إنجاز مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس

أقيم على هامش مؤتمر فلسطين للاستثمار أمس الأول، احتفال بمدينة القدس بمناسبة إنجاز مشروع ضاحية الشيخ زايد الذي نفذته ومولته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بتكلفة 15 مليون درهم، والذي يعد واحداً من سلسلة المشاريع التي تمولها الهيئة· ويستهدف دعم استقرار المعلمين· وقد تم من خلال هذا المشروع بناء 58 شقة سكنية وزعت على أعضاء جمعية إسكان المعلمين في القدس· وتعد ضاحية الشيخ زايد بمدينة القدس التي نفذتها ومولتها هيئة الهلال الأحمر بالدولة مشروعاً حيوياً بارزاً في الأراضي الفلسطينية ضمن سلسلة المشاريع الإنشائية التي تقيمها الهلال الأحمر في فلسطين وبلغ إجمالي تكلفة هذه المشاريع حتى الآن نحو مليار درهم خلال بضع سنوات· ويأتي مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس ضمن سلسلة من هذه المشاريع أبرزها مشروع إعمار مخيم جنين الذي تكلف انشاؤه نحو مائة مليون درهم الى جانب بناء مدينة الشيخ زايد في غزة بتكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم ومدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الإماراتي في خان يونس بالإضافة الى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية· وقال الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان رئيس وفد الإمارات إلى مؤتمر فلسطين للاستثمار إن مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس والذي أنجزته هيئة الهلال الأحمر بدولة الإمارات يعد ثمرة يانعة لجهود ومبادرات عديدة لدولة الإمارات للحد من معاناة المنكوبين وتحسين ظروف المحتاجين في كل مكان· وقال الشيخ محمد بن حمدان في تصريح لوكالة أنباء الإمارات بمناسبة الاحتفال بافتتاح هذا المشروع الخيري والتنموي إنه يأتي ضمن الجهود التي تبذلها الهلال الأحمر لتحسين ظروف المعيشة للشعب الفلسطيني الشقيق· وأوضح أن ما تضطلع به دولة الإمارات في هذه المجالات الحيوية ينطلق من إيمانها بدورها الإنساني سواء على الصعيدين العربي أو الدولي وهو امتداد طبيعي لمسيرة الخير والعطاء التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''· وأكد الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان أن الاحتفال بافتتاح هذا المشروع السكني الطموح ما هو الا تعبير حقيقي عن مدى الدعم الذي تقدمه الإمارات لشريحة المعلمين الذين تأثروا كغيرهم بالأحداث الجارية في فلسطين، حيث كان لزاماً على الإمارات ان توليهم عناية خاصة لعظم الرسالة التي يؤدونها في تنشئة الأجيال الجديدة رغم الظروف المحيطة بهم والتحديات التي يواجهونها في سبيل الحصول على احتياجاتهم الأساسية· وتقع ضاحية الشيخ زايد في بلدة بيت حنينا إحدى ضواحي القدس وتطل من جهة الغرب على الطريق السريع الذي يربط القدس بباقي المدن الفلسطينية عبر الخط الأخضر ومن الناحية الجنوبية تطل الضاحية على المسجد الأقصى المبارك· ويقوم هذا الحي الإماراتي على مساحة قدرها 7000 متر مربع ويضم 58 وحدة سكنية على شكل مبان منفصلة تبلغ مساحة الشقة الواحدة منها مائة متر مربع إضافة الى ملحقاتها الفنية على محيطها والتي تزيد من روعة التصميم المعماري للضاحية التي تليق بالمكان الذي اقيمت فيه· وأكد الشيخ محمد بن حمدان بن زايد أن مشروع ضاحية الشيخ زايد من شأنه أن يساهم بشكل كبير في دعم استقرار المعلمين حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم التربوية على الوجه الأفضل، كما انه يأتي ضمن جهود السلطة الفلسطينية لضمان استقرار العملية التربوية المتعثرة نتيجة الظروف والأحداث التي تشهدها فلسطين· وثمن الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان روح التعاون البناء والتنسيق الجيد بين هيئة الهلال الأحمر وشركائها من الجانب الفلسطيني خاصة جمعية إسكان المعلمين العرب في القدس حتى رأى هذا المشروع النور· وقد لفت هذا المشروع انتباه حشد من المشاركين في مؤتمر فلسطين للاستثمار خاصة عندما أشار الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان في كلمته أمام المؤتمر الى هذا المشروع وما حققه من أهداف إنسانية لصالح أسر فلسطينية بحاجة الى الاستقرار· معلم إماراتي بارز وأكدت سامية بركات رئيسة جمعية إسكان المعلمين في القدس، في كلمتها خلال الاحتفال بإنجاز المشروع- أن ضاحية الشيخ زايد في القدس معلم إماراتي بارز في المدينة المقدسة يؤكد عمق العروبة لدى قيادة وشعب الإمارات وحبهم لتقديم الخير والعون للشعب الفلسطيني وسد حاجاته· وقالت في الاحتفال الذي حضره عدد من الشخصيات المقدسية وأعضاء جمعية إسكان المعلمين المستفيدين من المشروع - إنه على الرغم من تعثر المشروع وتأخره عن الإنجاز أكثر من الوقت المحدد له الا أن إصرار الهلال الأحمر الإماراتية على انجازه كان ملفتاً للنظر مما أخرج المشروع الى النور وأصبحت كل أسرة التي استفادت منه تدعو الله ان يجعل ما قدمه أهل الخير في الإمارات في ميزان حسناتهم· وأشار المهندس هاشم أبولافي الذي أشرف على تشييد ضاحية الشيخ زايد في القدس إلى أن المشروع تأخر أكثر من سنتين في البداية نظراً للمعوقات الكثيرة التي رافقت بداياته· وأوضح أن مشاكل عديدة اعترضت التنفيذ ايضا لكنها انتهت بفضل الله ومن ثم الهلال الأحمر واصرارها على الإنجاز الى أن رأى النور واصبح الآن شاهدا على العطاء الإماراتي· وستوزع هذه المساكن على أعضاء جمعية اسكان المعلمين بواقع شقة واحدة لكل معلم عضو في الجمعية· نموذج للاهتمام العربي من جانبه أكد عبدالله صيام نائب محافظ القدس أن ضاحية الشيخ زايد عمل عربي يستحق الإشادة والتقدير· وقال إن المباني التي انشأتها هيئة الهلال الأحمر نموذج للاهتمام العربي والإسلامي بالمدينة المقدسة· وأوضح أن الشعب الفلسطيني لن ينسى هذه الوقفة العربية الى جانبه· وقال إن المباني في الضاحية صممت وفق هندسة معمارية حديثة مزودة بكافة الخدمات الضرورية وأصبحت جاهزة للسكن وقد وزعت على أصحابها الذين أصبحوا ملاكاً لها· ووصف محمود الهباش وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطيني هذا المشروع بأنه حيوي ويأتي ضمن سلسلة من المشاريع الإنشائية والتنموية التي أقامتها وما تزال تقيمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في فلسطين· المشاركة العربية وأوضح الهباش في تصريح لوكالة أنباء الإمارات أن المشاريع الإنشائية التي تنفذها الهلال الاحمر تمثل تطبيقاً عملياً لما تدعو إليه السلطة الفلسطينية من أهمية المشاركة العربية والدولية في استنهاض الاقتصاد الفلسطيني وضخ الاستثمارات في قطاعات اقتصادية عديدة في فلسطين لإقامة تنمية مستدامة تفيد قطاعات عريضة من الفلسطينيين تدنت معيشتها نتيجة للأحداث التي تشهدها فلسطين· وقال إن منظمي مؤتمر فلسطين للاستثمار وضعوا خططاً وأهدافاً من وراء هذا المؤتمر وهي جذب الاستثمارات العربية والدولية الى فلسطين للمشاركة في إعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني، موضحاً أن دولة الإمارات سبقت هؤلاء في انتهاج أسلوب الدعم الاقتصادي لفلسطين عن طريق إقامة مشاريع عديدة كالمستشفيات والمنازل ودور العبادة والمدارس وهذه المشاريع أفادت قطاعاً عريضاً من الفلسطينيين·