إجراء فحوص وعمليات جراحية لمرضى العيون في جوبا

واصل وفد هيئة الهلال الأحمر الموجود حالياً في جنوب السودان مهامه الإنسانية وبرامجه الإغاثية والطبية في مدينة جوبا عاصمة الجنوب، وباشر الفريق الطبي المتخصص في جراحة العيون المرافق للوفد إجراء العمليات الجراحية للحالات المرضية التي تعاني مشكلات في البصر والتي استحقت تدخلات جراحية كللت بالنجاح، كما أجرى الفريق كشفاً طبياً على العديد من الحالات الأخرى، ونفذ برامج علاجية لتحسين ظروفها الصحية· من جانبه، وجه الدكتور جوزيف موني وزير الصحة لحكومة جنوب السودان نيابة عن الحكومة والشعب السوداني الشكر والتقدير لدولة الإمارات على مبادرتها الكريمة بإرسال المساعدات التي تؤكد تضامنها الكبير مع الأوضاع الإنسانية المتردية في جنوب السودان· وكانت الدولة قد بعثت عدة طائرات تحمل كميات كبيرة من الأدوية والأجهزة الطبية والمواد الغذائية ومواد الإيواء، إلى مدينة جوبا في جنوب ضمن الجسر الجوي الذي وجه به سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر لدعم الاستقرار ومساندة الأوضاع الإنسانية والمتأثرين من الأحداث في جنوب السودان· وقام وفد الهيئة برئاسة أحمد عبدالله العلي رئيس قسم الإعلام يرافقه عبدالعزيز المحمود القائم بأعمال سفارة الدولة في الخرطوم والمتطوع عبدالله حسن عبدالكبير والدكتور مونوير أروب كول وكيل وزارة الصحة في حكومة جنوب السودان بتفقد عدد من المؤسسات الصحية على رأسها مستشفى جوبا التعليمي، واطلع على أوضاع المرضى واطمأن على ظروفهم الصحية والتقى مدير المستشفى والطاقـــــــم الطبــــــي والإداري واطلـــــــع على احتياجـــــات المستشفى من الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية· تفقد المؤسسات الصحية عاين الوفد على الطبيعة الوضع المتردي للمستشفى الذي يضم 500 سرير ويخدم أكثر من 200 ألف نسمة، ويفتقد للكثير من التجهيزات التي تمكنه من القيام بدوره في توفير الرعاية الصحية والطبية للمستهدفين من خدماته· وعقب الجولة التفقدية للمؤسسات الصحية، عقد الوفد اجتماعاً مع عدد من المسؤولين في وزارة الصحة بحضور وكيل الوزارة، وبحث معهم الاحتياجات الفعلية والعاجلة للمستشفى في ظل وضعه الراهن، وتسلم قائمة بالمتطلبات من المعدات والأجهزة التي تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق رسالة المستشفى الإنسانية· وأكد رئيس الوفد أن دعم القطاع الصحي في السودان يحظى بأولوية كبيرة لدى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ''الهلال الأحمر'' الذي جاءت توجيهاته بتنفيذ هذه البرامج لصالح الإخوة في جنوب السودان محققة تطلعات قيادة الدولة الرشيدة في الحد من معاناة الشرائح الضعيفة في السودان وتحسين ظروفها الإنسانية· وقال: إن سموه أمر بتقديم كل ما من شأنه أن يساهم في توفير الخدمات الضرورية ويحد من وطأة المعاناة عن كاهل الضعفاء والمحتاجين· وأشار إلى أن اهتمام الهيئة بالجانب الصحي تجلى في تخصيص حمولة الطائرة الأولى ضمن الجسر الجوي الذي يجري تسييره الآن من أبوظبي مباشرة إلى جوبا للمواد الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية التي تم إيصالها للمستشفيات ووزارة الصحة في الجنوب· وأكد أن الهيئة تدرك تماماً أن عملية التنمية التي يشهدها جنوب السودان تبدأ بالعناية بصحة الإنسان الذي تقوم على أكتافه عملية التنمية والبناء· وقال: إن الهيئة ستساهم بقوة في البرامج والمشاريع التنموية التي تنهض بمستوى حياة الإنسان في الجنوب· مواقف الإمارات قال الدكتور جوزيف موني: إن دولة الإمارات تعتبر رائدة في مجالات العمل الخيري والإنساني من خلال مواقفها النبيلة والمشرفة مع المهمشين في مشارق الأرض ومغاربها، وأشار إلى أن الدولة اكتسبت هذه المكانة المتفردة نتيجة لجهودها الحثيثة في الحد من وطأة المعاناة الإنسانية في كل مكان، مؤكداً أن زيارة وفد ''الهلال'' للجنوب جاءت في وقتها وستفتح آفاقاً واسعة للتعاون خاصة أن الجنوب مقبل على تحقيق نقلة تنموية في جميع القطاعات تتطلب دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة· الوضع الإنساني إلى ذلك، استعرض الدكتور مونوير كول وكيل وزارة الصحة السودانية الوضع الإنساني الراهن في الجنوب والتحديات التي تواجه القطاع الصحي والقائمين على أمره، مؤكداً أن الجانب الصحي من أكثر القطاعات تأثراً بالظروف التي مر بها الجنوب سابقاً· ويعتبر بالمقاييس العالمية الأسوأ على الإطلاق، حيث إن بين كل 100 ألف حالة مرضية هناك 2057 حالة وفاة وذلك نظراً للافتقار لوسائل الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة و تردي صحة البيئة مما تسبب في انتشار أمراض العيون والتراكوما في جميع الولايات الجنوبية· وقال: إن في الجنوب 30 مستشفى يعمل منها 19 فقط، موضحاً أن حكومته تولي القطاع الصحي أهمية قصوى وتبذل قصارى جهدها لتحسين بنيته الأساسية وتأهيله ليؤدي دوره في توفير الرعاية للمستهدفين· وأضاف أن المتطلبات أكبر من الإمكانات، لذا جاء السعي لتوثيق عرى التعاون مع المنظمات الإنسانية والتي من ضمنها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي تواجدت في الجنوب أثناء الحرب وها هي الآن تتواجد بعد تحقيق السلام· فريق ''الهلال الأحمر'' الطبي يضم فريق ''الهلال الأحمر'' الطبي مجموعتين الأولى متخصصة في جراحات العيون وتضم الدكتور سالم السعدي والدكتور محمد بلة مع عدد من الأطباء السودانيين وقامت بالكشف على الحالات التي تم تحضيرها من قبل مستشفى جوبا وإجراء العمليات للحـــالات المستحقة وصرف الأدوية والعلاجات للحالات الأخرى التي لم تتطلب تدخلاً جراحياً· وضمت المجموعة الثانية فريقاً متخصصاً في مجال العظام ضم الدكتور ابراهيم العجب وعدداً من الأطباء السودانيين وكللت جهود الفريقين بالنجاح·