الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدواخ آفة تنتشر بين الشباب

المدواخ آفة تنتشر بين الشباب
24 مايو 2008 23:39
لم يكن سلطان محمد قد استيقظ تماما، حين أخرج (المدواخ) من جيبه ليملأه (بالدوخة) ثم يضغط عليها برفق، ويشعلها بعود ثقاب نافثا دخانا تملأ رائحته المكان قبل أن تنطفئ شعلة المدواخ، فيضرب به في رتم سريع على أقرب طاولة ويعيده إلى جيبه· سلطان ليس الشاب الوحيد الذي يحمل المدواخ، هناك كثيرون غيره يضعون المدواخ في جيوبهم مع الكبريت وقناني التبغ الصغيرة (المضارب)، ويضعون في سياراتهم زجاجات مياه مملوءة بالتبغ يستعملونه لإعادة تعبئة المضارب الصغيرة· وبشكل عام تنتشر عادة تدخين (المدواخ) بين الشباب المواطنين، وإن كانت في السابق محصورة بكبار السن فقط، أما اليوم فانتشرت بين أوساط الشباب المراهقين الذين يجدون في المدواخ البديل المحلي الأرخص للسجائر· رأي مجرب ويعتقد علي المري أحد مدخني المدواخ منذ سنين أن التدخين واحد وإن تعددت صوره، سواء كان بالمدواخ أو بالشيشة أو بالسجائر، لكن إدمان النيكوتين الذي استمر معه منذ بداية سن المراهقة هو دافعه الوحيد للتدخين، ويؤكد: المشكلة أني اعتدت التدخين منذ طفولتي، لم أكن قد بلغت 11 عاما حين بدأت تجريب السجائر· وبعد عدة سنوات تحولت عن السجائر إلى المدواخ لأنه أكثر نظافة من السجائر فهو لا يترك رائحة كريهة، كما أن عمليه تدخينه لا تحتاج أكثر من نصف دقيقة بينما يستمر تدخين السيجارة 5 أو 6 دقائق· والغريب أنه ارخص سعرا فعلبة الدوخة الصغيرة التي يبلغ ثمنها خمسة دراهم تكفي لأكثر من أسبوع بينما علبة السجائر التي يبلغ ثمنها ستة دراهم يقضى عليها في يوم واحد· يعترف علي أنه يدخن بعيدا عن رقابة البيت والأسرة ويجاهر: لو علمت أمي سيغمى عليها!· يملك علي مدواخين وهما كافيان جدا لأن المدواخ إذا تم تنظيفه بشكل دائم يمكن أن يبقى لسنتين· ويدخن المدواخ عدة مرات في اليوم إلا أن ''دوخة الصبح'' هي الأفضل في نظره لأنها تعدل مزاجه طوال اليوم· ويتمنى علي المري أن يكف عن التدخين ويتمنى أن يجد الإرادة الكافية للتوقف عنه وربما يفعل ذلك بعد زواجه· أخطر من السجائر يقول علي رضا (بائع في أحد محال الدوخة والمداويخ): يعتبر المدواخ ظاهرة اجتماعية قديمة ما زالت تحيا إلى الآن لأن الكثير من الشباب المواطنين أدمن تدخين المدواخ كبديل رخيص للسجائر، مع أنه قد يفوقها خطورة فالسجائر مزودة بفلاتر قطنية لا يوجد مثلها في المدواخ· ويقبل الشباب عليه من مختلف الطبقات الاجتماعية، ويوما عن يوم تزداد نسبة الوافدين من مدخني المدواخ أيضا· يصنع المدواخ -كما يقول- علي رضا: من الخشب بأنواعه أو البلاستيك أو العاج، وتختلف أسعاره باختلاف المادة التي يصنع منها لكنه قليلا ما يتخطى الحدود المعقولة، وأغلى المداويخ تلك التي تصنع من العاج الطبيعي وإن كانت نادرة، والأكثر طلبا هي المصنوعة من خشب الصندل· والمدواخ يشبه ''البايب'' في شكله وبه فتحتان من الامام والاعلى يوضع بها التبغ ويشعل ثم يشفط الدخان من الفتحة الاخرى تماما مثل طريقة تدخين الغليون· وللمدواخ اكسسوارات يحتفظ بها المدخنون ويتسابقون على اقتنائها مثل الحقائب الجلدية الصغيرة والمضارب (قناني حفظ الدوخة) وحتى الفلترات التي تركب على المدواخ، وبالطبع علب الكبريت التي يحبذ عشاق الدوخة استعمالها بدلا من الولاعة التقليدية لأن ''طعم الدوخة يختلف''· يزرع محلياً ويتابع: يزرع التبغ المستخدم في تدخين المدواخ بمنطقة حتا شمال الإمارات لتميزها بالمناخ المناسب للزراعة، ولأن هناك العديد من العائلات التي توارثت مهنة زراعة التبغ المحلي وصناعته· ويفضل مدخنو ''المدواخ'' التبغ الأكثر نضوجا الذي يقترب من اللون الذهبي بعد القطف ويرونه الأقدر على ''ضبط الرأس'' أي تعديل المزاج!· وتختلف أنواع التبغ حسب طريقة صناعته ومكان زراعته أيضا لكن أشهر الأنواع: الدوخة الحتاوية، الدوخة الحارة، والدوخة الباردة· ويباع بخمسة دراهم للمضرب الصغير، ويمكن أن يأتي بلونين أخضر أو بني أقرب للذهبي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©