الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات غربية تقود عودة العالم إلى طاقة الخشب

شركات غربية تقود عودة العالم إلى طاقة الخشب
24 مايو 2008 23:38
يتحول اهتمام شركات الطاقة إلى نفايات مثل قطع ونشارة الخشب والقش لإنتاج الاضاءة والتدفئة مع ارتفاع أسعار النفط واستحداث سياسات مناخ جديدة ترفض الوقود الأحفوري وتفضل المصادر المتجددة· وساءت سمعة بعض مصادر الطاقة البديلة في الآونة الأخيرة ولاسيما في ظل الدور الذي لعبه الوقود الحيوي الذي يهدف إلى استبدال البنزين في إذكاء صعود أسعار الغذاء نظراً لاستخراجه من محاصيل زراعية مثل الذرة· لكن ارتفاع أسعار النفط والغاز يواصل دفع السباق على مصادر بديلة وربما بدأ أقدم مصدر للطاقة على الاطلاق -الخشب والنفايات الزراعية الصلبة المسماة بالكتلة الحيوية- يكتسب شعبية· وتفضل سياسات المناخ وقود الكتلة الحيوية بشكل خاص في الاتحاد الأوروبي الذي يطمح إلى تدبير خمس حاجاته من الطاقة عن طريق المصادر المتجددة بحلول العام ·2020 وقال ديفيد وليامز العضو المنتدب لشركة ايكو-تو البريطانية التي تعتزم اقامة خمس محطات للكتلة الحيوية تعمل بحرق القش لمد 250 ألف منزل أو أكثر بالكهرباء من 2011: ''كل الأدوات التشريعية تشير في اتجاه جعله ميداناً لطيفاً للاستثمار على المدى الطويل''· وستحرق المحطات التي تبلغ استثماراتها 500 مليون جنيه استرليني (مليار دولار تقريباً) ربع فائض القش في بريطانيا والذي يطمر تحت الأرض حالياً وستعتمد على تعديلات مقترحة للدعم الحكومي هي قيد المناقشة التشريعية الآن لزيادة حصتها من شهادات الالتزام بالطاقة المتجددة القابلة للتداول بمقدار النصف· وقال وليامز إن من شأن هذا أن يضاعف تقريباً إيرادات وحدة الكهرباء من هذا النوع قياساً إلى الكهرباء التقليدية، وأن يرفع العائد السنوي على الاستثمار في محطات الكتلة الحيوية البريطانية إلى حوالي 15% من ستة بالمئة الآن، وأضاف: ''انه يجعل استخدام الكتلة الحيوية استثماراً تجارياً بحق''· وسيكون لسياسات الدعم هذه تأثير زيادة أسعار الكهرباء قليلاً على الجميع· وإلى جانب هذه الخطط المستقلة تواجه كل محطات الفحم الأوروبية زيادة كبيرة في غرامات انبعاثات الكربون من العام 2013 بموجب برنامج الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات ومن ثم فإنها تستطلع خيارات ''الحرق المختلط'' أي استخدام الكتلة الحيوية إلى جانب الفحم· وكانت محطة دراكس كبرى محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في بريطانيا قالت يوم الاثنين الماضي إنها تعتزم توليد 400 ميجاوات من الكتلة الحيوية بحلول عام ·2011 وقال مدير دراكس لشؤون البيئة نيجل بوردت: ''إنه مجد تجارياً بسبب برنامج الاتحاد الأوروبي لتداول انبعاثات الكربون وشهادات الالتزام بالطاقة المتجددة''، وفي الولايات المتحدة قالت شركة انترينرجي الأميركية التي تأسست عام 2004 إن التفاؤل هناك يستند بدرجة أكبر إلى فرص تبني سياسات مناخية مواتية تحت إدارة أميركية جديدة بداية من العام القادم بالاضافة إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز· وقال الرئيس التنفيذي للشركة جون كيبلر: ''الفكرة الشائعة هي أنه أعلى تكلفة من الوقود الأحفوري التقليدي وهذا الوضع تغير بناء على المنطقة التي نوجد فيها نستطيع غالباً فرض أسعار أقل نحو عشرة إلى 15% عن التكلفة المتجنبة للوقود الأحفوري''· وعلى غرار ايكو-تو توجد لدى انترينجري خطط كبيرة تبدأ بعدد قليل من المحطات في الوقت الحاضر وهي تستهدف على نحو خاص إنتاج البخار والحرارة للعمليات الصناعية بدلاً من توليد الكهرباء؛ غير أن عقبة خطيرة محتملة تواجه قطاع الكتلة الحيوية قد تتمثل في تجزؤ نظام تسليم الوقود الذي يعتمد بالأساس على الشاحنات وذلك قياساً إلى قطارات الفحم وخطوط أنابيب الغاز على سبيل المثال· وتساور السكان هواجس بشأن تأثير خطط ايكو-تو على حركة المرور، وتقدر الشركة أن كلا من محطاتها البالغة قدرة الواحدة منها 40 ميجاوات ستحتاج إلى 100 ''نقلة'' بالشاحنات يومياً أي واحدة كل 15 دقيقة لتسليم 240 ألف طن من القش سنوياً، ولحرق وقود الكتلة الحيوية تأثير مناخي أقل نظراً لأنه لا ينفث في الجو سوى غاز ثاني أكسيد الكربون -المتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض- الذي امتصته الأشجار والنباتات ذاتها في الماضي القريب وليس منذ ملايين السنين كما في حالة الوقود الأحفوري·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©