مع تراكمات وضغوط حياتنا الحديثة أصبح الكل مأخوذا بحمى تخفيف الوزن، والكل يحلم بالرشاقة وفقدان سريع لعدد من الكيلوجرامات التي تكدست في مختلف أنحاء الجسم، أما خبراء التغذية فينشطون في البحث عن سبل تحقيق هذا الامل المنشود للجميع ففي كل موسم تظهر لنا حمية جديدة وكأنها احدى صرعات الموضة التي تكاد تلغي ما قبلها، فيسارع الأفراد المتعطشون للرشاقة الى اتباعها واذا كنت قد جربت حتى الآن حمية حساء الملفوف، او حمية «ساوث بيتش» أو نظام «أتكينز»، فقد حان الوقت لتجريب نظام «جي آي» أو«جلايكايمك إندكس»، فهو حسب رأي الخبراء طريقة حياة صحية تمنح الصحة والرشاقة دون الخضوع لمختلف فنون التجويع والعذاب.
ولكن ما هي قصة حمية «جلايكايمك إندكس»؟ لقد بدأت كنظام موجه لمرضى السكري، وتحول إلى نظام حمية خاص بالنجوم والنجمات وكل من يريد ان يحتذي بهم ويكتسب رشاقتهم كما أنه لا يسبب رائحة فم كريهة كما هو الحال بالنسبة لحمية «أتكينز»، وهذا السبب إضافة إلى أخرى عديدة جعله «ريجيم الساعة»، بحيث لم تخل مجلة من مقال عنه او الاستشهاد بتجربة نجمة أو نجم تؤكد نجاحه، من أمثال العارضة «ناعومي كامبل، والمغنية كايلي مينوج والممثلة كيم كاترال.
مميزات الريجيم
المميز في ريجيم «جي آي» أنه وعلى نقيض نظام «أتكينز» سهل وواقعي ومنطقي، كونه لا يفرض تطليق الكاربوهيدرات، الأمر الذي يحتاج إلى إرادة حديدية وفي المقابل يعتمد على مبدأ التحكم في الشهية وليس التجويع، وهذا ما يجعله أكثر من مجرد صرعة ستذوي في القريب العاجل مع ظهور نظام حمية جديد. لكن ما معنى هذا النظام؟ وكيف يعمل على حرق السعرات وعدم تكديس الشحوم في الجسم؟ وما يتضمنه من قواعد وخطوات؟ إن نظام «جي آي» يعتمد على قياس سرعة رفع أغذية الكربوهيدرات لمستويات السكر في الدم، وتقسم إلى نوعين «جي آي منخفض» وهو المستحسن و»جي آي مرتفع» وينصح بتجنبه قدر الإمكان، وهذا يعني ان الأغذية التي تحتوي على «جي آي منخفض» يحتاج هضمها وقتا أطول مما يساعد في الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم بين الوجبات، وبالتالي على الاحساس بالشبع لمدة اطول ويجنب الافراط في الأكل بين الوجبات. من ناحية أخرى تكون عملية هضم الأغذية التي تحتوي على «جي آي عال» سريعة جدا، ما يؤدي الى ارتفاع وانخفاض سريعين في مستويات الجلوكوز في الدم، مما يجعلنا نشعر بالجوع من جديد، والسبب انه عندما يرتفع معدل السكر يحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين (العدو اللدود للرشاقة)، فنبدأ في اشتهاء انواع الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية كالشوكولاته وغيرها، ولهذا يفضل الابتعاد عنه.
مؤشر «جي آي» والمعدة
لا يعتمد مؤشر «جي آي» في مادة غذائية معينة على ما تحتويه من كربوهيدرات أو بروتين فحسب، وإنما يتأثر أيضا بنوع الكربوهيدرات ومحتوى الدهون والبروتينات، فالمعروف أن المعدة تمتص الكربوهيدرات مثل المعجنات والخبز ورقائق البطاطس والسكر وغيرها، وتحولها إلى سكر يتم امتصاصه من قبل الامعاء، والمواد ذات الكربوهيدرات العالية، كالخبز والأرز الأبيض مثلا، تهضم بسرعة على عكس الخبز الأسمر والشوفان وحبوب الإفطار المصنوعة من القمح دون سكر، والتي يحتاج هضمها مدة اطول كي تتحول إلى سكر وبالتالي فان امتصاصها يتم ببطء. أما ما كان متعارفا عليه من قبل على أنه جيد لإنقاص الوزن، قد ينصح بتجنبه حسب هذه الحمية، مثل الشمام الذي رغم ما يبدو عليه من «براءة» بالنسبة لهواة الرشاقة، يحتوي على سكر ينتقل من المعدة إلى الامعاء الدقيقة بسرعة بالغة، مما يضعه في خانة «الجي آي المرتفع»، الا أن أمورا بسيطة كهذه يجب ان لا تقف حائلا دون تجربة هذا النظام خصوصا انه يمكن الاستعانة بدليل كتيب «جي آي» مع الاشارة الى انه من حيث المبدأ فان التفريق بين النوعين يعتمد على فكرة بسيطة وهي ان المواد الغذائية ذات «جي آي» المنخفض، هي الابسط والاقل من حيث الاعداد والطبخ والعكس صحيح، وما علينا إلا الأخذ بعين الاعتبار ان عمليات الإعداد والطهي لأي شيء سنضعه في فمنا، تعني شوطا طويلا على طريق تسريع الهضم، فرقائق الذرة بالفستق يتضمن تجهيزها طحن الذرة، وصنع رقائق ومزج مع الفستق والسكر والطبخ واضافة السكر قبل تعليبها، في حين ان الرقائق السمراء لا تحتاج كل هذه المراحل والتحضيرات.
تخفيف «جي آي المرتفع»
كيف يمكن تخفيف «جي آي المرتفع»؟ بقليل من الوقت وبعض التأني في اختيار نوعية الأطعمة، وتعلم معادلة الأغذية ذات «جي آي» المرتفع مع اخرى منخفضة هو كل ما نحتاجه لاتباع هذا النظام الغذائي، ويجب ان نتذكر ان اضافة عصير الليمون والخل إلى الطعام يخفض معدل حرق الكربوهيدرات وتحولها الى سكر، كما يمكن مزج بعض الاغذية بأنواع من البروتين لتخفيض هذا المعدل ايضا وفق هذا الجدول التالي البسيط: ? ينصح خبراء نظام «جي آي» بالاكثار من الفاكهة والخضراوات الخضراء الغنية بالألياف، وكذلك الفاصوليا والعدس اذ ان مستوى «جي آي» منخفض جدا فيها وهي ممتازة لصنع الحساء وللاضافة مع طبخات الخضار وصنع المقبلات، وتجنب الوجبات الخفيفة الجاهزة والسريعة، فهي غالبا ما تكون معالجة بمواد ذات «جي آي مرتفع». وبالنسبة للمشروبات فينصح الا يزيد معدل تناول القهوة عن فنجانين في اليوم أو أربعة فناجين شاي، مع تجنب المشروبات الغنية بالكافيين مثل الكولا والمشروبات المحفزة للطاقة حتى وان كانت تحمل علامة خاصة بالحمية، لأن الكافيين يرفع افراز الانسولين، يفضل الاستعاضة عنه بالماء وشاي الاعشاب، وبالنسبة للعصائر فيجب ان لا تتجاوز ما يشرب منها كأسا صغيرا يوميا على ان يكون طازجا ومن الفاكهة الطبيعية.
الغذاء المثالي
? الغذاء المثالي هو قليل الدهون المشبعة، والذي يحتوي على بروتين خال من الشحم، وهكذا ومع اختيار الأغذية الصحية فان تقليل الوزن يصبح نتيجة طبيعية وغير مضنية، والمهم الموازنة والتناسب اللذين يشكلان أحد المفاتيح الرئيسية للنجاح في تقليل الوزن، والمعقول والمفيد فيما يخص نظام «جي آي»، أنه صحي وليست له آثار جانبية، بل العكس تماما، إذا عرفنا كيف نتبعه فهو سيزودنا بالطاقة والحيوية الى جانب انقاص الوزن.
أطعمة «جي آي» المنخفض
? مع عصير ليمون و»تشيلي كون كارني» مع زبدة الكاكاو أو مع قطعة دجاج وسلطة متبلة بالخل أو مع تونة وطماطم، حبوب الإفطار المصنوعة من الذرة «كورن فليكس»، حبوب الإفطار السمراء المصنوعة من القمح الكامل، الخبز الاسمر الذي يحتوي على المكسرات، الخبز العربي، الأرز البسمتي، البطاطس الحلوة المشوية، موز متوسط النضج، سكر الفواكه، البطاطس الصغيرة المسلوقة، الكرز والتوت والتفاح والكمثرى، شاي الأعشاب والماء، المكسرات العادية.
أطعمة «جي آي» المتوسط والمرتفع
? بطاطا مشوية خبز القمح الكامل خبز «تشاباتا» الإيطالي رقائق «رايفيتا»، أما الاغذية البديلة التي تنصح الحمية بها كجزء من برنامج الغذاء اليومي بدل التي تحتوي على «جي آي المرتفع» فنجدها كالتالي: الخبز الابيض او خبز القمح الكامل، خبز الشياباتا الايطالي او الخبز الفرنسي، الارز الابيض الطويل، البطاطس المشوية، الموز الناضج جدا، السكر الابيض، البطاطس المطحونة «البوريه»، البطيخ والتمر والجزر الأبيض، القهوة والشاي، المكسرات والذرة المملحة والحلويات
عدد اليوم
