رايس تهدد إيران بالمزيد من العقوبات الأميركية

هددت الولايات المتحدة إيران بالمزيد من العقوبات الاميركية، في الوقت الذي اعلنت فيه طهران استعدادها للتفاوض حول برنامجها النووي ''في اطار محدود'' بينما اعلن الاتحاد الاوروبي انه ينتظر رد إيران على الحوافز الأوروبية الأخيرة قبل أن يمضي قدما في فرض عقوبات على أكبر المصارف الإيرانية· وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد قالت إن الولايات المتحدة ستفرض ''بنشاط'' مزيدا من العقوبات على إيران مادامت ترفض التخلي عن انشطة نووية حساسة وتستخدم النظام المالي العالمي في ''الإرهاب''· وخلال رحلة الى كاليفورنيا أمس الاول مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قالت رايس إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تقيم ''كل يوم'' مسألة فرض مزيد من العقوبات على إيران· واضافت ''يجب ألا تكون إيران في وضع يسمح لها باستخدام النظام المصرفي لتحويل أرباح تحققت من الارهاب أو الانتشار (النووي)·'' يذكر أن مجلس الأمن الدولي فرض ثلاث جولات من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي وصنفت الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني كداعم للإرهاب· وفرضت واشنطن ايضا عقوبات على اكثر من 20 من الافراد والشركات والبنوك الايرانية اضافة الى وزارة الدفاع على أمل زيادة الضغط على طهران لوقف تخصيب اليورانيوم وتقييد ما ترى واشنطن انه انشطة إرهابية· وقالت رايس ''نواصل تقييمها (إيران) كل يوم تقريبا· انا وهانك بولسون (وزير الخزانة) على اتصال وثيق في هذا الشأن·· هذا ليس شيئا نفعله كعملية سياسية· انه شيء نفعله لان النظام المالي العالمي يجب ان يحافظ على سلامته·'' من جهتها كشفت إيران عن رزمة مقترحاتها للأسرة الدولية بعدد من المجالات بعد أن سلمتها لعدد من المؤسسات الدولية ووزراء خارجية دول مختلفة· واقترحت إيران في المجال النووي تشكيل كونستريوم دولي من أجل إجراء انشطة التخصيب وانتاج الوقود النووي في جميع انحاء العالم ومن ضمنها إيران · أما في مجال السلاح النووي فان رزمة المقترحات تدعو الى تشكيل لجنة دولية مهمتها الاشراف على نزع السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل من خلال زيادة عمليات الرقابة التي تمارسها الوكالة الدولية للطاقة النووية· واقترحت إيران مشاركتها في اللجان الرقابية المختلفة باعتبارها من أعضاء الوكالة الدولية للطاقة النووية وموقعة على معاهدة الحظر النووي· ودعت المقترحات الى تفعيل الاجراءات الفنية الرامية لحصول مختلف دول العالم على الطاقة النووية المستخدمة للاغراض السلمية · وفي المجال السياسي والامني اقترحت طهران الدخول في مفاوضات للمساهمة في تعزيز الامن والسلام العادل من خلال تعميق مفاهيم الديمقراطية في المناطق المتأزمة في العالم وتحديدا الشرق الاوسط والبلقان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية · وطرحت ايران جملة من المقترحات في مجال مكافحة الارهاب والمخدرات والهجرة غير القانونية والجريمة المنظمة وفي المجال الاقتصادي والتجارة والاستثمار· وأعربت طهران بناء على هذه المقترحات عن استعدادها لفتح باب الحوار الجاد والهادف من أجل التوصل الى نتائج ملموسة في اطار الرزمة المقترحة· وجاءت المقترحات الإيرانية في رسالة وجهها وزير الخارجية منوشهر متكي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ونشرتها طهران كاملة بالأمس· في بروكسل قال دبلوماسيون أمس إن الاتحاد الاوروبي يجهز عقوبات على أكبر بنوك ايران لكنه سينتظر ليرى كيف سترد طهران على عرض جديد للدول الكبرى بشأن برنامجها النووي قبل أن يتحرك· وقال دبلوماسي أوروبي إن الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة يتخذ الاستعدادات القانونية والفنية لتجميد أصول وأموال بنك ملي الايراني المملوك للدولة· وطالبت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة باتخاذ هذه الخطوة لزيادة الضغوط على ايران لتوقف تخصيب اليورانيوم· لكن مصدرا في رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها حاليا سلوفينيا قال إن بروكسل تريد أولا أن ترى رد طهران على مجموعة معدلة من الحوافز السياسية والاقتصادية سيعرضها على ايران قريبا خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي قبل ان يوافق الوزراء على العقوبات·