السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات يقتلنَ أبناءهن بأول أكسيد الكربون

أمهات يقتلنَ أبناءهن بأول أكسيد الكربون
24 مايو 2008 23:43
منذ عدة قرون مضت، كان عمال المناجم أثناء ذهابهم إلى المنجم للبحث عن الذهب، يأخذون معهم أقفاصا تحتوي على ''عصافير الكناريا''، ولم يكن هدفهم من ذلك سماع زقزقة العصافير، بل لأن ''الكناريا'' تتميز بحساسية عالية تفوق حساسية الإنسان لغاز أول أكسيد الكربون السام، وما إن تشم هذا الغاز حتى تقع صريعة في الأقفاص، فيكون ذلك بمثابة انذار وتحذير للعمال من الخطر المحدق الذي ينتظرهم في المنجم· والجنين في رحم أمه أشبه بعصفور الكناريا، فهو شديد الحساسية لأول أكسيد الكربون السام، والمفزع أن آثار نقص الأوكسجين وأضراره لا تبرز عند ولادة الجنين فقط، بل بعد ولادته بشهور أو سنين، ويظل يعاني طوال حياته بسبب تدخين أمه· عن تدخين المرأة الحامل وأثره على الجنين تقول الدكتورة نوال العباسي اختصاصية نسائية وتوليد: ''للتدخين تأثير سلبي على الأطفال حتى قبل ولادتهم، فدخان السجائر يحتوي على أكثر من (400 مادة ضارة) تتعرض لها الأم والجنين· وكشفت دراسة أميركية أن أطفال النساء اللواتي يدخن أثناء فترة الحمل يتميزون بالضعف والنحول، علاوة على أنهم سيكونون بحاجة للنيكوتين في المستقبل لأن النيكوتين يدخل إلى الجنين عن طريق الدم، مما يزيد احتمال إصابته بأضرار في الدماغ، خاصة الجهاز العصبي''· وتضيف الدكتورة العباسي: ''التدخين أثناء الحمل قد يضعف خصوبة الأطفال الذكور في المستقبل، فالجنين يتغذى ويأخذ الأوكسجين عن طريق دم الأم الذي يأتي من خلال الحبل السري، وعندما تدخن الأم تستنشق أول اكسيد الكربون، وهذا يعني انخفاض كمية الأوكسجين المتوفرة للجنين، مما يؤدي إلى الكثير من الأعراض منها: زيادة سرعة نبض قلب الجنين، وزيادة الإجهاد الكلي الواقع على جسمه الذي ما يزال في طور النمو، كما يقلل من تدفق الدم إلى المشيمة وبالتالي تقل كمية المغذيات التي تصل الى الجنين· ومما يجدر ذكره أن نسبة حدوث حمل خارج الرحم ترتفع بنسبة 35% لدى المدخنات، كما ترتفع نسبة حدوث الإجهاض حوالي 4 - 6 أضعاف عن غير المدخنات، بالإضافة إلى زيادة احتمالات ولادة طفل بوزن قليل، علما بأن الأطفال الذين يولدون بأوزان قليلة يكونون أكثر عرضة للاصابة بالالتهابات والمشاكل الصحية الأخرى· وتتابع للدكتورة العباسي: لا يتوقف الأمر عند ذلك بل تزداد امكانية موت الطفل عند ولادته أو بعد ذلك، مع حدوث ظاهرة موت الأطفال المفاجئ أو موت المهد، الى جانب اصابة الأطفال بالربو وأنواع التهابات الجهاز التنفسي بسبب انتقال المواد الضارة في السجائر عبر حليب الأم· إلى ذلك، تزداد احتمالات ظهور حالة عدم الانتباه وهو حالة مزمنة تتسم بأعراض عدم الانتباه وفرط النشاط· وللتدخين بالطبع مشاكل صحية عديدة تنتهي بسرطان الرئة وتصلب الشرايين والوفاة· يبقى أن الأم المدخنة لن تسلم من هذه النتائج، فالطفل المريض لا يسبب لها الألم والحزن فقط، بل ويستنزف قواها وهي تبحث له عن علاج، فهل تستحق تلك المتعة القاتلة كل هذه المعاناة؟ وهل تستحق سيجارة أن تخاطر الأم بحياة طفلها، وإذا كان من حقها أن تدخن أليس من حق طفلها أن يستنشق هواء نقياً ويولد ولادة طبيعية وهو يمتلك جسماً معافى؟
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©