الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«السمالية» محمية طبيعية غنية بالتراث والتنوع

«السمالية» محمية طبيعية غنية بالتراث والتنوع
11 يوليو 2009 02:29
تحولت جزيرة السمالية الى محمية، وهي تقع على بعد حوالي 12 كيلومتراً شرق مدينة أبوظبي، في حين تبلغ مساحتها ما يقارب 14 كيلومتراً مربعاً، ويحيط بها ما مساحته 8 كيلومترات مربعة من نباتات القرم. ورغم صغر مساحة الجزيرة، إلا انها غنية بتنوعها البيولوجي، كما تتعد الأنظمة البيئية الموجودة بها. هذا من دون إغفال كونها مركزاً تراثياً مهماً يعرض جوانب عديدة من تراث دولة الإمارات، مما جعلها نقطة استقطاب للعديد من الوفود التعليمية والرسمية من داخل الدولة وخارجها. يشير عبدالكريم حسن عبدالله مدير مركز البحوث البيئية في «نادي تراث الإمارات» الى أن سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس النادي أعلن الجزيرة كمحمية «ويهتم مركز البحوث البيئية بالجزيرة في عدة مجالات منها الطيور، والحيوانات، والأشجار، والنباتات، والأسماك، إضافة الى أننا نقدم التوعية البيئية للمدارس والجامعات والكليات والمعاهد». تعتبر السمالية أكبر محمية صناعية لنباتات القرم «اي انها مزروعة من قبل الإنسان، بحسب عبدالله. ويقول: «نزرع هذه الشجرة في موسمها اي في سبتمبر بعد ان نكون قد جمعنا بذور الشجرة الأم. نزرع البذور في البيوت البلاستيكية بأحجام معينة ونسقيها ماء عذباً، عندما تبدأ بالنمو «نأقلمها» أي نبدأ بسقيها ماء عذباً ومالحاً الى أن تصل الى مرحلة يمكن زراعتها في البحر، فننقلها للمشتل البحري. اما الأشجار الإضافية فنوزعها على باقي الجزر كالضبعية والمصنوعة». ويكشف انه في العام الفائت «أنتجنا ما يزيد عن 700,000 شتلة». أنواع الطيور يحلق في فضاء الجزيرة 14 نوعاً من الطيور بمختلف الأحجام والألوان، حولت الجزيرة بيتاً لها. معظم هذه الأنواع تم إدخالها الى الجزيرة ومنها النعام الإفريقي ذو الرقبة الحمراء، والإيمو وهو نوع من النعام الأسترالي، والريا هو نعام أميركا الجنوبية، ويزيد عدده عن المئة طير على الجزيرة. وتنتج هذه الطيور في»المفقس». ويتواجد في الجزيرة كذلك الديك الرومي، والبط المصري، والبط المسكوفي، الطاووس، والحجل، والقطا، والفزن. ويقول عبد الله «اشترينا الطاووس من السوق، وانتجناه في المفقس. وأضحى عدد هذه الطيور بالآلاف. فالديك الرومي انتج حوالي 2000 بيضة، والنعامة 50 نعامة». ويوضح أن تربية بيض النعام «حساسة جداً، فأي خلل في الحرارة أو الرطوبة قد يمنع البيض من التفقيس». وتضم الجزيرة كذلك الحمام، ودجاج الوادي الذي «فقس ما يزيد عن 5000 طير» بحسب عبدالله. ويضيف: «نبيع المنتج الإضافي، ونحتفظ بالأمهات والبيض». وانتهى موسم التفقيس منذ أقل من شهر تقريباً. توضع الطيور بأقفاص مظللة وتحيطهم بيئة مناسبة لينموا فيها بسلام. ويتم تبديل المياه والعلف مرتين يومياً، كما يوجد هناك طبيب بيطري يكشف عليهم كل فترة للتأكد من خلوهم من الأمراض ولتأمين الوقاية لهم. في شوارع الجزيرة، تجد الغزلان تركض بين الأشجار. هذه الغزلان هي من نوع الريم، واستقدمت من صير بني ياس، لذلك تمكنت من التأقلم بسرعة مع جو الجزيرة. في العام 2000, تم إدخال 40 غزالاً الى الجزيرة واليوم أضحى عددها يتجاوز المئة. وهي تعيش بحرية على الجزيرة ولا رقابة عليها. تشعر بأمان كبير، فلا تخشى ولا تهرب عندما يمر بقربها غرباء أو سيارات. ويقول عبدالله «نوفر لها الماء في السقايات في مراكز متعددة في أنحاء الجزيرة، ووضعنا لها صناديق طعام نضع فيها العلف. ركزناها داخل الغابات بعيداً عن الضجيج ومكان مرور السيارات، ونهتم كثيراً بالحفاظ على نظافتها». ضب وحيد في داخل محمية الضب التي تقع مقابل مرمى الرماية القديم داخل الجزيرة، يوجد ضب وحيد. ويوضح عبدالله قائلاً «إننا لم نتمكن من الحصول على ضب آخر، لان نقله صعب ويحتاج الى موافقة من هيئة البيئة». وعلى أحد شواطئ الجزيرة، يقع شاطئ السلاحف. تستقدم السلاحف «وهي على وشك أن تبيض، ونتركها على الشاطئ لتبيض»، يشير عبدالله. ويقول: «من المعروف أن السلاحف تمتلك حساسات قوية، فهي تعود لتبيض في المكان الذي ولدت فيه. في جزيرة القرم كان هناك العديد من السلاحف علي شواطئها، لكن مع البناء قل تواجدها. ومنذ سنتين فوجئ الناس بعودة السلاحف لتبيض علي الشاطئ». ويضيف: «نقوم كذلك، برعاية السلاحف المصابة ومعالجتها ونضعها على الشاطئ. ونملك الآن عدداً كبيراً من السلاحف وبأعمار وأحجام مختلفة». إلى جانب كل هذه الحيوانات، هناك النحل ايضاً الذي تتم تربيته في الجزيرة، ويلفت عبدالله الى أن الهدف «هو إنتاج العسل وبيعه. والأهمية الأكبر هي أن النحل وخلال عملية جمع رحيق الأزهار، يقوم في الوقت نفسه بتلقيح الأشجار». ويكشف عن انه في العام الماضي «تم إنتاج ما يزيد عن 450 كيلوجراماً من العسل، بعضها تم بيعه والباقي تم إهداؤه». مادة تعليمية تشكل جزيرة السمالية مادة تعليمية جيدة للطلاب. وتشير فاطمة عبدالله التميمي ضابط توعية بيئي أول الى «أننا نستقبل الطلبة من المدارس والمؤسسات، ونجعلهم يجولون في الجزيرة. ونوفر لهم نبذة عن المناطق البيئية إضافة الي النشاط التراثي في الجزيرة». وتقول: «عندنا ايضاً أحواض الأسماك. في الماضي كان هناك البلطي والهامور والشعري، أما اليوم فقل عددها لأن الأحواض لا تساعدنا فهي صغيرة وتحتاج الى رعاية وظروف وخبراء». وتوضح بانه تتم تربية اليرقات «في أحواض صغيرة خاصة تتمتع بظروف خاصة، وبعد أن تفقس ننقلها الى البرك المالحة». تنتج الجزيرة حالياً نوعاً واحداً من السمك هو سمك البلطي، فهو لا يحتاج الى الكثير من العناية، ويعيش بالماء العذبة، بحسب التميمي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©