الأمم المتحدة تقترح خطة لمكافحة أزمة الغذاء العالمية

حدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة خطوطاً عريضة لخطة لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية تشمل دعم القطاع الزراعي وتسهيلات للنقل· وقال منتدى اقتصادي للأمم المتحدة اختتم اعماله أمس الأول في نيويورك إن هناك حاجة الى قدر أكبر وأفضل من الحبوب والأسمدة والري وتسهيلات النقل لمكافحة نقص المواد الغذائية في شتى انحاء العالم· وقال ليو ميروريس رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في الاجتماع الخاص للمجلس المؤلف من 53 عضواً إن الارتفاع الكبير في الأسعار ونقص المواد الغذائية يؤثران على صحة وبقاء الملايين في شتى انحاء العالم· وذكر تقرير على موقع المجلس على الانترنت انه خلال العامين الماضيين ارتفعت اسعار المواد الغذائية الاساسية بشكل كبير مع ارتفاع اسعار الأرز لأكثر من المثلين منذ اواخر يناير من العام الجاري· وقال ميروريس إن مجلس الأمم المتحدة يهدف على المدى القريب الى مساعدة المزارعين على الوفاء باحتياجات الإنتاج خلال موسم الزراعة المقبل· وأضاف ايضا انه لا بد وأن يكون هناك الحاح جديد في اختتام جولة الدوحة من المفاوضات التجارية والتي يجب أن تعالج الدعم الزراعي والتعريفات الجمركية للدول المتقدمة بهدف مساعدة التنمية الزراعية في الدول الفقيرة، وأطلقت جولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية للتفاوض على اتفاقية تجارية عالمية في عام ·2001 إلى ذلك رحبت الأمم المتحدة بمساهمات بعض من أغنى دول العالم للمساعدة في تخفيف أزمة الغذاء العالمية، من بينها تبرع السعودية بـ500 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي· ومن المتوقع أن تغطي مساهمة السعودية ومساهمات دول أخرى طلب البرنامج الدولي التابع للأمم المتحدة بتوفير 755 مليون دولار اضافية لردم الفجوة في تمويل برامج عام 2008 والتي قدرت بالفعل بنحو 4,3 مليار دولار· ويهدف طلب الأموال الاضافية الى مواجهة زيادة أسعار الغذاء حول العالم، وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة ترحيب بمساهمة السعودية، واصفاً إياها ''بغير المسبوقة في الحجم والسخاء الذي يأتي في الوقت المناسب في ضوء احتياجات ملايين البشر الذين يعتمدون على الحصص الغذائية''· وأعلنت حكومة اليابان برئاسة رئيس الوزراء ياسو فوكودا أمس الأول تقديم 47,8 مليون دولار الى برنامج الغذاء العالمي، تذهب 85% منها الى عشر دول افريقية تعاني من نقص حاد في الغذاء والباقي الى أفغانستان والاراضي الفلسطينية المحتلة· والدول الافريقية العشر هي السودان وكينيا وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوروندي وجمهورية الكونغو وتشاد وغينيا-بيساو وليسوتو وسوازيلاند، وطلب برنامج الغذاء العالمي التمويلات الاضافية في ابريل الماضي قائلاً إن مخزونات الغذاء الطارئة التي تحتفظ بها البلاد حول العالم وصلت لأقل معدلات في 30 عاماً، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعار الأغذية حول العالم· وفي سياق متصل يعتزم وزراء التنمية بالاتحاد الأوروبي غداً دراسة الأسباب الخاصة بافتقار الدول النامية للأغذية الأساسية الأسبوع المقبل بعد الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو· وتضمنت أجندة مجلس الشؤون العامة والعلاقات الخارجية المقرر انعقاده يوم غد وبعد غد هذا البند في جدول أعماله بعد رسالة طالب فيها ثاباتيرو رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل دوراوا باروسو بهذا الإجراء· وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته التي بعث بها يوم 13 من الشهر الجاري قوله: ''يتعين علينا تقديم رد فعل سريع لتخفيف الآثار الأكثر خطورة الناجمة عن ارتفاع الأسعار ومحاربة مواطن العجز الهيكلية التي سمحت بحدوث مثل هذا الوضع بعمق في آن واحد''· ويعتقد ثاباتيرو أن تأثير ارتفاع أسعار الأغذية الأساسية في قطاع كبير من الدول النامية والذي وصفه بأنه مأساوي خلال الأسابيع الأخيرة يتطلب إجابة أوروبية حاسمة وجديدة ومنسقة مع المجتمع الدولي بأسره والدول المانحة· ويأمل ثاباتيرو في التوصل إلى رسالة من جانب الاتحاد الأوروبي يطرحها في القمة العالمية حول الأمن الغذائي التي تنظمها وزارة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في روما يومي 5 و6 يونيو المقبل· وحث ثاباتيرو الاتحاد الأوروبي على القيام بدوره وتوضيح قدرته على الزعامة أمام المواقف التي نشأت على خلفية الارتفاع الشديد في أسعار الأرز والقمح والذرة·