الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتهى عصر البنزين الرخيص

21 ابريل 2010 22:39
يبدو أن عصر البنزين الرخيص قد انتهى، ليس فقط في الأسواق العالمية ولكن في أسواقنا المحلية أيضاً، فصعود أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى ما فوق الـ 85 دولاراً للبرميل حاليا، يشكل ضغوطاً على ميزانيات شركات المحروقات الوطنية. وهذه الشركات تشتري المشتقات البترولية من الأسواق الخارجية بالأسعار العالمية وتبيعها في السوق المحلية بسعر مدعم، وبالتالي فإن الفارق بين السعرين يمثل خسائر تتكبدها الشركات، وتتحملها الموازنة العامة للدولة في النهاية. وظل الحال هكذا لسنوات حتى بلغت خسائر الشركات رقما يصعب تحمله، فكان لابد من تحريك الأسعار تدريجيا حتى تصل إلى مثيلاتها في الأسواق العالمية. ولمواجهة هذه الضغوط، لم يكن أمام شركات المحروقات سوى رفع أسعار البنزين والديزل بنسب تراوحت ما بين 10% إلى 15% لتغطية جزء من التكاليف التي تتحملها. وقد تعاملت شركات المحروقات بشفافية تامة مع قضية رفع الأسعار، ولها أسبابها ومبرراتها التي دفعتها إلى زيادة الأسعار. وفي ظل الآلية الجديدة التي يجري تطبيقها حاليا فإن أسعار البنزين والمشتقات الأخرى ستتحدد أسعارها في السوق المحلية وفقا لأسعار النفط في البورصات العالمية، فأي ارتفاع في الأسعار عالمياً ستعقبه زيادة في أسعار البنزين والديزل في السوق المحلية، والعكس صحيح. بيد أن أسعار النفط مرشحة للزيادة أكثر في المرحلة المقبلة مع تعافي الاقتصاد العالمي وارتفاع الطلب على الخام، خاصة من الاقتصادات الآسيوية، المستهلك الأكبر بعد الولايات المتحدة للنفط والسلع الأولية في السنوات الأخيرة. ورغم أننا لم نصل بعد إلى مرحلة نضوب النفط فإن هناك فجوة دائمة بين العرض والطلب ما يدفع أسعار النفط إلى الزيادة، ما لم توقف مسيرة الصعود أزمة مالية أو اقتصادية تحد من الطلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن مصادر الطاقة المتجددة لن تشكل تهديدا حقيقيا للوقود الأحفوري لمدة 30 عاماً على الأقل، وسيظل النفط خلال هذه الفترة هو المهيمن والسلعة الاستراتيجية الأكثر طلباً محلياً وعالمياً. وأمام هذا الوضع، فإن هناك مخاوف من قيام منتجين ومزودي للخدمات برفع أسعارهم دون دراسة وافية لتكاليف الإنتاج، وبالتالي تسعير السلع والخدمات بصورة عشوائية استغلالاً للموقف، والأمر يتطلب تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار. وهذا الارتفاع في الأسعار يرفع معدل التضخم إلى مستويات غير مرغوب بها في وقت تبذل فيه السلطة النقدية جهوداً لافتة لكبح جماحه، والمحافظة على استقرار الأسواق وتحفيز الاقتصاد واستعادة النمو. وربما يقلق ارتفاع أسعار البنزين بعض المستهلكين، لكن هذه الزيادة في الأسعار تدعو إلى إعادة النظر في ثقافة امتلاك السيارات ذات الدفع الرباعي “الفورويل” التي تستهلك بترولا أكثر من غيرها من السيارات الصغيرة. atef.abdullah@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©