية، قدمها الجمهور خلال العام الماضي. وقد انطلقت حملة التصويت على اختيار الرمز الأولمبي المناسب، عبر سباق تلفزيوني استضافه رئيس "القناة الأولى" الحكومية، كونستانتين إيرنست. غير أن شكوك بعض المشاهدين قد ثارت مباشرة بسبب الاختفاء المفاجئ لسانتا كلوس الروسي -وهو شخصية شعبية محببة- من قائمة المرشحين المتنافسين، بسبب ما وصفه منظمو اللجنة الأولمبية بأنه مسألة "حقوق طبع"! وعقب الإعلان عن فوز الرموز الثلاثة المرشحة لتصميم الشعار الأولمبي -الفهد والدب القطبي والأرنب-، اتسع نطاق الجدل والخلاف في أوساط الجمهور الروسي. فمن جانبه قال فلاديمير زيرونوفسكي -نائب رئيس الدوما، وهو ذو نزعة وطنية متطرفة- إن الشعارات الثلاثة الفائزة لا قيمة لها. فالأرنب يعرف بالجبن، بينما يتسم الدب القطبي بكونه أغبى الحيوانات، في حين التصقت صفة الشر والعدوان بالفهد. من جانب آخر، زعم فيكتور شيزيكوف الذي صمم أحد أشهر الشعارات الجالبة للحظ، ظهرت عليه صورة الدبة "ميشا" التي رمزت لأولمبياد موسكو لعام 1980 خلال العهد السوفييتي، أن فكرته قد جرى "تدويرها" حتى ينتج عنها الشعار الأخير الذي حمل صورة الدب القطبي، الذي فاز بالمركز الثاني من المسابقة. وعلى حد قوله خلال لقاء أجرته معه إذاعة "إيكو موسكوفي" المستقلة، فإن كل شيء في هذا الدب يشبه تصميم الصورة التي اخترتها لشعاري: العينان، والأذن والفم، بل حتى الابتسامة نفسها، على الرغم من أن كل شيء قد تم تحريفه وتشويهه. وأضاف قائلاً في حديثه الإذاعي: "أكره جداً أن تسرق أفكار الناس، فذلك سلوك مؤلم للمؤلفين وأصحاب الأفكار الحقيقية". وهناك من رأى في هذا الخلاف جنوناً لا مبرر له. من بين هؤلاء، فاسيلي تسيجانكوف -رئيس قسم التصميم الإيضاحي بمعهد التصميم الوطني في موسكو- الذي رأى أن خلافاً لا معنى له قد نشأ في شأن مسألة لا تحتمل كل هذا الجدل الشعبي العام حولها. ووصف الرموز الثلاثة الفائزة في مسابقة تصميم الشعار الأولمبي، بأنها من صنع هواة محدودي الموهبة، ولا يجيدون فن الرسم. والأسوأ من ذلك أن اختيار الشعارات الفائزة نفسها تم من قبل أفراد لا يمكن وصفهم بالاحتراف مطلقاً. ويبدو كأن الفنانين المدربين المحترفين لم يكونوا طرفاً في المسابقة التي نظمت لتصميم الشعار. وهناك من المعلقين من اعتقد أن فوز رمز الفهد -الذي كان متخلفاً عن غيره من الرموز المرشحة المتنافسة في استطلاعات الرأي العام التي سبقت التصويت- ربما يكون له صلة بتأييد رئيس الوزراء بوتين العلني له. وقال المعلقون إن فوز شعار الفهد، ربما يكون قد هندسه بوتين بذات الطريقة التي هندس بها فوز خلفه في المنصب الرئاسي، دميتري ميدفيديف، وكذلك فوز قادة الكرملين قبل ثلاث سنوات. ومهما يكن، فلا شيء أطرف في هذا الحوار العام من إشارة الكثيرين إلى احتمال فوز شعار الدب القطبي بالمرتبة الثانية في هذه المناسبة، بتأييد الرئيس الروسي، لأن التسمية الروسية للدب القطبي هي medved! وفي اجتماع حكومي عقد للنظر في اعتماد تصميم جديد لبطاقة الهوية الوطنية، أعرب ميدفيديف عن أمله في أن تكون عملية اختيار تصميم جديد للبطاقة أفضل مما صحب اختيار الشعار الأولمبي من جدل وحوار. كما أمر ميدفيديف بفتح تحقيق فيما يعتقد أنه فساد في اختيار الشعار الذي يؤيده بوتين لأولمبياد سوشي الشتوية المقبلة. فريد فاير - موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©