السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرنفال الحنين

كرنفال الحنين
24 مايو 2008 23:49
زيارة المنطقة التراثية بالشارقة، سفر جميل في عالم الألق والبهجة والحنين التي تعبق بها أطياف المكان والزمان الإماراتية· وفرصة للمواطنين والمقيمين العرب والسياح الأجانب للاستمتاع بحلقة التواصل المهرجانية الفريدة بين الماضي والحاضر، بما توفره إمارة الشارقة على الدوام من أجواء تراثية امتزجت بروح العصر، ونشاط إبداعي يستحق المشاهدة والملامسة عن قرب· في أحضان منطقة الشارقة القديمة، وسط الإمارة الباسمة، قريباً من شواطئ البحر ومراسيه الزاخرة بحركة القوارب والسفن، حيث كان يعيش ويقيم الآباء والأجداد، يمكن للزائر أن يشاهد باقة ساحرة من البيوت ذات العمارة التقليدية المحلية، ببراجيلها، وحصونها، وأسواقها القديمة، ومساجدها الأثرية، فضلاً عن سور الشارقة الكبير الذي يعلن مرة أخرى للتاريخ عن استرجاع الخصوصية الجغرافية للمنطقة بعد أن هدم الإنجليز أجزاءً كبيرة من السور قبل أكثر من مائتي سنة· عدسة الزميل عماد حمزة جالت في أرجاء المكان الذي شهد كثيراً من الفعاليات التراثية، التي حلقت بالموروث الإماراتي إلى فضاء وزمن رحب، وأبرزت جمال المفردات التراثية الإماراتية، ليتعرف إليها أبناء الوطن ويستقوا منها العبر والقيم والعادات الأصيلة· وما هذه الصور إلا جزء من حقل التراث الغني التي جسدته عروض حية للحرف التراثية النادرة، والفنون والألعاب الشعبية، وجوانب الثقافة والموروث الشعبي الإماراتي بهدف الحفاظ على تراث الوطن، وربط أجياله الحالية والمستقبلية بتراث الأهل والأجداد، ليكون شاهداً على جزء مهم من تاريخ الإمارات· وعن أهمية الفعاليات التراثية التي تبدي ''دائرة الثقافة والإعلام'' اهتماماً خاصاً بها لا سيما أيام الشارقة التراثية التي أقيمت مؤخراً، يقول عبدالعزيز المسلم مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية في الدائرة: ''تميزت دورة هذا العام بتأكيد التنوع الثقافي والبيئي في الموروث الثقافي، حيث ركزنا على إغناء البيئات الإماراتية الساحلية والصحراوية والجبلية والزراعية، وقدمنا صورة حقيقية مناسبة للفنون والمعتقدات والحرف والتقاليد الشعبية''· وأضاف المسلم: ''إن هذه التظاهرة الثقافية الحضارية، والتي تقام تزامنا مع اليوم العالمي للتراث، عملت على أكثر من محور، حيث انتقت (الأيام) مجموعة من الفعاليات واحتفت بالتراث مع جمهورها عبر إبراز بيئات الإمارات المختلفة بأشكالها وتقاليدها، ليكون ذلك حافزاً للأجيال المستقبلية ليطلعوا على مفردات التراث''· أما الدكتور يوسف عيدابي مدير ''دائرة الثقافة والإعلام'' في الشارقة، فرأى أن التراث يعزز الهوية الوطنية؛ لأنه وجه من وجوه هذه الهوية، وقال: ''من المهم في عصر العولمة، الحفاظ على التراث والإعلام والثقافة، كمثلث يضاف إلى التربية ليؤصل للفعل الوطني القومي، وبالتالي يكون من الضروري في البلدان حديثة التكوين كالإمارات، أن تعطي توثيق وتدوين التراث بمعناه الشامل أولويات المهام الوطنية الكبرى؛ لأن التراث المادي والقومي يتعرض للاندثار، وبالتالي تفقد الهوية ملامح مهمة جداً من الخصوصية والأصالة فيها''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©