شويكار خليفة تعيش في دنيا من الكارتون

احبت الألوان وعشقت الطبيعة· وملأت هوامش الكراسات والكتب المدرسية برسوم وجوه وشخصيات هزلية· وكبرت الطفلة الموهوبة لتصبح شويكار خليفة اشهر مصممة رسوم متحركة في مصر· فهي نجمة خلف الكاميرا تخصصت في صنع البهجة وإسعاد الكبار والصغار من خلال عالم خيالي أبطاله شخصيات كارتونية· شغلت شويكار خليفة عدة مناصب منها: رئيسة قناة النيل للأسرة والطفل، ورئيسة قناة النيل للدراما، وحاليا مستشارة رئيس قطاع قنوات النيل للرسوم المتحركة والجرافيك· وهي من أهم الأسماء في مجال الرسوم المتحركة، وبعد رحلة تمتد أكثر من أربعين عاما كرمها المهرجان القومي الرابع عشر للسينما المصرية· تقول شويكار ان تذوقها للفنون كان بتأثير من والديها؛ فالأب مهندس كيميائي في صباغة وتجهيز المنسوجات، وهو حاصل على الدكتوراه من فرنسا في هندسة الكيمياء الصناعية· وكان يحضر لأبنائه الأوراق والألوان المائية والشمع والصلصال الملون وأوراق القص واللصق، والأم ربة منزل تجيد العزف على البيانو وتمارس بعض الأنشطة الاجتماعية والخيرية، والأشقاء جميعهم يحبون الرسم والأشغال اليدوية، وشويكار ترتيبها الثانية بين ستة أشقاء· طفولة ملونة تفاعلت شويكار مع البيئة المحيطة وكانت تجد الجمال من حولها وتتأمله وفرضت ظروف عمل الوالد انتقالهم من مكان إلى آخر· وعن ذكريات الطفولة والصبا تقول: ما زلت اذكر المكان الساحر الذي كنا نسكنه في منطقة الفيلات الهادئة بمدينة المحلة، وألوان الزهور والحدائق، وخضرة الحقول، وجمال المباني، وبقدر حزني للانتقال منه وجدت نفسي في بيئة جديدة لا تقل روعة، حيث انتقلنا إلى الاسكندرية، وأخذت أتأمل البحر، وتعلقت عيناني بالقوارب الصغيرة الملونة· وعندما انتقل الوالد للعمل بمصانع الحرير بحلوان وجدت الهدوء والسكينة، وبعدها استقرت العائلة بحي المعادي الذي يتميز بكثافة الخضرة وجمال المباني· وتضيف: كان الرسم هوايتي، ومن خلاله سجلت كل خواطري وتأملاتي· إحساسي بأنني فنانة سيطر عليً وأنا في الإعدادية حتى إنني فكرت انه يمكنني إذا فشلت في الامتحان ان احترف الرسم في مجلة ''صباح الخير'' أو ''روز اليوسف'' مثل كبار الفنانين· وكان من الطبيعي ان تلتحق شويكار بكلية الفنون الجميلة وتختار قسم الديكور· وفي السنة الثانية من الدراسة الجامعية تزوجت وعمرها لا يتعدى 19 عاما، وتخرجت عام 1965 وجاءها خطاب التعيين مدرسة رسم لكنها رفضت العمل الذي لا يرضي طموحها، وتقدمت للعمل بالتليفزيون المصري كمهندسة ديكور لتبدأ رحلة جديدة من اكتشاف الذات· أجمل الأحداث وتصف دخولها عالم الرسوم المتحركة بأنه أجمل شيء حدث لها وتقول: فور التحاقي بالتليفزيون المصري حصلت على دورة تدريبية تعرفت فيها على العديد من التخصصات، ووجدت نفسي مشدودة إلى فن الرسوم المتحركة والذي يحتاج إلى الصبر والدأب، وتعرفت على المخرج الراحل فهمي عبد الحميد الذي أدين له بالفضل في معرفة الكثير عن هذا العالم الساحر· وتؤكد شويكار ان دخولها عالم الرسوم المتحركة قلب حياتها، واستولى على عقلها وقلبها معا، وتقول: في بداية عملي بالتليفزيون لم أكن درست الرسوم المتحركة كفن، وتعلمتها على يد المخرج الراحل فهمي عبد الحميد، فقد كان لديه صبر وتواضع وكانت لدي إرادة الفهم والبحث والاجتهاد· وبدأت اقرأ وأشاهد العديد من أفلام الرسوم المتحركة من كل أنحاء العالم، ففي ذلك الوقت لم يكن الإنتاج الأميركي هو المسيطر كما هو الآن· وتضيف: شعرت بأهمية السفر والدراسة وحصلت على منحة لمدة عام في ألمانيا· وإلى جانب ما تعلمته من مهارات في فنون الرسوم المتحركة تعلمت ان الإنسان لابد ان يتوقف عندما يصل لنقطة يشعر فيها بأزمة أو مشكلة في عمله، ويحصل على قسط من الراحة ويعود ليجد الحل ابسط مما كان يتخيل· وعرفت معنى فوائد السفر لذلك أسعى إليه ولو على نفقتي الخاصة· وعن أهم الأعمال التي قدمتها كمخرجة رسوم متحركة تقول: أول فيلم رسوم متحركة أكتبه وأخرجه كان عام1981 بعنوان ''عروسة حصان'' بعد عودتي من ألمانيا، ثم قدمت العديد من الأعمال منها: ''سيرك كراكيبو''، و''دفاع''، و''المنادي''، و''قزايز''، و''حكاية من الغابة''، و''حكايات قبل النوم'' واشهر برامجي كمخرجة ''ألوان'' الذي حقق صدى كبيرا عند عرضه ولم أعلم بنجاح البرامج إلا بعد فترة طويلة من إذاعته، فقد كنت في الخارج عندما بدأت إذاعته وكان عبارة عن سلسلة أفلام تسجيلية اعددت لها السيناريو وتوليت إخراجها عن كبار الفنانين التشكيليين في مصر، ومدة الفيلم لا تزيد على أربع أو خمس دقائق· ووصل عدد هذه السلسلة إلى 26 فيلما· وحول طموحاتها تقول: أصبحت أعيش داخل عالم الرسوم المتحركة، وأمنيتي إعداد فيلم روائي طويل بالرسوم المتحركة، والمشكلة هي التمويل لأن تكلفة الفيلم ستكون ضخمة ولدي ثقة بأن يتحقق هذا الحلم قريباً·