إبداعات الصغار ترتقي على خشبة المسرح

أزهار البياتي (الشارقة) تخوض إدارة مراكز الأطفال التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تجربة فنية رائدة في الفنون المسرحية، مطلقة مبادرة استثنائية للمسرح التفاعلي والتعبير الحر، محتضنة عبرها مجموعة كبيرة من المواهب الصغيرة من بنات وأبناء الإمارات، إيماناً منها بدور المسرح كعراب لأهم الإبداعات الإنسانية، وأثره البليغ في ترقية النشء وتطوير ملكاتهم الذهنية والاجتماعية. ارتجال الأداء وقال محمود أبو العباس مشرف عام النشاط المسرحي بالإدارة إن المسرح التفاعلي يعّد نمطاً فنياً ملهماً، يمنح من يمارسه طاقة كبيرة لارتجال الأداء وحرية التعبير، وبعد أن كان حكراً لسنوات على شريحة الكبار، فقد بادرت إدارة المراكز في إدخاله على مسرح الطفل، مستثمرة آفاقه الواسعة في تطوير عالمهم المحيط، وتحسين ذائقتهم الفنية، مستنهضة من خلاله إمكانياتهم على التفاعل، والتمثيل، وحرية التعبير، بحيث يستفز لديهم روح المبادرة والقدرة على التنافس. وحسب أبو العباس فإن الإنسان يمثل بالسليقة، كونه يضطر إلى لبس العديد من الأقنعة في سبيل التعامل مع مختلف مواقف وظروف الحياة، وكون الطفل عادة يعّد أكثر قدرة على التعبير، فهو على الرغم من خجله الطبيعي يتمتع بذهنية أوسع وخيال كبير، مما يؤهله بنجاح على تقمص مختلف الأدوار التمثيلية وأدائها باقتدار، وانطلاقاً من هذه الحقيقة يأتي المسرح التفاعلي بفضاء رحب لعالم الأطفال بشكل خاص، فيختبروا معه تجارب إنسانية غاية في الثراء والجمال، ويعيشوا من خلاله قصصاً وحكايات، يكونوا هم فيها الأبطال والجمهور، موظفين ذكاءهم الفطري وخيالهم في افتعال جمل وعبارات وحوار، تنسجم مع سياق سرد حكاية المسرحية ونسقها العام، لتضيف مزيداً من الزخم والخصوصية على كل عرض، وتقدم للطفل كجمهور متلق وممثل مؤد. المسرح التفاعلي يذكر أن أول من ابتكر مجال المسرح التفاعلي فنان ومخرج برازيلي متميّز يدعى أوجوستو باولو، الذي بادر بإنشائه متوجهاً للمجتمعات الفقيرة، منطلقاً من فكرة الذهاب بفن المسرح إلى حيث التجمعات الإنسانية ومشاركته معهم، موظفاً أدوات محددة في تقديم عروضه المسرحية منها الفضاء المسرحي كمكان، والممثل الرئيسي كقائد للعرض، ثم الجمهور المتلقي كجزء من أبطال الحكاية، فيتشارك الجميع تجربة إبداعية غنية ترتقي بمهارات الإنسان البسيط.