الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفارقة ضحايا في ليبيا

8 مارس 2011 21:03
فيما تقترب ليبيا إلى ما يشبه الحرب الأهلية يواجه العمال المهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء تهديدات متزايدة بسبب العنف المستشري، لا سيما في ظل التقارير التي تؤكد مشاركة قوات مرتزقة من أفريقيا مع نظام القذافي في قمع الثوار وتثبيت حكمه الذي دام أكثر من أربعين عاماً. وخلافاً للعمال من بلدان غربية، أو من دول مثل تركيا والصين وكوريا الجنوبية التي عملت على إجلاء مواطنيها، ظل العمال الأفارقة الذين يشكلون شريحة مهمة من إجمالي العمالة في ليبيا المقدر عددها بحوالي 5.2 مليون عامل دون مساعدة وتركوا لتدبر مصيرهم لوحدهم، فالعديدون منهم لا يتوفرون على ما يكفي من المال للرجوع إلى بلدانهم، كما أن أغلبهم خائفون حتى من المحاولة تحسباً من تعرضهم للأذى، أو قتلهم من قبل الثوار الذين يرون في كل أفريقي مرتزقاً يعمل لصالح النظام. وفي حين يُرجع بعض الخبراء مشاعر العداء التي يواجهها العمال الأفارقة في ليبيا إلى النظرة العنصرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم العربي ضد السود الأفارقة يرى البعض الآخر أن استمالة القذافي طيلة السنوات السابقة لسكان الجنوب الليبي ذوي البشرة السمراء لشراء ولائهم من خلال شبكة ريعية على حساب باقي سكان البلاد ساهمت في تأجيج المشاعر السلبية تجاه الأفارقة العاملين في ليبيا. وعن هذا الموضوع يقول "نعيم جينة"، المدير التنفيذي للمركز الأفريقي والشرق الأوسطي بجنوب أفريقيا قائلا: "أعتقد أن هناك مستويات من العنصرية داخل المجتمع الليبي ذاته تدعو للقلق، فحراس القذافي ينحدرون من جنوب البلاد، لأن الزعيم يثق فيهم أكثر من سكان الشمال لأسباب قبلية وأخرى متعلقة بالولاء لنظامه". وفي السياق نفسه، يعتقد "إسكا سوار"، الباحث البارز في معهد الدراسات الأمنية بجنوب أفريقيا أن التذمر الشعبي في ليبيا حيال ذوي البشرة السمراء مرده إلى حسابات القذافي القبلية وتفضيله للجنوب على الشمال. وهناك قناعة لدى سكان المناطق الشرقية المنتفضين ضد القذافي أنه لا يمكن لسكان ليبيين آخرين أن يوالوا القذافي وأن كل من يفعل ذلك لا بد أنه أجنبي وتحديداً من أفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما يعبر عنه قائلا ً:"يبدو أن الفكرة راسخة لدى العديد من الليبيين بأن كل من يناصر القذافي ينحدر من أفريقيا جنوب الصحراء". وفي خضم العنف والاضطرابات التي تجتاح ليبيا، حاولت العديد من الدول الأفريقية التسريع في عودة مواطنيها، لا سيما غانا التي عجلت بترحيل حوال 500 مواطن من أصل عشرة آلاف آخرين مازالوا في ليبيا. لكن العائدين إلى أرض الوطن حملوا معهم قصصاً مرعبة عن عمليات نهب واعتداء تعرضوا لها فوق الأراضي الليبية. ومن هؤلاء الرعايا الغانيين الذين رجعوا إلى بلادهم، إبراهيم زكريا، الذي يقول عن تجربته: "لم نكن نستطيع النوم بعد اندلاع الأحداث، وكنا ننام بأحذيتنا لأن أي شيء ممكن أن يحدث وعلينا البقاء دائماً مستعدين للنفاد بجلدنا". وكان زكريا قد أمضى عامين يعمل في بنغازي قبل اندلاع التمرد خلال الشهر الفائت، حيث عمل مع شركة للإنشاءات وكان يتقاضى أجرا مضاعفا ثلاث مرات مقارنة، بما كان يحصل عليه في بلاده، لكن ما أن انفلت الوضع في بنغازي وسيطر الثوار على المدينة حتى وجد العمال ومن بينهم زكريا أنفسهم عالقين في سكن الشركة وما هي إلى فترة قصيرة حتى اقتحم عليهم بعض المنتفضين أماكنهم وسلبوهم أموالهم. لكنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العمال الأفارقة العنف في ليبيا، فقد سبق للكونفدرالية الدولية لاتحادات التجارة الحرة في بروكسل أن أدانت الهجمات التي تعرض لها العمال المهاجرون في ليبيا من قبل شبان ليبيين في شرق البلاد بعدما أمرت الحكومة بملاحقة العمالة غير الشرعية. وقد ذكرت الكونفدرالية في بيان لها صدر في عام 2000 أن تلك الاعتداءات "غذتها اتهامات وُجهت للعمال الأفارقة بأنهم متورطون في تهريب المخدرات والمتاجرة في المواد الكحولية". كلير ماكدوجال - غانا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سيانس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©