في ظل «التكتم» الشديد الذي يغلف مهمة الرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، وبروز مؤشرات توحي بتعثّر ولادة الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، سجلت حركة موفدين دوليين الى بيروت غير مسبوقة تتصل بشكل او بآخر في موضوع الحكومة. وفيما يواصل الرئيس الحريري مساعيه الحثيثة لتذليل العقبات التي تعترض التشكيل، ويسرب عبر زواره ومساعديه بأنه ثابت وصامد في موقعه ومصمم على النجاح في النهاية، كانت الوفود البرلمانية الإيطالية والبريطانية والألمانية والفرنسية تتقاطر الى المقار الرسمية والحكومية اللبنانية، للاطلاع على تفاصيل التفاصيل المستترة في عملية تأليف الحكومة.
واللافت أن الوجود الأجنبي انفتح ولأول مرة على «حزب الله» في إشارة إلى تراجع الضغوط الأوروبية لاحتسابه ضمن المنظمات «الإرهابية» والسعي الدؤوب إلى تصنيفه تنظيماً سياسياً له اثره في الحياة اللبنانية. وبعد أن عبر الوفد البرلماني البريطاني الذي يضم نواباً من حزبي العمل والمحافظين للمسؤولين اللبنانيين عن دعم بلادهم للمساعي الآيلة الى تشكيل حكومة وطنية لبنانية، أمل الوفد الإيطالي على لسان رئيسه، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان ستيفانو ستيفاني في تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة في اسرع وقت. وأبدى الوفد الإيطالي الذي التقى الرؤساء الثلاثة ورئيس حكومة تصريف الاعمال والرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع، والنائب العماد ميشال عون ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة – حزب الله» النائب محمد رعد (في مقر البرلمان) سروره لرؤية لبنان مزدهراً بالحياة كما في عصره الذهبي. وعلمت «الاتحاد» من مصادر واكبت لقاء الوفد الايطالي مع النائب رعد بأن الجانب الايطالي سعى خلال اللقاء الى فصل السياسة عن المقاومة ولكنه لم ينجح في الحصول على مآربه، خصوصاً وان رعد اكد للوفد مطامع اسرائيل في ارض ومياه لبنان. واشار الى ان تهديدات قادتها اليومية واعتداءاتها المتواصلة خير دليل على ذلك. ولفت الى ان المقاومة هي السبيل الوحيد والفعال في كبح جماح العدو ومنعه عن التمادي في عدوانه ضد لبنان. وأكدت المصادر المتابعة لحركة الموفدين الدوليين الى بيروت لـ«الاتحاد» بأن هناك تشابهاً بين مطالب الوفود الاوروبية من «حزب الله» وان التركيز هدف الى اقناع الحزب التخلي عن المقاومة التزاماً بالقرار 1701 وحصر حق امتلاك السلاح بيد القوى العسكرية اللبنانية. ولفتت المصادر الى ان موضوع الحكومة كان حاضراً في جميع لقاءات الموفدين وهو سيتابعه اليوم الجمعة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي سيلتقي الرؤساء الثلاثة وقيادات قوى 14 و8 مارس، وسيعقد لقاءً مع النائب رعد في مقر البرلمان رغم كونه استبق هذا المحادثات بنفي ان تكون بلاده ترغب في التدخل في تشكيل الحكومة، وحصر مهمته بالاطلاع على حركة التأليف فقط. وابلغ قطب بارز في فريق 14 مارس «الاتحاد» بأن الرئيس الحريري يسعى لتشكيل حكومة شراكة من دون التعطيل، واصفاً ما يطالب به النائب عون بأن يأخذ 7 وزراء بـ»الشرط التعجيزي» ووافقه في وصفه الدكتور جعجع والرئيس الجميل. وفي الجانب الآخر المعارض، رد قطب بارز في فريق 8 مارس على سؤال لـ»الاتحاد» بشأن الهجوم الأكثري المنظم على مطالب عون . وقال: «ان الاتصالات مستمرة مع الرئيس المكلف، والمعارضة تريد التمثيل النسبي وتعتبره الصيغة الامثل لحكومة الوحدة الوطنية، نافياً ان تكون هذه المطالب تعجيزية». وكان موقف عون محور لقاء عاجل بين امين عام «حزب الله» حسن نصرالله ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل موفداً من عون. وأكدت مصادر شاركت في لقاء نصرالله – باسيل، أكدت لـ«الاتحاد» بأن الاتفاق بين الرجلين كان تاماً حول ضرورة حصول المعارضة على حصتها كاملة في الحكومة واعتماد النسبية في التمثيل. وأوضحت المصادر نفسها لـ«الاتحاد» بأن اتصالات مكثفة بدأت بين أركان المعارضة لعقد اجتماع عاجل يصار خلاله الى تثبيت مطالب المعارضة. وقالت: «إن المعارضة مجتمعة بكافة أركانها لا تضع اي شرط او عرقلة في وجه الرئيس المكلف وتعتبر بأنها لم تصل بعد الى مرحلة عرض الحريري لصيغ حكومية جاهزة».
إسرائيل تعيد لبنانياً مختل العقل فر إلى أراضيها
بيروت (الاتحاد) - فيما يواصل القضاء اللبناني تحقيقاته مع الموقوفين المتهمين بالتعامل مع الموساد الإسرائيلي، أفرجت القوات الإسرائيلية عن المواطن اللبناني ياسين عبد اللطيف ياسين الذي كان فر اول من امس إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر نقطة العباد الحدودية في القطاع الأوسط، بعدما تبين انه مختل عقلياً. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني ان مديرية المخابرات تسلمت فجراً المواطن المذكور من قوات الطوارئ الدولية عند معبر الناقورة، وباشرت التحقيق معه لكشف ملابسات وأسباب انتقاله إلى الأراضي المحتلة.
الي ذلك أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن القرار 1701 هو قيد التطبيق من الجانب اللبناني، لكنه يتعرض لخروقات إسرائيلية من خلال استمرار احتلال الأراضي وزرع شبكات التجسس في لبنان، مشيداً بدور الجيش اللبناني في حماية الحدود وكشف شبكات التجسس ومحاربة الإرهاب.من جهته، شدد قائد قوات الطوارئ المعززة الدولية في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو أن «يونيفل» مستمرة في العمل من اجل السلام ضمن القرار 1701 وفي مساعدة الجيش والشعب اللبناني. واعلن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي ان موضوع شبكات التجسس ما زال مفتوحاً وان الموضوع سيتطور في الأيام القليلة المقبلة على اكثر من احتمال، وقال: «نحن مصممون على مواصلة العمل حتى استكمال المهمة المتمثلة في تطهير الساحة اللبنانية من العملاء»
عدد اليوم
