الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإمارات للدراسات» ينظم محاضرة عن «البيئة الأمنية الدولية وكيفية صناعة الاستراتيجية»

«الإمارات للدراسات» ينظم محاضرة عن «البيئة الأمنية الدولية وكيفية صناعة الاستراتيجية»
6 مارس 2013 00:22
أبوظبي (الاتحاد) - نظَّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أول من أمس، محاضرة عن “البيئة الأمنية الدولية وكيفية صناعة الاستراتيجية” ألقاها الدكتور عبدالحق عزوزي رئيس ومؤسس “المركز المغربي المتعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية”، أشاد فيها بالخطط التنموية الاستراتيجية التي تتبنّاها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصُّعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وبنجاحها في التغلب على الصعاب والتحديات كافة، بفضل الفكر الاستراتيجي الذي يحمله القائمون على التنمية المستدامة فيها. وأكد الدكتور عبدالحق عزوزي في المحاضرة - التي ألقاها في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مقر المركز في أبوظبي التي حضرها دكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وحشد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي، أبرزهم سفير المملكة المغربية محمد أيت علي والمهتمون والباحثون - أهمية المفكرين والمخططين الاستراتيجيين في رسم استراتيجية لحماية المصالح الوطنية العليا للدولة، وفق خطط تمتدّ لخمسين عاماً ومئة عام، سابرين أغوار مستقبل مجهول يكتنفه الغموض والتعقيد، وواضعين مصالح بلادهم العليا فوق كل اعتبار وهدف، فيما يأتي بعدها منفذو هذه السياسة الاستراتيجية من الأجهزة التنفيذية، بحيث لا يتقاطع الفكر الاستراتيجي مع التنفيذ الاستراتيجي، ليحول دون تحقيق الهدف الاستراتيجي في نهاية المطاف. وأكد الباحث عزوزي، أن أهم ما يمكن أن يعوّل عليه صانع القرار الرئيسي في أي دولة هو اعتماده على مستشارين مستقلّين غير محسوبين على حزبه أو اتجاهه السياسي، قائلاً: لهذا، فإني أتوقع فشل حكم “الإخوان المسلمين” في مصر وتونس بسبب عدم اعتمادهم على استراتيجيين مستقلين، لدى اتخاذهم القرارات المصيرية ذات العلاقة بمستقبل البلاد وخططها الاستراتيجية، بل راحوا يختارون مستشاريهم واستراتيجيّيهم من أحزابهم الإسلامية، بحيث لا ينقلون إلى صاحب القرار الأول إلا ما يرضيه ويعجبه ويتناغم مع أفكاره، وبالتالي تتراكم الأخطاء ليصبـح مـن الصعـب إيجاد حل لها فيما بعد. وأضاف الباحث عزوزي: يمكن فهم الاستراتيجية، كحقل في مجال العلوم الإنسانية وفي مجال العلاقات الدولية تحديداً، على أنها “فن” و”علم” تطوير واستخدام القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية لدولة ما بصورة منسجمة مع توجيهات السياسة المعتمَدة فيها، لإيجاد تأثيرات ومجموعة ظروف تحمي المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية وتعززها مقابل الدول الأخرى، أو الأطراف الفاعلة الأخرى، أو في مجابهة المستجدات. وبيَّن أنه يتفق كلياً مع المختصة جوزيفا لاروش حينما تشير إلى أن الباحث يخطئ عندما يظن أن العلاقات الدولية يمكنها أن تُدرس ويكتب عنها بصفة منفردة: فأي تصور دولي هو جزء من العلوم الإنسانية والسياسية، وأي جهل لهذا المنطق قد يؤدي إلى جعل البحث مبتوراً يفتقر إلى كل معاني المصداقية، ويقوم بإفقاره ويجعله عبارة عن دراسات عامة ووصفية إن لم نقل صحفية. فصعود فاعلين جدد في الشؤون الدبلوماسية والسياسات الخارجية يفرض علينا ليس فقط الاتكاء على ضرورة تداخل عمل المختص في التاريخ، والعلوم السياسية أو العلاقات الدولية أو العلوم الإنسانية، وإنما التطبيق الجذري للسوسيولوجيا الفيبرية (نسبة إلى عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر) على ما هو عالمي أيضاً. وتساءل الباحث: كيف يمكن أن نفكر استراتيجياً ونصوغ الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين؟ هذا يعني تثقيف العقول بعيداً عن البساطة. والتفكير الاستراتيجي والتنظيري عمل صعب، وإلا لماذا تخفق الاستراتيجيات الحكومية العديدة في اجتياز اختبار الواقعية وتحقيق النتائج الملموسة عند تنفيذها؟ ولماذا تنجح الاستراتيجية الاقتصادية في الصين وكوريا الجنوبية وتخفق تلك التي تُطبق في اليونان وإسبانيا وإيطاليا مثلاً؟ مشيراً إلى أن الاستراتيجية علم وفن، وهي تستلزم من صاحبها الإلمام بكل التفاصيل الموجودة في الواقع، الظاهرة والباطنة، وتفاصيل العالم الحديث واختلافاته، خاصة إذا أُخضعت لعملية مؤسساتية أو حوار فكري وطني، بل وعالمي، وهي مسألة شديدة الأهمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©