الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سياسات الاتحاد الأوروبي تشجع استخدام الفحم

14 مارس 2014 21:48
وجهت رويال دتش شل تحذيراً شديد اللهجة مما وصفته بأنها أزمة طاقة أوروبية قد تشجع العديد من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في أنحاء القارة على حساب بدائل أنظف مثل الغاز. وقد تؤدي سياسات بروكسل المرتبكة إلى استحداث سعة توليد كهرباء من الفحم تبلغ 11 جيجاوات في أوروبا في السنوات الأربع المقبلة، حسب رويال دتش شل أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم. وهذا سيساوي أكثر من عشر محطات فحم ويمكن أن يؤدي إلى وضع يكون فيه الفحم سائد الاستعمال كمصدر للطاقة رغم أن الغاز أنظف منه كثيراً عند الاحتراق، حسب ديك بنزتشوب رئيس قطاع تنمية سوق الغاز في شل. وقال بنزتشوب إن من شأن ذلك تقويض جهود الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات غاز الدفيئة في الوقت الذي بلغ فيه دعم الدول الأوروبية لنظم طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة قرابة 30 مليار يورو سنوياً مع تحمل مستهلكي الطاقة للتكاليف. وقال بنزتشوب في مقابلة مع فاينانشيال تايمز أجريت عقب مؤتمر طاقة عقد في لندن: «تتبع أوروبا مساراً يستخدم فيه الفحم بجانب مصادر الطاقة المتجددة وهو سيناريو غير مقبول عالي التكلفة من جهة ومتدني النتائج من جهة أخرى». وأضاف بنزتشوب: «في شل نسمي هذا مفارقة الطاقة الأوروبية، ولكن هذا التعبير ينطوي على شيء من التهوين لأنها في الحقيقة أزمة الطاقة الأوروبية». وتؤكد انتقادات بنزتشوب الضغوط المتصاعدة على زعماء الاتحاد الأوروبي في وقت يستعدون فيه لاجتماع سيجرى قريباً لمناقشة شكل طاقة الكتلة الأوروبية وسياستها المناخية لغاية عام 2030. وعملت الطفرة الصخرية بالولايات المتحدة على خفض سعر الغاز الطبيعي في تلك الدولة ما شجعها على تصدير كميات كبرى من الفحم الأميركي الرخيص إلى أوروبا الأمر الذي ساعد على تقليل الجدوى الاقتصادية من محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز. وقالت شل إن واردات ألمانيا من الفحم زادت بنسبة تتجاوز 7% إلى قرابة 44 مليون طن في عام 2013 مقارنة بعام 2012، كما شهدت المملكة المتحدة ارتفاعاً مماثلاً فيما زادت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في كلتا الدولتين في عام 2012. في الوقت ذاته، تقدر كبريات مؤسسات المنافع العمومية بالاتحاد الأوروبي أنه تم تعليق 30 جيجاوات على الأقل من سعة توليد الكهرباء باستخدام الغاز في أنحاء القارة الأوروبية إجمالاً. ويرى بعض المحللين أن هذا الوضع يعتبر مؤقتاً بسبب أن أسعار الغاز الطبيعي الأميركي الآخذة في الارتفاع ستجعل الفحم في نهاية المطاف أكثر اجتذاباً بالولايات المتحدة وتحد من صادراته إلى أوروبا. غير أن بنزتشوب قال إنه من غير المرجح أن يحدث ذلك. وأضاف: «البعض يقول إنها مجرد موجة وأنها مؤقتة وسوف تنحسر، ولكني أقول إن هذا غير صحيح، ولذلك ينبغي زيادة سعر الكربون للحد من استخدام الفحم في أوروبا». ومن غير المرجح أن يحدث ذلك قريباً بسبب أن التباطؤ الاقتصادي وعوامل أخرى نتج عنها هبوط أسعار الكربون في منظومة الاتحاد الأوروبي المختصة بمقايضة الانبعاثات التي تعد سياسة أوروبا السائدة في مكافحة التغير المناخي. ومن المقرر أن يدرس زعماء الاتحاد الأوروبي مبادرات تفعيل منظومة مقايضة الانبعاثات وتشديدها في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل الذي سيناقش فيه أهداف الاتحاد الأوروبي في كل من التغير المناخي والطاقة لغاية عام 2030. عن «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©