موزة خميس (دبي) - استهل مركز الحمرية للفنون والتابع لإدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة نشاطه بإقامة ورشة فن النحت على الرمال، حيــث وضع المركز جدولاً للدورات من 2 مارس الجاري يستمر حتى 24 أبريل المقبل، رغم أنه لم لم يتم افتتاحه رسمياً، تطبيقاً لتوجيهات حكومة الشارقة في نشر الثقافة الفنية والارتقاء بالذائقة البصرية في المجتمع، وذلك عبر اكتشاف المبدعين وتطوير أدواتهم في مناطق الإمارة كلها.
وبتدشين المركز تستمر عجلة التوسع في الامتداد الجغرافي للإمارة، خاصة أن مدينة الحمرية تتمتع بكثافة سكانية من أهل البحر، وتتوسط أماكن عدة مأهولة، لذا يبشر مركز الحمرية للفنون بتقديم خدماته المعرفية والفنية الكبيرة للشباب، في كل من الحمرية وأم القيوين وعجمان، من خلال برامج فنية وعلمية دقيقة ذات مناهج مدروسة، تقدم المعارف التشكيلية المختلفة من تاريخ الفن، مروراً بالاتجاهات والتيارات الفنية والتقنيات المتنوعة، وصولاً إلى تحليل ودراسة تجارب المنتسبين، ما يمكن المنتسبين من امتلاك أدواتهم الفنية.
رسالة المركز
هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في المركز يرى أن هذا التفعيل يتضمن رسائل عدة، حيث يتم تنفيذ البرامج والفعاليات من خلال التنسيق مع البرامج والأنشطة، التي تقيمها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، وفق المناهج العلمية والأكاديمية المعتمدة، وسيتم التنسيق أيضاً مع المناطق التعليمية، وهذا النوع من العمل تم تلمس نتائجه، وهو أحد أنواع التعاون، التي لها نتائج طيبة وانعكاس في المرافق الثقافية، وذلك عبر برامج مختلفة تشارك فيها المدارس.
ويعتمد عمل المركز على كادر إداري مواطن متخصص، لديه المهارة في الإدارة وتنفيذ الخطط والبرامج المختلفة، وكادر فني متخصص مشهود له بالخبرة والحضور الفني، وبالنظر إلى سياق عمل إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام، يلاحظ استقطاب فنانين وأكاديميين، لديهم من نجاحات خلال تدريس الفنون على مدى طويل، ضمن فكرة الفنان الزائر الذي يتمتع بتجارب فنية غنية.
برامج فنية
ومن خلال هذه السياسة تتم الاستفادة من تجاربهم إن كانوا زائرين أو مقيمين في التدريس الممنهج، ونقل مهاراتهم الفنية إلى منتسبي المراكز على امتداد إمارة الشارقة، وفي مركز الحمرية للفنون استمرارية لهذا التوجه في استقطاب المدرس المتميز، حيث أوضح المظلوم أنه تم إعداد وتحضير المركز الجديد لتنفيذ البرامج الفنية المتنوعة، وستقام فيه الفعاليات الدولية النوعية، من قبيل معارض الفنانين من دول عدة، إلى جانب معارض الفنانين المحليين، كما تم التحضير لتأمين كل ما تستلزمه الورش التي ستقام فيه، وأيضا احتياجات الندوات والمحاضرات المرتقبة، ولأجل بداية مضيئة أقامت إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام، ورشة فن النحت على الرمال، بالتعاون مع نادي الحمرية الرياضي الثقافي للشباب، وذلك في مكان مفتوح على شاطئ الحمرية في الشارقة.
شهدت الورشة تفاعل المشاركين مع الفكرة المطروحة في الورشة بشكل عميق، من خلال إطلاق العنان للمخيلة نحو الابتكار، وصنع أشكال ذات أبعاد متعددة تضع في الحسبان طبيعة المادة المستهدفة كخامة أولية للعمل الفني، فكان التعامل معها فيه من الحنكة بقدر ما ينظر للنتيجة المبتغاة، لتصبح الرمال بين أيدي المشاركين في الورشة غير عصية على نتاجهم الملموس، ومع نهاية اللقاء التفاعلي هذا، جاءت الأشكال المجسمة في محيطها الفراغي لطيفة من النواحي الجمالية.
أجواء تفاعلية
استمر عمل الورشة ثلاث ساعات في الهواء الطلق على شاطئ الحمرية، وقد حضرها هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام، وعقب على الورشة أثنى على القدرات الفنية التي عكسها نتاج المشاركين، وعلى الأجواء التفاعلية التي من شأنها منح المشاركين المزيد من الخبرات، وقد أشرف على الورشة مدرس النحت والخزف في المركز أوس الجد، ومع انتهاء زمن الورشة بدا نتاجها لافتاً من خلال ما قام به المشاركون فيها من إبداع، وقد تجلى ذلك في أعمال فنية ثلاثية الأبعاد، منها شجرة النخيل ومجسم لشعار نادي الحمرية الرياضي، ومجسمات نحتية أخرى، حيث شهدت الورشة تبادل الخبرات بين المشاركين، بالإضافة إلى التعرف على مبادئ تقنية وبعض التفاصيل الجديدة التي تميز هذا النوع من الخامات، باعتبار أن الرمال تحتاج إلى المزيد من المهارة.
تنوع الأنشطة
أصبح الباب مفتوحاً أمام المنتسبين لدعم تجاربهم عبر الانتساب لمختلف الدورات التخصصية التي يقيمها المركز، سواء في الرسم والخط، بجانب النحت والتصميم والتصوير الضوئي، كما ستقام أيضا العديد من الأنشطة كالمعارض والرحلات، وهناك برنامج للزيارات الدورية للمعارض والورش الفنية، وتم تزويد المركز بالمستلزمات التي من شأنها تهيئة الظروف النموذجية للممارسة الفنية والتثقيفية.
وتم وضع الأجهزة والمعدات ذات التقنيات العالية، وتوفير المواصلات التي تخدم المنتسبين، وسيستقبل المركز المنتسبين لدوراته في أكثر من تخصص، مثل مجال الرسم والخط العربي والخزف.
علياء العليلي من إدارة المركز قالت، إن أهالي منطقة الحمرية متعطشون لعرض مهاراتهم وتطوير هواياتهم، ولذلك حضر أكثر من 60 مشتركاً عند أول ورشة للنحت على الرمال، بالإضافة إلى أعضاء الإدارة، ولأن الهدف من المركـز تطويـر المهارات والقدرات، وجذب طلاب وطالبات المدارس للاستفادة من البرامج والورش في المنهج الدراسي، ولذلك هناك إقبال شديد على دورة الخط العربي لأنها مرتبطة بمادة اللغة العربيـة.
عدد اليوم
