السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والعرب

18 ابريل 2017 23:52
السياسة الأميركية تغيرت كثيراً، وأخذت منعطفاً كبيراً وخطيراً تجاه علاقاتها بالعالم العربي، وربما لم يؤثر كثيراً تغير الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض في تلك السياسات والتوجهات، فليس بالكلام وحده تصنع أو تتغير السياسات، ولكن بالمواقف والأفعال، ولقد وعينا الدرس جيداً، وخصوصاً بعد هذا الانحراف في سياسات أميركا عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وغزو أفغانستان ومن بعدها العراق، الذي كرس للنفوذ والتمدد للأطماع الإيرانية لتهيمن على مقدرات العراق ومن بعدها بسنوات في سوريا وليبيا واليمن، وهي مخاطر وتضحيات ندفع ثمنها كل يوم من أرواح شهدائنا، ومن اقتصادياتنا، فهي كما يبدو استنزاف بشري ومادي ممنهج ومتعمد لبلادنا.ذهب العديد من المحللين والكتاب والمفكرين ومراكز الدراسات العالمية والإقليمية في تحليلاتهم إلى أبعاد وتفسيرات شتى لهذه الظاهرة أو المؤامرة، كما يكره البعض أن يسميها، ففي عام 2006 وفي مقابلة تلفزيونية لرئيس المخابرات الأميركية السابق «جيمس وولسي قال، سنصنع لهم إسلاما يناسبنا، ثم نجعلهم يقومون بالثورات، فيتم انقسامهم على أسس ونعرات عصبية لغرض تفتيتهم». بحثت كثيراً في حقيقة هذه المقولة، ولم أحصل على توكيد تاريخي لها سوى ماتناقلته الصحف حينها، ولكن واقع الحال، وبعد عقود ومنذ سقوط العراق وغزوه يؤكد ما ذهب إليه وولسي وبن غويون، وغيرهم من استشراف وقراءة مستقبلية لما كان مبيتاً ومخططاً لنا، والذي أتى أُكُلَه بعد فورات ومؤامرات الربيع العربي. اليوم يحدو البعض منا الأمل والتفاؤل في إمكانية تغير سياسة أميركا تجاه الشرق الأوسط ومنطقة الصراع الدائر بالتحديد، ما قد ينعكس إيجاباً على الاستقرار الذي غاب عنا طويلاً. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©