أصبحت التفجيرات والأعمال الغوغائية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية أمراً بات شبه يومي في السنوات الأخيرة، وبات الإرهاب يضرب وبصورة خطيرة العديد من المناطق والمدن العربية لا لشيء إلا نشر الفوضى وضرب الاستقرار في المنطقة، فأعمال العنف تستهدف المسيحيين في مصر والنازحين في سوريا والعراق، فضلاً عن عمليات أخرى استهدفت فرنسا وألمانيا والدنمارك وبريطانيا، كما أن هناك أعمال عنف تتعرض لها العديد من المدن الأميركية. هذه الأعمال الوحشية التي نشرت الدم تستهدف فقط نشر الفوضى وبث الذعر في نفوس الناس، وللأسف من يقومون بها هم من أبناء هذه المنطقة بل معظمها يتم من خلال أبناء البلد التي يتم فيه التفجير، ويتبنون لتنفيذ مثل هذه الأعمال أفكاراً متطرفة لا يقرها دين ولا عرف ولا عادات. والمشكلة خطيرة لأن العمليات الإرهابية تزداد شراسة وعنفاً، وتهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا رغم أن كل الأديان السماوية وغير السماوية تحرم الدم بشكل قاطع. ومع تراجع دور تنظيم القاعدة مثلاً وظهور «داعش» بات العنف والإرهاب يأخذ منحى أخطر وأقوى، ومع تزايد الآمال بالقضاء على «داعش» في سوريا والعراق باتت هناك تساؤلات ومخاوف عن ما الذي سيحدث بعدها. ويجب تأكيد أن العنف والإرهاب المبني على التطرف ليس من قبل ما يزعمون أنهم إسلاميون فقط بل إن هناك متطرفين يهودا ومتطرفين مسيحيين، ويجب عدم إغفال ما حدث للمسلمين من الروهيجنا في ميانمار. ومن هنا يجب تأكيد أن الحرب على التطرف بجميع صوره وأشكاله ضرورة حتمية، ويجب تضافر الجهود الدولية من أجل وضع نهاية لهذه المأساة التي باتت تضرب في كل مكان على الأرض.
محمد حسن - أبوظبي
عدد اليوم
