واشنطن ،أنقرة ، بروكسل (وكالات)
هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان بنجاح الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية، والذي بموجبه يتحول النظام السياسي في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي. وقال البيت الأبيض في بيان أمس الأول، إن تهنئة الرئيس ترامب جاءت خلال اتصال هاتفي أجراه مع أردوغان. ويذكر أن الناخبين الأتراك توجهوا الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت على الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان التركي في يناير الماضي للانتقال بنظام الحكم في البلاد من البرلماني إلى الرئاسي. وأظهرت نتائج شبه نهائية للاستفتاء، أن نسبة الأصوات المؤيدة للتعديلات الدستورية بلغت 51.37% مقابل 48.63% للأصوات الرافضة بعد فرز 99.45% من الأصوات، حيث بلغ عدد المؤيدين للتعديلات أكثر من 24.9 مليون ناخب، فيما رفضها 23.6 مليون ناخب.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس إن حزب العدالة والتنمية سيوجه دعوة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعودة إلى عضوية الحزب. وأضاف يلدريم في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب في البرلمان التركي «بعد الإعلان عن النتائج الرسمية للاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية التي جرت الأحد الماضي، سندعو مؤسس الحزب أردوغان للاحتفاظ بعلاقته معنا وسنكون سعيدين بوجوده بيننا». وتضمنت إحدى مواد التعديلات الدستورية الجديدة احتفاظ الرئيس بعلاقته بحزبه بعد أن كانت محظورة رسمياً بسبب الحياد الدستوري للرئيس. وعن المحاولات الرامية للتشكيك بنتائج الاستفتاء التي أسفرت عن تأييد التعديلات الدستورية بفارق ضئيل اعتبر يلدريم أنها «غير مجدية»، مشيراً إلى أن الشعب التركي عبر عن إرادته من خلال صناديق الاقتراع بحرية.
ودعا المعارضة التركية خاصة حزب الشعب الجمهوري إلى احترام قرار الشعب، موضحاً أنه «انطلاقاً من النسب التي أظهرتها نتائج الاستفتاء ليس من الصواب الدخول في سجالات تخص قرار الشعب أو بث التفرقة في البلاد بسبب تقارب أصوات المؤيدين والرافضين للتعديلات الدستورية». وأعرب عن ثقته بأن نتيجة الاستفتاء تعد بصفحة جديدة وجميلة في التاريخ السياسي للبلاد، لافتاً إلى أن «تركيا خاضت عبر الاستفتاء وبنجاح اختباراً مهماً في مجال الديمقراطية».
وعلى صعيد متصل أعلن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة أمس تقديم طعن إلى مجلس الانتخابات الأعلى بسبب ما أطلق عليه «التلاعب بالنتائج»، مطالباً بعدم اعتماد نتائج الاستفتاء وإلغائها.
ودعا حزب الشعوب الديمقراطي المعارض (ذو الغالبية الكردية) أمس مجلس الانتخابات الأعلى إلى إلغاء نتيجة الاستفتاء «بسبب قرار اللحظة الأخيرة باعتبار أوراق التصويت غير المختومة صحيحة».
وحث الاتحاد الأوروبي تركيا على السعي لتحقيق إجماع وطني عقب نتائج الاستفتاء الشعبي الذي أجرته الأحد، وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية مارغريتس شيناس في مؤتمر صحفي، إن «الاتحاد الأوروبي قد أحيط بتقرير بعثة المراقبين الأوروبيين التابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا بشأن الاستفتاء ودرسه بعناية». وأضاف أنه «في ضوء هذا التقرير نحث السلطات التركية على النظر في الخطوات التالية بعناية، والبحث عن أوسع إجماع وطني عقب الاستفتاء» داعياً في الوقت ذاته جميع الأطراف إلى إظهار «ضبط النفس».
وحث المتحدث الأوروبي السلطات التركية على بدء «تحقيقات شفافة» في المخالفات «المزعومة» التي شابت عملية الاستفتاء بحسب تقرير المراقبين.
وقال إنه «طالما أن المستقبل يكتنفه القلق فنحن نشجع تركيا على التحرك بشكل أقرب إلى الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، وألا تبتعد عنا بشكل أسرع». وشدد شيناس على موقف الاتحاد الأوروبي بأن طرح عقوبة الإعدام في تركيا يعني «تجاوز جميع الخطوط الحمراء». وقال إن «الانتقال من الحديث إلى العمل بعقوبة الإعدام سيكون إشارة واضحة إلى أن تركيا لا تريد.
وأقر البرلمان التركي أمس تمديد حالة الطوارئ المعلنة في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل التي وقعت في شهر يوليو الماضي. وكان مجلس الوزراء التركي قدم في وقت سابق أمس مذكرة اقتراح تمديد حالة الطوارئ إلى البرلمان للتصويت عليه بعد أن أوصى مجلس الأمن القومي التركي خلال اجتماعه أمس الأول الاثنين برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتمديد الحالة.
ويعد تمديد إعلان حالة الطوارى بالبلاد الثالث بعد محاولة الانقلاب الفاشل على أن تبدأ الفترة الممددة اليوم الأربعاء وتستمر ثلاثة أشهر. ويذكر أن تركيا شهدت مساء 15 يوليو 2016 محاولة انقلابية فاشلة نفذها عناصر من الجيش فيما اتهمت حكومة أنقرة ما تسميه منظمة (الكيان الموازي) التي يقودها فتح الله غولن، بأنها وراء الانقلاب.
12 قتيلاً بتحطم مروحية شرق تركيا
إسطنبول (وكالات)
أكد وزير الداخلية التركي سليمان سويلو، أمس، أن 12 شخصاً لقوا حتفهم في حادث تحطم مروحية تابعة للشرطة جنوب شرق البلاد.
وقال سويلو: «إن الحادث كان بسبب سوء الأحوال الجوية». وذكر مكتب محافظ محافظة تونجلي، حيث تحطمت المروحية، في بيان له أن المروحية كانت تقل 12 شخصاً، من بينهم أفراد من الشرطة وقاضٍ، مشيراً إلى أن الحادث وقع بعد 10 دقائق من إقلاع الطائرة.
وتم نشر فرق البحث والإنقاذ في المنطقة.
وقالت قناة «إن تي في»: «إنها كانت تقل بين ركابها قاضياً وسبعة شرطيين وضابط صف من الجيش». وتحدثت وسائل الإعلام التركية عن ضباب في منطقة الحادث، الذي وقع بعد اختفاء المروحية عن شاشات الرادار.
وأقلعت مروحية أخرى على متنها مسعفون وعسكريون من محافظة ديار بكر المجاورة إلى مكان الحادث، وفق «إن تي في».
عدد اليوم
