الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تطالب الولايات المتحدة بوقف «الترهيب الاقتصادي» ومستعدة للتفاوض

الصين تطالب الولايات المتحدة بوقف «الترهيب الاقتصادي» ومستعدة للتفاوض
26 مارس 2018 23:35
عواصم (وكالات) نددت الصين أمس بـ«الترهيب الاقتصادي» الذي تمارسه الولايات المتحدة إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة لكنها أكدت استعدادها للتفاوض لحل الخلافات التجارية. وقالت وسائل إعلام حكومية إن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ قال في منتدى أمس الاثنين إن على الصين والولايات المتحدة اللجوء إلى المفاوضات لحل النزاعات والخلافات التجارية. وأضاف خلال جلسة مغلقة في بكين أن الصين ستفتح أبوابها بشكل أكبر وستتعامل مع الشركات المحلية والأجنبية على قدم المساواة. ودخل البلدان في سجال خلال الأيام الأخيرة ما زاد المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وقال ترامب الخميس الماضي، إن واشنطن ستفرض رسوماً جديدة على واردات صينية قيمتها 60 مليار دولار على خلفية «سرقة» الملكية الفكرية، ما هز الأسواق المالية العالمية. وأشاد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بالإجراءات التي اعتبر أنها تعني «انتهاء حقبة الاستسلام الاقتصادي». ولدى سؤالها عن هذه التصريحات، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في لقاء مع الصحافة أمس الاثنين إنه «كان من الأنسب القول إن الوقت حان لإنهاء الترهيب الاقتصادي الأميركي». وردت بكين على الإجراءات حيث كشفت الجمعة عن لائحة منتجات أميركية قيمتها 3 مليارات دولار تتضمن الفواكه والنبيذ التي يمكن أن يتم فرض رسوم عليها كرد على الرسوم التي فرضتها واشنطن على الحديد الصلب والألمنيوم إذا فشلت المفاوضات. وقالت هوا: «لدينا الثقة والقدرة على حماية مصالحنا المشروعة والقانونية مهما كانت الظروف»، مضيفة أن «الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة». وتبادل الطرفان الاتهامات علناً، وبدأ مسؤولون أميركيون وصينيون مفاوضات وراء الكواليس لتحسين شروط وصول الولايات المتحدة إلى السوق الصيني الضخم، بحسب ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس الأول. ولدى سؤالها عن التقرير، قالت هوا: «نكرر دائماً بأن الجانب الصيني يرغب في التفاوض مع الولايات المتحدة لمعالجة وجه التباين بشكل جيد على أساس الاحترام المتبادل والتساوي في الفوائد المتبادلة». وأكدت «بابنا مفتوح على الدوام أمام الحوار والتشاور». وفي جنيف، قال تشانغ شيان جتشن مبعوث الصين لدى منظمة التجارة العالمية أمس إن على أعضاء المنظمة أن يعملوا معاً لمنع الولايات المتحدة من تدمير المنظمة، ويجب عليهم التصدي للرسوم الجمركية الأميركية التي تستهدف ما تردد عن «سرقة» الصين لحقوق الملكية الفكرية. وقال تشانغ مخاطباً اجتماعاً للمنظمة إن «أعضاء منظمة التجارة العالمية يجب أن يعملوا معاً... لإعادة هذا الوحش إلى قفص قواعد منظمة التجارة»، في إشارة إلى تعهد سابق للولايات المتحدة بعدم استخدام مثل تلك الرسوم الجمركية دون الحصول على موافقة المنظمة أولًا. وأضاف أن «الانفرادية تتعارض بشكل جوهري مع منظمة التجارة العالمية، مثل النار والماء. إذا انقلب القارب في بحر مفتوح فلا أحد في مأمن من الغرق، يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد شخصاً يخرب القارب، منظمة التجارة العالمية تحت الحصار وعلينا جميعاً أن نتكاتف للدفاع عنها». من جانبها، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، نقلاً عن مصادر لم تسمها، إن الصين عرضت شراء المزيد من أشباه الموصلات الأميركية عن طريق تحويل بعض المشتريات عن كوريا الجنوبية وتايوان للمساعدة في خفض الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة. ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطلعة أن المسؤولين الصينيين يسرعون الخطى للانتهاء من لوائح جديدة بحلول مايو للمجموعات المالية الأجنبية بشراء حصص أغلبية في شركات الأوراق المالية الصينية لتفادي نشوب حرب تجارية تبدو وشيكة مع الولايات المتحدة. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت عن مصادر لم تسمها أن الإدارة الأميركية أرسلت الأسبوع الماضي خطاباً إلى ليو خه نائب رئيس الوزراء الصيني المعني بالاقتصاد تطلب فيه خفضاً على الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الأميركية للمساعدة في تقليص الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة إن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر قالا في الخطاب إن على الصين أن تشتري المزيد من أشباه الموصلات الأميركية، وأن تسمح بحضور أكبر للشركات الأميركية في القطاع المالي الصيني. من جانبه، أعلن مكتب الإحصاء الأوروبي أمس أن الولايات المتحدة والصين لا تزالان أكبر شريكين دوليين للاتحاد الأوروبي، حيث تشكلان معاً نحو ثلث حجم التجارة الخارجية للتكتل. وقال المكتب إن الحجم الإجمالي للتجارة مع أميركا، بما في ذلك الصادرات والواردات، وصل العام الماضي إلى 631 مليار يورو (782 ملياراً) في 2016 بنسبة 16.9% من إجمالي التجارة الخارجية للاتحاد. وتراجعت حصة التجارة الأميركية مقابل عام 2016 حينما سجلت نحو 18% من التجارة الخارجية. وفيما يتعلق بالصين، ارتفع حجم التجارة معها إلى 573 مليار يورو، بنسبة 15.3% من التجارة الخارجية في 2017، مقابل 15% في 2016. ومن أبرز الشركاء التجاريين الدوليين للتكتل، سويسرا بـ261 مليار يورو بنسبة 7% من التجارة الخارجية، وروسيا بـ231 مليار يورو بنسبة 6.2%، وتركيا بـ154 مليار يورو بنسبة 4.1%، واليابان بـ129 مليار يورو بنسبة 3.5%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©