السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الألعاب الفردية تحتاج إلى بطاقة سالك

الألعاب الفردية تحتاج إلى بطاقة سالك
24 مايو 2008 01:47
هو ملف شائك لكن من يريد صالح الرياضة الإماراتية عليه أن يفتحه وأن يقرأه وأن يدلي فيه بدلوه·· صعب أن نتكلم عن سلبياتنا لكن الواقع يقول إن هذا هو ما نحتاجه، نحتاج إلى المكاشفة وإلى الوقوف في مواجهة الذات لنعرف أين نحن وماذا نريد، وبعد مسيرة حافلة وطويلة لابد وأن نسأل الآن: أين نقف، وماذا قدمنا، وما هو واقعنا، وكيف السبيل إلى الحفاظ على ما حققناه وإضافة المزيد؟ الآن علينا أن ننظر إلى المسافة التي قطعناها، والأخرى التي أمامنا، ونوازن ونقارن، لنخوض المسافة الباقية بروح جديدة وفكر جديد، فالباقي من الطريق مختلف وآليات القادم ليست كما سبقها· جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' التي شهدها ملتقى الهوية كانت بمثابة مصباح كشف لنا الطريق، وهل هو وعر مليء بـ''المطبات'' التي تعوق المسيرة، أم أنه سهل وسيمضي بنا إلى حيث نريد·· والآن نحن نساهم ·· نتحاور·· نشرّح واقعنا الرياضي في سلسلة نأمل أن تحقق الهدف·· وهل لنا من هدف إلا الإنجازات؟· هل نحن بحاجة إلى القول من جديد إن الألعاب الفردية تعاني من سطوة وهيمنة الكرة، وهل نحن بحاجة إلى القول إن الألعاب الفردية هي مناجم الذهب، وهي الطريق ''السالك'' إلى منصات التتويج بكل أنواعها، دولية كانت أو عالمية أو أولمبية؟ يبدو أننا بحاجة إلى أن نعيد ما قلناه وأن نطرح معادلات هي بمثابة الأبجديات في دنيا الرياضة، طالما أن الواقع خلاف ذلك، وطالما أن التساؤل يبقى كما هو رغم أن الإجابة دوما تكون بنعم، وطالما أن المناجم مغلقة ولازالت بحاجة إلى من ينقب عن كنوزها· وواقع الألعاب الفردية هو أحد التحديات الواجب علينا أن نخوضها بشجاعة، ولم يعد الأمر بحاجة إلى مسكنات أو حلول مرحلية، وإنما هو بحاجة إلى حلول جذرية، خاصة أن التاريخ يؤكد أن أعظم إنجازاتنا كانت في لعبة فردية يوم حصل الشيخ أحمد بن حشر على ذهبية الرماية في أولمبياد أثينا، فقد كانت نقطة فاصلة لم نستثمرها جيدا رغم روعة الذهب وحلاوة طعمه، ورغم شلالات الفرح التي عمت البلاد بعد ذهبية ابن حشر، وهي فرحة من الممكن أن تكون ''دوم''، لو أننا سلكنا طريق اللعبات الفردية بخطى مدروسة تضعها على قدم وساق مع ''المجنونة'' الكرة· وكان إبراهيم عبد الملك أمين عام اللجنة الأولمبية وأمين عام الهيئة العامة للشباب قد اعترف في جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' بملتقى الهوية الوطنية بأن واقع اللعبات الفردية دون الطموح، وأنها بحاجة إلى دفعة على الطريق الصحيح لتحقق المأمول· ويرى إبراهيم عبدالملك أن الحل بات في الاحتراف وخصخصة الأندية، حيث ستتفرغ الهيئة بعد ذلك لباقي الاتحادات من أجل أن توليها ما تستحق من رعاية بعد أن يرفع عن كاهلها أكثر من نصف المهمة· وواقع اللعبات الفردية يمكن الوقوف على واقعه باختصار من خلال مراجعة الميزانية الخاصة بهيئة الشباب وما يخص الألعاب الفردية كافة والجماعية أيضا، وما يخص اتحاد الكرة وحده، حيث تحصل الهيئة على 110 ملايين درهم للصرف منها على كل شيء ودعم الاتحادات، فيما يحصل اتحاد الكرة وحده على 60 مليون درهم من خارج هذه الميزانية، أي أكثر من نصف المرصود لجميع الاتحادات الرياضية، وهذا بالطبع بخلاف ما تنفقه الأندية نفسها على كرة القدم، فمن الممكن أن يكون سعر خمسة أو ستة لاعبين في ناد أو اثنين هو إجمالي ما تحصل عليه كل اتحادات الألعاب الفردية والجماعية أيضا· ولعل من أكبر مظاهر التخلي عن الألعاب الفردية أننا لانوليها ما تستحقه من دعم أو رعاية، أن ألعاب القوى المعروفة بـ''أم الألعاب'' والتي تعول عليها دول العالم أجمع في الحصول على الميداليات يحصل اتحادها لدينا على ما لا يزيد عن مليون درهم، بينما يحتاج إعداد بطل دولي في سباقات 400 متر للحصول على ميدالية أولمبية إلى قرابة 10 ملايين درهم ·· باختصار كل ميزانية الاتحاد تمثل 1 من 10 من تكلفة إعداد لاعب واحد ليصبح مؤهلا لتحقيق إنجاز عالمي· وما دمنا في عام الهوية، وما دامت الرياضة من سبل تعزيزها وتأصيلها، فلا سبيل دون فتح الملف، لنتعرف على طبيعة المشكلة، وكيف يرى المنتمون للعبات الفردية واقعهم، وماذا يريدون· نحتاج إلى قرارات جريئة من داخل الأندية والاتحادات تباينت الآراء، لكن كان الإجماع على الحاجة إلى قرارات جريئة تساوي اللعبات الفردية بالكرة في الاهتمام، وإن لزم الأمر تنحاز لصالح اللعبات الفردية طالما أن الأمل معقود بها في تحقيق إنجازات عالمية· يرى إبراهيم خالد مدير اتحاد المبارزة أن معاناة الألعاب الفردية ليست خافية على أحد، سواء من ناحية الدعم المادي المتواضع أو عدم تبنيها بشكل كامل، مطالبا بدعم المجالس الرياضية على وجه الخصوص لهذه اللعبات وتبني خطة نشرها وإنشاء مراكز لها· وقال عبدالله الغيلاني أمين السر المساعد لنادي بني ياس أن الكرة ذات طبيعة عالمية أكسبتها شهرتها وشعبيتها الطاغية، ولكن في الدول المتقدمة أيضا لاينسون اللعبات الفردية التي تمنحهم الذهب والميداليات في البطولات العالمية والأولمبية، مشيرا إلى أن هناك بوادر للتفوق على صعيد اللعبات الفردية سواء خليجيا أو عربيا، لكنها بحاجة إلى التعزيز، والتركيز على هذه اللعبات باعتبارها المفتاح السحري لمناجم الذهب والميداليات· أما أحمد الغيث مدير نادي النصر فيؤكد أن نظرة القيادات بالنسبة للألعاب الفردية بحاجة إلى ترجمة، فهناك إيمان بأهميتها وفاعليتها· وأضاف أن الجميع يعيشون في جلباب الكرة، وفي دبي ربما هناك 3 أندية فقط هي التي تولي اهتماما باللعبات الفردية وبها حوالي 4 صالات لخدمتها، والبنية التحتية للعديد من اللعبات غير موجودة، هذا غير المناطق المحرومة سواء في الإمارات الشمالية أو غيرها، رغم أنها غنية بالمواهب التي تصلح لتكون قاعدة للأبطال· وأشار إلى أن هيئة الشباب والمجالس الرياضية يجب أن يأخذوا زمام المبادرة نحو تصحيح الواقع، وهم في طريقهم إلى ذلك بالفعل· سالم الرميثي:سنتخلص من سطوة الكرة شيئاً فشيئاً أكد سالم الرميثي مدير نادي أبوظبي للرياضات البحرية أن اللعبات الفردية هي بحق مناجم ذهب يمكن استثمارها في أكثر من وجه، مدللا بتجربة النادي الذي استطاع أن يجذب الآلاف إلى أنشطته وأن يكون واجهة رياضية مهمة للعاصمة يصدر اسمها إلى العالم، مؤكدا أن آخر مهرجان للنادي والذي واكب احتفالات الدولة بعيد الاتحاد كان عنوانا لما يجب أن تكون عليه الرياضة من ناحية ارتباطها بالمجتمع وكان أحد ثمار الاستراتيجية الجديدة للنادي والتي جاءت مواكبة للاستراتيجية العامة لإمارة أبوظبي من خلال التنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي وهيئة أبوظبي للسياحة، ومن أجل أن تساهم الرياضة ومنها الرياضة البحرية في إبراز الوجه الحضاري لإمارة أبوظبي والتي تهدف إلى ربط الجمهور بالسباقات، ولذا تحول سباق الفورمولا الأخير إلى كرنفال بحري استمر أسبوعاً كاملاً بدلاً من يومين فقط وشهد أكثر من سباق وألعاباً ترفيهية سواء للكبار أو الأطفال وإقامة مدينة خاصة للفورمولا· وأضاف أنه رغم هذه النظرة للألعاب الفردية، إلا أن النادي ماض في طريقه بثقة في أن المستقبل سيشهد تغير النظرة، مشيرا إلى أن النادي سباق إلى كل جديد، وقريبا سيكون هناك سباق اليخوت، وأن هناك مدرسة لتعليم رياضات البحر الاستقطاب لها مستمر، وستتوسع في الموسم القادم بضم عدد أكبر من تلاميذ المدارس· وأكد سالم الرميثي أن الاحتراف هو لغة النجاح وأن الاستراتيجية الجديدة للنادي تنطلق من هذا المفهوم دون أن تترك شيئا للصدفة في السعي إلى التفرد وتأكيد عالمية النادي، مدعومة بجهد واضح ودعم سخي من كافة المسؤولين، خاصة أن التوجه أصبح لافتا للعبات الفردية، وشيئا فشيئا ستتغير الصورة إلى الأفضل إن شاء الله· خالد القاسمي بطل الراليات العالمي: الرياضة ليست كرة قدم فقط يرى الشيخ خالد القاسمي بطل الراليات العالمي وقائد فريق ''بي بي فورد أبوظبي'' العالمي أن التركيز على كرة القدم وحدها ليس في صالح الرياضة، طالما أننا نبحث عن إنجازات عالمية أو دولية، وأن التجربة أثبتت أن اللعبات الفردية طريق مضمون للبطولات ومنصات التتويج، وهذا لا يعني إهمال الكرة التي تحظى بشهرة وتطغى على كافة اللعبات في العالم أجمع، ولكن لابد أن يسير النهران بالتساوي، وألا نركز على الكرة وحدها وننسى البقية· وأضاف: نحن في الكرة نلعب فيما بيننا منذ التأهل إلى كأس العالم عام ،1990 وحتى الإعلام لديه إفراط كبير، الإفراط في تناول الأحداث الكروية موجها إلى من يعيشون داخل البلد، ونحن بحاجة الآن إلى التوجه للعالم وإبراز الرياضات التي تحظى باهتمام عالمي ومن بينها الراليات التي تهم العالم أكثر من الكرة· وقال: ما أقدمه من خلال هذه الرياضة ليس لنفسي ولكنه لبلدي، والحمد لله أنني أول عربي يدخل مصنعا عالميا ليكون ضمن سائقيه، وكافة الفعاليات التي أشارك فيها تكون في أوروبا، وأقرب بلد لنا أشارك في رالي به هو الأردن، وقد سألني الكثيرون في الخارج'' لماذا لا يكتبون عنك كثيرا في بلادكم·· نحن نريد أن نعرف من أنت، وأين هي الدولة التي صدرت سائقا للراليات العالمية''، فالعالم الآن مفتوح، وكثير من الأسماء في أكثر من رياضة، سواء الراليات أو الفورمولا أو حتى السلة والتنس والجولف، وغيرها من الرياضات معروفون، وقد تطغى شهرتهم على شهرة العديد من لاعبي الكرة بفعل الإنجازات التي حققوها· الرياضة ليست كرة قدم فقط· القرش الأبيض ثاني القمزي:كل اللعبات يجب أن تسير في خطوط متوازية بدأ نجم فورمولا الزوارق العالمي ثاني القمزي الملقب بـ''القرش الأبيض'' تصريحه بتساؤل: أيهما أهم مركز عالمي ·· أم هدف في الدوري المحلي لكرة القدم ·· أيهما أكبر أثرا وأشد توابع لدى الجماهير·· ذهبية العالم للفرق في بطولة العالم لزوارق الفورمولا 1 وفضية سباق أسرع زمن وبرونزية الفردي أم الفوز في مباراة للكرة، وربما يكون الفوز الوحيد والأخير؟ ويجيب ثاني القمزي: للأسف الكرة سحبت البساط من الجميع، والمهم ألا تسحبه أيضا على صعيد المسؤولين الذين يدركون فعلا حقيقة وأهمية الألعاب الفردية، ولكن الأمر يحتاج إلى رؤية جديدة وشاملة تعطي اللعبات الفردية ما تستحقه من دعم، لأن هذه اللعبات بإمكانها أن تفعل الكثير· وأضاف: نحن لانقول اتركوا الكرة، فشعبيتها عالمية، ولكن مع الكرة لابد أن يسير نهر الألعاب الفردية وأن تكون النظرة شاملة، وتراعي صالح الوطن الذي عاش أجمل فرحة له مع الألعاب الفردية من خلال ذهبية الشيخ أحمد بن حشر، وأيضا كانت هناك فرحة كبرى مع الكرة بذهبية الخليج، وبهذا التزاوج يجب أن تكون النظرة لتسير كل الألعاب في خطوط متوازية· وأشار إلى أن الرياضات البحرية الإماراتية تحلق في آفاق العالمية مع الكبار ·· لقد حصلنا العام الماضي على بطولة الفرق، وهو ما يعني أن فريقنا مجتمعا هو أول العالم، وحققت ثاني السرعة وثالث الفردي، ومثل هذه الإنجازات في دول أخرى يكون لها صداها الواسع، خاصة أن لنا قرابة السنوات الأربع فقط مع هذا النوع من السباقات وهناك من له 25 عاما ونحن ننافسه ونتفوق عليه أيضا· وقال: كلنا في الفريق نعرض حياتنا للخطر ·· للموت أو الإعاقة ·· عملنا هو البحر، والمفروض أن أي لقب نحققه هو أكثر مما يحققه مثلا لاعب كرة أحرز هدفا في مباراة، لكننا في المقابل أقل في كل شيء، بالرغم من أن لاعبا واحدا ربما هو الذي يمثل الإمارات في بطولة عالم للفورمولا ،1 وهي بطولة ضخمة لها صداها العالمي ·· ما نريده هو المزيد من الاهتمام ·· النادي لا يقصر معنا، لكن ذلك لا يمنع أن اللعبة مظلومة على أصعدة أخرى· أمين سر أم الألعاب : ما نفعله لـ الطماشة والجمهرة يبدو المستشار أحمد الكمالي أمين السر العام باتحاد ألعاب القوى أكثر المهتمين والمهمومين بهذه القضية، باعتباره ينتسب إلى ميدان أم الألعاب وهي اللعبة التي يمكن القول إنها الأولى عالميا لتنوع سباقاتها ومنافساتها، ولأنها منجم حقيقي للذهب وكافة أنواع الميداليات والبطولات· ويؤكد المستشار الكمالي أنه كمراقب للعبة وبرغم الطفرة التي نتحدث عنها، إلا أن العمل على صعيد المنافسة العالمية يختلف تماما، وأن ما يحدث هو للاستهلاك المحلي ليس إلا، لأن الوضع يختلف عالميا، حيث يحتاج إلى استمرارية في كل شيء، استمرارية تدريب وبرامج وأجهزة فنية وإمكانيات· وأضاف أن الاتحاد يتسلم من الهيئة العامة للشباب ما لا يزيد عن مليون درهم، في حين أن إعداد لاعب واحد في سباقات 400 متر على سبيل المثال ليصبح مؤهلا لتحقيق إنجاز عالمي أو ميدالية أولمبية يحتاج إلى قرابة 10 ملايين درهم، والفارق شاسع بالطبع بين ما يخصص لاتحاد بأكمله وما يتطلبه إعداد لاعب واحد بطريقة صحيحة وعالمية· وقال المستشار الكمالي: مانفعله هنا على صعيد ''الطماشة'' أو الجمهرة ليس إلا، والبنية التحتية بالنسبة لألعاب القوى لاتصلح أبدا لخلق بطل عالمي في ألعاب القوى، لأن ذلك يحتاج إلى ميزانيات خاصة وإدارة خاصة وفكر احترافي معين، والإمارات غنية وزاخرة بكفاءاتها، ولكن الإسعاف المالي مهم وضروري· واختتم بأنه بالرغم من هذه الصورة، إلا أن معطيات وإرهاصات المستقبل تبعث على التفاؤل، خاصة أن المسؤولين في الهيئة وفي الهرم الرياضي لديهم نظرة واثقة فيما يخص التخطيط للمستقبل، وقال: أنا من أشد المتفائلين بتغير الصورة إن شاء الله، وأرى أن الكرة الآن في ملعب الاتحادات التي يجب أن تفكر وتنتج وتقنع الآخرين بأنها قادرة على العطاء، وعندها سيقابل عطاؤها بعطاء مماثل·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©