نيللي: لن أعود إلى السينما

تعيش النجمة نيللي حالة من الرضا عن تاريخها ونجاحها اللذين مازلا حاضرين رغم غيابها الطويل، فقد صنعت لنفسها خطاً مميزاً لم تسبقها إليه غيرها في الاستعراض· ولدت نيللي في أسرة مصرية من أصول أرمينية في 13 يناير في حي الظاهر بالقاهرة، الأب كاليغيان سركسيان تاجر جلود يجيد العزف على الكمان والأم ربة منزل تتمتع بصوت جميل وتغني في الأعياد والمناسبات العائلية فقط· ونيللي ترتيبها الثالث بين خمسة أشقاء ثلاث بنات وولدان توفيا سريعاً· وترفض نيللي أن يصفها أحد بأنها من عائلة أجنبية وتقول: أنا مصرية أباً عن جد، وكل جدودي مولودون في مصر ولا يوجد بينهم من جاء من خارجها· أنا فخورة بعائلتي وهي عائلة فنية وابنة عمتي هي ''تونيا'' الشهيرة بلبلبة ومعظم أبناء وبنات العائلة تذوقوا الفنون ودرسوها· بدأت نيللي أولى خطواتها الفنية وهي في الرابعة من عمرها وتحديداً عام 1953 في فيلم ''الحرمان'' الذي أنتجه والدها، ولعبت بطولته مع شقيقتها الكبرى فيروز الطفلة المعجزة التي سبقتها إلى عالم الفن قبل أربع سنوات· وضم الفيلم نخبة من كبار النجوم في ذلك الوقت، ثم شاركت في فيلم ''عصافير الجنة'' إنتاج والدها أيضاً واسند بطولته لبناته الثلاث فيروز وميرفت ونيللي· الإحساس بالمسؤولية لازم نيللي منذ طفولتها المبكرة، فقد كانت حريصة على الالتزام بمواعيد التصوير تحت أي ظرف، وما زالت تذكر فيلم ''عصافير الجنة'' حيث أصيبت بنزلة برد وارتفعت حرارتها، ورغم أن والدها منتج الفيلم طلب منها عدم الذهاب للعمل والاعتذار إلا أنها رفضت وأصرت على الذهاب· واكتفى الوالد بتقديم بناته الموهوبات في فيلمين من إنتاجه، وواصلت فيروز تألقها كطفلة ولعبت بطولة العديد من الأفلام الناجحة، بينما انتظرت نيللي أول فرصة لها عام 1958 مع المخرج بركات في فيلم ''حتى نلتقي'' بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي· ثم توالت العروض حيث اختارها المخرج عباس كامل لتشارك في فيلم ''رحمة من السماء'' وأطلق عليها الطفلة المعجزة· ثم فيلم ''توبة'' قصة وإخراج محمود ذو الفقار ثم توقفت الطفلة نيللي عن العمل السينمائي تماماً بناء على توجيهات الأب· وتقول: طلب والدي أن أهتم بدراستي بصورة أفضل ويبدو أن درجاتي أثارت قلقه· عرفت نيللي طعم البطولة وهي في سن المراهقة حيث عادت إلى السينما لتبدأ مرحلة فنية جديدة· وكانت أولى خطواتها نحو النجومية عندما اختارها محمود ذو الفقار عام 66 لتلعب بطولة فيلمين متتاليين من إخراجه هما: ''المراهقة الصغيرة''، و''نورا'' ثم لعبت بطولة فيلم ''إجازة صيف'' إخراج سعد عرفة ثم ''بيت الطالبات'' إخراج احمد ضياء الدين· وحققت نيللي نقلة كبيرة غير متوقعة من خلال مسلسل إذاعي شهير أصبح حدثاً في ذلك الزمان حيث شاركت الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بطولة مسلسل ''شيء من العذاب'' الذي أثار ضجة كبيرة بسبب عودة عبدالوهاب للتمثيل، وتساءل الجميع عن اسم هذه الفنانة التي تشاركه البطولة· الشجاعة والصدق من أهم مميزاتها لذلك تعترف بان اندفاعها وراء العمل والتواجد وتحقيق الانتشار كان مرحلة قدمت خلالها بعض الأفلام التي لا ترضى عنها لكنها ترى ان اختياراتها كانت غير دقيقة بسبب قلة الخبرة والسن الصغيرة، وبمرور الوقت عرفت ان الفنان يمكن ان يقول لا وأصبحت ترفض المشاهد الساخنة والعري والقبلات· وتؤكد نيللي أنها لا تندم على عمل فني شاركت فيه لأن كل عمل كانت له ظروفه ودوافعه التي جعلتها تقبله· وعن تجربتها السينمائية الأخيرة ''قط الصحراء'' تقول: الفيلم تعرض لمشاكل كثيرة أثناء التصوير وتغير مخرجه· وقد قبلت هذا الفيلم تحت ضغط المحيطين بي لأعود للسينما، ولذلك قررت عدم التسرع وانتظار العمل المناسب· وتعتبر نيللي ملكة الاستعراض في العالم العربي، فقد قدمت أشكالاً وألواناً غير مسبوقة من الاستعراض من خلال فوازير رمضان التي أصبحت لسنوات طويلة طقساً فنياً رمضانياً ينتظره الملايين في العالم العربي، حيث لعبت بطولتها على مدى ثلاثة عشر عاماً· الانسحاب المبكر كان قرارها النهائي حيث قررت التوقف عن تقديم الفوازير عام 94 واعتذرت كذلك عن بطولة مسلسل ''ألف ليلة وليلة'' الاستعراضي، وقالت: كنت أريد أن يشتاق لي الجمهور ولا يملني وأن أعود بشكل جديد· مقولة ''سعيد في الفن تعيس في الحب'' تنطبق على نيللي ورغم ذلك لا تعرف الندم بعد إخفاقها في الحب والزواج وتكوين أسرة· وعن شعورها بالوحدة بعد غيابها الفني تقول بتأثر كبير: الناس لا يشعروني بأنني غير موجودة على الساحة، وأفاجأ برد فعلهم في الشارع، ومحبتهم تجعلني أشعر كأنني لم أغب ولم ينسوني وكأن آخر عمل لي كان بالأمس، وهذا الإحساس يجعلني أشعر بالخجل ويزيد رغبتي في احترام الجمهور ويؤكد أنني ابتعدت في الوقت المناسب