السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الكيانات الأجنبية تسيطر على صناعة الغذاء المصرية

الكيانات الأجنبية تسيطر على صناعة الغذاء المصرية
11 يوليو 2009 01:41
شهدت السوق المصرية مؤخراً سلسلة من عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع الصناعات الغذائية والتي تمت لحساب شركات عربية وأجنبية مما أثار مخاوف دوائر الأعمال من تكرار سيناريو الإسمنت في سوق الغذاء اي تسفر عمليات الدمج والاستحواذ عن التكتل والاحتكار والسيطرة لمستثمرين غير مصريين. ولكن هذه المخاوف تحد منها مزايا عديدة تتمتع بها سوق الصناعات الغذائية في مصر أهمها اتساع حجم السوق حيث تقدر إحدى الدراسات الاقتصادية حجم هذه السوق بما يقترب من 100 مليار جنيه سنوياً تستحوذ منتجات الصناعات الغذائية على نحو 25 بالمئة. وتشمل المزايا النمو المستقبلي المؤكد والسريع لهذه السوق في الأعوام المقبلة استناداً لنمو عدد السكان الذي يتجاوز حالياً 80 مليون نسمة والتحسن النسبي في دخول الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة واتساع حجم هذه الطبقة مما يترتب عليه زيادة إنفاق هذه الشريحة على الغذاء بجانب التركيز على الجودة. كما تتمتع هذه السوق بميزة اقتصادية تنافسية كبرى تتمثل في انخفاض تكلفة المدخلات والمواد الخام والنقل وأجور العمالة مقارنة بذات التكلفة في أسواق عربية مجاورة مما يجعل الإنتاج في مصر أقل تكلفة وفي حالة التصدير لهذه الأسواق يصبح هامش الربح كبيراً. وتشير الدراسات إلى أن معدل النمو الحالي في سوق الغذاء المصرية يتراوح بين 15 و18 بالمئة سنوياً وهو مرشح للارتفاع في الأعوام القادمة ليتخطى العشرين بالمئة على صعيد الاستهلاك المحلي. أما على صعيد التصدير فإن حجم صادرات المنتجات الصناعية الغذائية والخضر والفاكهة والأرز وغيرها بلغ - حسب أرقام العام 2007 - ثلاثة مليارات دولار تستحوذ الصناعات الغذائية من منتجات ألبان وخضر مجمدة وبقوليات معلبة وغيرها على 40 بالمئة منها. وشهدت سوق الصناعات الغذائية في مصر خلال الشهور الماضية سباقا محموماً كان طرفه الرئيسي مجموعة من الشركات المتعددة الجنسية ومستثمرون عرب ومجموعة من أصحاب المصانع والمشاريع الغذائية المصريين الذين تلقوا عروضاً مغرية لبيع مصانعهم في إطار عمليات تكتل واندماجات تستهدف إنشاء كيانات كبيرة. وبدأ هذا المسلسل مع مجموعة القلعة الاستثمارية التي انشأت شركة «جذور» كذراع للاستثمار في مجال الصناعات الغذائية وفور إطلاق الشركة، بدأت سلسلة من عمليات الاستحواذ وعروض الشراء شملت شركة «مزارع دينا» و«الرشيدي الميزان» للحلاوة الطحينية وشركة «انچوي» للعصائر والمرطبات وغيرها. وتلا هذه الخطوة دخول مستثمرين عرب حلبة السباق خاصة في مجال صناعة الجبن والألبان حيث استحوذت مجموعة الخرافي الكويتية عبر ذراعها شركة «اميركانا» على شركة «جرين لاند» المتخصصة في منتجات الألبان واستحوذت مجموعة «المراعي» السعودية على شركة «بيتي». وأحدث حلقات هذه السلسلة عروض مغرية تلقاها المهندس صفوان ثابت رئيس شركة «چهينة» للصناعات الغذائية لبيع الشركة وهي العروض التي تم رفضها حتى الآن. وترتب على هذا السباق بدء ظهور كيانات كبرى - ربما تؤدي الى الاحتكار مستقبلا- وسيطرت بعض هذه الكيانات على حصص مؤثرة في سوق بعض المنتجات حيث تشير المعلومات الى أن 65 بالمئة من إنتاج الزبادي في مصر اصبح في قبضة اربع شركات عالمية هي «نستلة»، و»يوبليه»، و«دانو»، و«بريزيدون» وتستحوذ شركة «نستلة» بمفردها على 80 بالمئة من انتاج الايس كريم بعد ان استحوذت على عدد من من الشركات المنتجة له. وفي سوق الشيكولاته والحلويات تسيطر ثلاث شركات على الحصة الحاكمة وهي «كرافت»، و«مارت»، و«كادبوري». وإذا كانت القلعة الاستثمارية هي التي اطلقت سباق المنافسة في سوق الصناعات الغذائية فإن الفلسفة وراء هذه الخطوة كما يقول هشام الخازندار -العضو المنتدب- للشركة هو الرغبة في تحديث هذا القطاع الحيوي والخروج به من حالة العشوائية التي يعانيها حيث إن 80 بالمئة من مصانع الغذاء في مصر تنتمي إلى ما يعرف بصناعات «بير السلم» بينما تعد هذه الصناعات في كل بلدان العالم في مقدمة الصناعات التي تتمتع بنظم إدارة عصرية ورقابة جودة متقدمة وشبكات توزيع قوية الى جانب التكنولوجيا والمال الضخم ومن ثم فإن عمليات الاستحواذ التي تتم من جانب القلعة تستهدف تطوير الشركات التي تم شراؤها وربطها بشبكات توزيع محلية وإقليمية قوية. ويؤكد هشام الخازندار أن هذه العمليات لا تستهدف الاحتكار أو السيطرة لأن الصناعات الغذائية يصعب أن يحدث فيها اي نوع من الاحتكار لأن هناك بورصات سلع عالمية تحدد أسعار كل سلعة متداولة بها لحظة بلحظة ولا يستطيع احد ان يمارس الاحتكار، ويقول: لو فرضنا ان احد منتجي السكر حاول ان يرفع اسعاره أو يحتكر السوق فسوف يسارع عشرات المستوردين باستيراد سكر أرخص من الخارج وطرحه في السوق المحلية لأن الاستيراد ميسور والفئة الجمركية على معظم السلع الغذائية صفر وفكرة الاحتكار غير واردة. واستطرد: أما ما يقال عن أن هناك شركات ومستثمرين أجانب هم الذين يشترون الشركات فهذا مردود عليه ايضاً لأن المستثمر بغض النظر عن هويته أو جنسيته له مصلحة في التعامل مع السوق المحلية ومن مصلحته طرح السلعة بأسعار تلائم قدرات واحتياجات المستهلك المحلي خاصة في مجال مثل الصناعات الغذائية فلن يستطيع منتج الزبادي على سبيل المثال تصدير كل إنتاجه للخارج وبالتالي فهناك حاجة دائماً للمستهلك المحلي الذي أصبح يتمتع في السنوات الاخيرة برغبة متنامية في الحصول على سلعة ذات جودة عالية والغذاء في مقدمة السلع التي يحرص الإنسان على مستوى جودتها عند شرائها. من جهته يؤكد المهندس صفوان ثابت رئيس شركة «چهينة» أنه لن يستجيب لاي إغراءات مالية لبيع «چهينة» التي تستحوذ على 60 بالمئة من إنتاج الألبان في مصر وتتمتع بقاعدة استهلاكية واسعة وانه لن يبيع «چهينة» أو اياً من مصانعها التابعة والبالغ عددها 9 مصانع سواء بشكل كلي أو جزئي وان الشركة لديها خطط للتوسع المستقبلي وسوف يتم خلال الأشهر المقبلة ضخ استثمارات جديدة تهدف لطرح منتجات متنوعة للتصدير أو للسوق المحلية
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©